ينتظر أن تشرع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يومي الثالث والرابع من الشهر القادم في زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط في أول زيارة لها إلى المنطقة منذ توليها مهامها لتحسس الوضع عن كثب. وتأتي زيارة كلينتون إلى المنطقة بعد حضورها ندوة دولية لإعادة إعمار قطاع غزة التي ستعقد يوم 2 مارس بالعاصمة المصرية والتي ستعرف مشاركة الدول المانحة. وقالت مصادر فلسطينية أن زيارة هيلاري كلينتون ستسبقها زيارة للموفد الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشل الذي سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهار الجمعة القادم. وتتزامن هذه الزيارة مع المشاورات التي شرع فيها الوزير الأول الإسرائيلي المعين بنيامين نتانياهو من أجل تشكيل حكومته اليمينية المتطرفة والتي تتعارض توجهاتها السياسية مع مقاربة الإدارة الأمريكيةالجديدة التي تسعى إلى تسوية النزاع في الشرق الأوسط من خلال تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تقام جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الجانب الفلسطيني سيركز في محادثاته مع ميتشل وكلينتون على التوالي على البرنامج السياسي للحكومة الإسرائيلية الجديدة ومدى جاهزيتها لاحترام اتفاقات السلام المتوصل إليها بين الطرفين ومدى احترامها لمبدأ قيام الدولتين ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال عريقات أن الرئيس عباس سيبلغ الإدارة الأمريكية انه في حال رفضت حكومة الاحتلال الالتزام بالنقاط المذكورة فإنها لن تقبل به كشريك في عملية السلام. يذكر أن الرئيس عباس الموجود بالعاصمة التشيكية في إطار زيارة رسمية قادته إلى عدة عواصم أوروبية طالب السلطات التشيكية التي تضمن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بفرض هذا الاتحاد لعقوبات على الحكومة الإسرائيلية القادمة في حال تملص نتانياهو من التزاماته الدولية بخصوص عملية السلام. ومن جهة أخرى دعت السلطة الفلسطينية أمس الرئيس الامريكي باراك اوباما الى التدخل لدى ادارة الاحتلال لمنع عملية اسرائيلية ترمي الى هدم 90 منزلا لمواطنين فلسطينيين في القدسالمحتلة. وقال ياسر عبد ربه أحد المقربين من الرئيس الفلسطيني إننا نناشد الرئيس الأمريكي إلى القيام بتدخل شخصي من اجل وقف عملية الهدم. وكان 90 فلسطينيا من سكان حي السلوان بالقدسالشرقية قد تلقوا أوامر بالطرد من منازلهم تحسبا لهدمها بدعوى أنها بنيت من دون حصول أصحابها على تصاريح قانونية لبنائها ويقطن هذه المساكن اكثر من 1500 فلسطيني في ظروف انسانية صعبة. ووصف عبد ربه عملية الهدم بأنها مجزرة تعتزم إدارة الاحتلال الإقدام على تنفيذها في المدينة المقدسة ووجه نداء للقيام بتحرك عربي ودولي عاجل من اجل وقف تنفيذ هذا المشروع الخطير. وقال عبد ربه إن مئات المنازل المعنية بقرار الهدم تم بناؤها في الجزء العربي المحتل من المدينة المقدسة قبل حرب جوان 1967. ووجه نداء الى كل سكان الضفة الغربية لشن اضرب عام يوم السبت القادم للاحتجاج على قرار الإدارة الإسرائيلية. ويقطن حي السلوان أكثر من 10 آلاف فلسطيني وهو الحي الذي تزعم إسرائيل انه يضم مدينة النبي داود عليه السلام. يذكر أن إدارة الاحتلال قامت بهدم أكثر من 350 منزلا لسكان فلسطينيين منذ سنة 2004 ضمن سياسة استيطانية مدروسة ترمي الى تهويد المدينة المقدسة.