* email * facebook * twitter * linkedin كشف وزير التجارة، كمال رزيق، في تصريح ل "المساء" حول ظاهرة التجارة الإلكترونية، على هامش زيارته لولاية وهران، أنه أمر مصالحه ومديريات التجارة عبر كامل تراب الوطن بالسماح للتجار بممارسة التجارة الإلكترونية خلال هذه الفترة التي تعرف تعليقا للنشاط، وكشف عن منح 20 ترخيصا فقط بعد طلبات تقدم بها تجار ينشطون عبر الفضاء الأزرق بعد المصادقة على القانون الجديد الخاص بالتجارة الالكترونية والذي سيتم دعمه مستقبلا. أضاف الوزير أنّ ممارسة التجارة الإلكترونية تسمح للتجار ببيع سلعهم وتجنيب المواطنين التنقل والبحث عن المحلات وتفادي التجار فتح المحلات بطريقة غير شرعية، وأضاف وزير التجارة أنّ السماح للتجار بممارسة نشاطهم حاليا عبر الأنترنت قد يساهم في إقبالهم على تقديم طلبات الحصول على تراخيص بعد انتهاء الأزمة، وأكد الوزير أنه سيتم تخيير التجار بين ممارسة التجارة العادية أو الانضمام لنظام التجارة الإلكترونية والحصول على التراخيص القانونية. في سياق متصل، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مدة قصيرة انتعاشا كبيرا في نشاط العروض الخاصة بملابس العيد والأحذية، التي تلقى رواجا كبيرا وإقبالا من طرف المواطنين الذين وجدوا في العروض فرصة سانحة لاقتناء المستلزمات خاصة في ظل جائحة كورونا وقرارات الغلق التي أقرّتها الحكومة وطالت عدة نشاطات مهنية بينها محلات بيع الملابس والأحذية. وتعرفت تجارة بيع الملابس والأحذية انتعاشا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل حاليا نشاطا هاما، لما يعرف بالتجارة الالكترونية التي تحوّلت لسبيل وحيد للتجار لعرض سلعهم، بعد أن تضررت تجارتهم بقرار الحجر الصحي وتعليق النشاطات بسبب جائحة كورونا كوفيد19، وتحولت من أزمة صحية تهدّد التجّار بالإفلاس إلى سبب سمح للتجار بالتكيف مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتوجه نحو نشاط إلكتروني يستقطب المواطنين ويضمن ترويجا واسعا للسلع التي تصل الزبائن لغاية منازلهم، بما يساهم في الحد من تنقلات المواطنين خلال الفترة الحالية. للوقوف على الظاهرة التجارية الجديدة التي تلقى توسعا، تقربت "المساء" من عدد من التجار بوهران الذين يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لعرض سلعهم، حيث كشف صاحب محل تجاري كبير معروف عن أنه كان من المبادرين لترويج سلع محله عبر شبكات التواصل الاجتماعي "فايسبوك" منذ أشهر بصفة محتشمة، حيث كان يعتمد على وضع صور الملابس الجديدة، لكن بصفة غير منتظمة، غير أنّه ومنذ قرار غلق المحلات سارع للاستنجاد بمجموعة شباب من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي وتوفير تجهيزات إعلام ألي واستحداث موقع رسمي وعرض كامل المنتجات والسلع بالأسعار، حيث لقيت العملية استجابة واسعة من الزبائن. وأشار المتحدث إلى أنّ شركته تقوم حاليا بتوصيل المشتريات لغاية منازل الزبائن، مما يساهم في تجنب التنقلات، موضحا بأن شركته لجأت أيضا لاستخدام تقنية الدفع الالكتروني بواسطة البطاقات الممغنطة التي تعدّ فعّالة وتجنّب لمس النقود، يضيف المتحدث، الذي أكد أنّ نشاط متجره انتعش كثيرا خلال الفترة الحالية خاصة مع بعض الجمعيات الناشطة في المجال التضامني لصالح العائلات المعوزة، التي تسلم لها الملابس بمقر سكناها، ودعا المتحدث إلى ضرورة تطوير النشاط وتوجّه التجار نحوه لما له من امتيازات. تاجر آخر يملك محلا صغيرا بحي العقيد لطفي التجاري ومختص في بيع الألبسة الرياضية، قام هو الآخر باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لعرض سلعه، وأوضح المتحدث أنّه لجأ لعرض سلعه لأول مرة بموقع الفايسبوك بعد أن لم تكن له ثقة في التعامل الإلكتروني، غير أن الأزمة الصحية وغلق المحلات وتكبّده خسائر كبيرة جراء ذلك، خاصة وأنه يؤجر محله بمبلغ 6 ملايين سنتيم شهريا، دفعه للاستعانة بالمواقع الإلكترونية خاصة وأن الطلب تزايد على سلعه التي يقوم بإيصالها بنفسه لغاية المنازل. وأوضح المتحدث أنّه خلال الفترة الأخيرة قام بالاستعانة بشخصين آخرين لتلبية الطلبات المتزايدة من الزبائن، رغم صعوبة العملية وصعوبة التعامل مع بعض الزبائن الذين لا يجدون عناوينهم أو يقومون بغلق هواتفهم، بعد التنقل لغاية مقر سكناهم، التي تقع في بعض الأحيان خارج مدينة وهران، ما يعد خسارة إضافية، "لكن ذلك لم يمنعنا من مواصلة العملية لغاية عودة النشاطات بالمحلات"، يضيف المتحدث. كما كشف بائع سلع يعمل بصفة فوضوية بسوق المدينة الجديدة بأنه لم يكن يعلم شيئا عن التجارة الإلكترونية كونه محدود المستوى الدراسي ولم يتعامل سابقا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنه ومنذ بداية الجائحة انضم لمجموعة خاصة تقوم بعرض السلع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشهد طلبا كبيرا على سلعه التي يقوم بإيصالها لمقرات سكن الزبائن أو بتحديد أماكن للقاء الزبائن مقابل فرض مبلغ 200 دينار كأعباء إضافية. وكشف المتحدث عن أن الزبائن لا يمانعون دفع مستحقات الأعباء الإضافية واستحسن المتحدث العمل بواسطة الأنترنيت، مضيفا أنه وحتى في حال فتح النشاطات سيبقى يمارس تجارته بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي.