* email * facebook * twitter * linkedin دعا يوسف مشرية، الأستاذ المتخصص في العلوم الإسلامية إلى ضرورة التقيد بالحكمة والعقل في التعاطي مع تطبيق الشعائر الدينية كذبح الأضاحي وفتح المساجد في ظل إستمرار الأزمة الصحية التي تجتاح البلاد، خاصة بالمناطق التي تعرف بؤرا وبائية نشيطة، مقدرا بأن التسرّع في تطبيق هذه الشعائر قد يعمق الأزمة. وقال مشرية، في تصريح ل"المساء" أمس، إن الوباء عطّل الكثير من الأنشطة والشعائر ببلدان العالم، ولم يقتصر الأمر على الجزائر فقط، "حيث مس الغلق كل الفضاءات التي يجتمع فيها الناس من المدارس في جميع الأطوار والجامعات وكذا المساجد بما فيها الحرمين الشريفين والقدس الشريف، خشية أن تنتقل العدوى وينتشر فيروس كوفيد 19 ويهلك الناس بسببه". ودافع المتحدث عن قرار الغلق الخاص بالمساجد في الوقت الراهن، كونه صدر عن علماء الدين وفقهاء الشريعة الإسلامية، بناء على تشاور مع خبراء الصحة والأوبئة، موضحا أن "غلق المساجد وتعليق العديد من الشعائر الدينية جاء حفاظا على النفس البشرية التي أمر الله تعالى بحفظها وتكريمها"، مستشهدا بالآية الكريمة التي تقول "وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". من هذا المنطلق اعتبر المتحدث الإبقاء على قرار الغلق "عين الحكمة والعقل"، داعيا إلى "عدم الاستعجال في المطالبة بفتح بيوت الله تعالى التي اشتاقت إلى روادها لما في ذلك من المخاطر". وبشأن مطالبة البعض بالفتح الجزئي للمساجد مع اتخاذ الإجراءات الوقائية، استبعد مشرية، إمكانية إجبار جميع المصلين بحمل الكمامة والقناع وجلب سجاد خاص أو حتى احترام مسافة الأمان بين المتر الواحد والمترين، "فضلا عن صعوبة إلزام كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة وكذا الأطفال الصغار بالتقيد بكل الإجراءات الوقائية التي يجدونها في أغلب الأحيان معقّدة ولا يطبّقونها". وأضاف الأستاذ مشرية، أن إلغاء شعائر العمرة والحج واشتغال لجنة الفتوى بجواز الأضحية من عدمها في هذه الظروف، هو أمر عادي وفيه من الحكمة والعقل ما يجعل أي مسلم يلتزم بما يصدر عنها، لأنها تأخذ قرارتها من منطلقات علمية صحيحة من اللجنة العلمية لمتابعة كوفيد 19، في إطار الحفاظ على الصالح العام "وليست قرارتها عشوائية أو ارتجالية خاصة وأن الظرف الحالي لا يقبل أي تسيّب أو إهمال أو تساهل قد تكون عواقبه وخيمة جدا". ونصح مشرية، المواطنين بالتقيد بإجراءات الوقاية والأمن الصحي للتقليل من انتشار الوباء، متأسفا لتعامل الكثير منهم على أن كورونا هي مجرد نزلة زكام عادية، أو الاعتقاد بأنها مجرد وهم وخيال أو خدعة للاستغلال الاجتماعي والتوظيف السياسي، واعتبر أن هذا الاستهتار واللامبالاة هو الذي جعل الجزائر تتجاوز عتبة ألف وفاة مع الارتفاع المخيف في حالات الإصابة اليومية. وخلص مشرية، في الأخير إلى القول إن المواطن الذي لم يكلّف نفسه وضع قناع واق في الأسواق والتجمعات لا يمكن أبدا المراهنة عليه، والانتظار منه بأن يحترم هذه الإجراءات في بيوت الله تعالى وفي غيرها من الشعائر الأخرى.