يستغرب سكان مشتة الشهيد رابح شاوي ببلدية عين السمارة، ولاية قسنطينة، سبب تجاهل السلطات البلدية لمشاكلهم اليومية، في ظل غياب الضروريات، من ماء وغاز وصرف صحي وغيرها، رغم العديد من الشكاوى والاحتجاجات التي تم رفعها لمختلف المصالح، طوال السنوات الفارطة. رفع سكان القرية، التي تقع على حواف الطريق السيار شرق- غرب، والطريق الوطني رقم (5) عند مخرج بلدية عين السمارة، وفي الطريق الثانوي المؤدي إلى غابة شطابة، العديد من المشاكل والنقائص، بسبب انعدام أبسط الضروريات التي جعلت يومياتهم جحيما، في تجمع سكاني أقل ما يصفه به قاطنوه أنه "المحشر"، حيث أكد السكان في حديثهم مع "المساء"، أن معاناتهم وليدة سنوات طويلة، لم تأخذها كل المجالس المتعاقبة على البلدية بعين الاعتبار، رغم الوعود المتكررة للنهوض بالقرية التي لا يتعدى سكانها 50 عائلة، مؤكدين أنهم يعيشون حياة صعبة، في ظل غياب التكفل بهم وعدم منحهم إعانات ريفية، فضلا عن انعدام الكهرباء وحتى الغاز والماء وقنوات الصرف الصحي، في منازل متآكلة وهشة. سكان القرية المعروفة محليا عند سكان عين السمارة بمشتة "قارون"، طالبوا بالسكن الريفي والتسريع في برنامج الإعانات الريفية، باعتبار أن جل بناياتهم قديمة وهشة وتعرف تصدعات وتشققات طالت أجزاء كبيرة منها، كون تاريخ إنشائها يعود إلى الثورة الزراعية، وأضاف المشتكون أنهم إلى حد الساعة، لم يستفيدوا من الإعانات، رغم إيداع ملفاتهم الخاصة بطلبات السكن الريفي في البلدية منذ 2011، غير أنهم لم يحصلوا على نصيبهم من هذه الصيغة السكنية، لانعدام العقار، حسب ما أكده لهم المسؤولون البلديون، مؤكدين أن خمس عائلات فقط حصلت على الدعم الريفي، وهناك من أودع ملفه بين عامي 2012 و2013، وحصل على الدعم، في حين تبقى عشرات الملفات دون رد إلى حد الساعة. من جهة أخرى، تحدث السكان عن عدم ربطهم إلى اليوم بالغاز الطبيعي، وقالوا إنهم يكابدون أسبوعيا مشقة التنقل للحصول على قارورات غاز البوتان، التي يجلبونها من البلدية الأم أو بلدية الخروب، فهم يضطرون إلى استئجار سيارات "الفرود" لجلب قوارير الغاز بتكلفة أثقلت كاهلهم، خاصة خلال فصل الشتاء، فيما يقومون بالاحتطاب واستغلاله في الكثير من الأحيان من أجل المحافظة على قارورة البوتان. لا تتوقف معاناة سكان القرية البعيدة عن مركز عين سمارة بخمسة كيلومترات فقط، حيث ذكر السكان أن انعدام مياه الشرب جعلهم يعيشون جحيما حقيقيا، بسبب المصاريف اليومية التي أثقلت جيوبهم، سواء في جلب قارورات غاز البوتان أو صهاريج الماء، ناهيك عن مصروف المياه المعدنية أحيانا، خاصة أن المياه لا تزور حنفياتهم إلا مرة كل ثلاثة أيام لمدة لا تزيد عن الثلاث ساعات، لهذا يستنجدون بمياه البئر الموجودة خلف القرية، والتابعة لشركة "سوناطراك"، والمعرضة للتلوث بسبب مرور مصب المياه المستعملة بجوارها. بالحديث عن التعليم بالمنطقة، يعد نقطة سوداء بالنسبة للتلاميذ الذين ترك أغلبيتهم مقاعد الدراسة، وقال السكان، إن المدرسة الوحيدة بالمشتة مغلقة منذ حوالي عشرين سنة، في الوقت الذي يضطر أبناؤهم المتمدرسون إلى قطع مسافات طويلة تصل إلى ثلاث كيلومترات، لبلوغ مدارسهم، خاصة أن المركبة المخصصة للنقل المدرسي لا تأتي يوميا، مطالبين الوالي بالتدخل للتحقيق في أمر المدرسة المغلقة، التي قالت بشأنها السلطات البلدية، إنه لا يمكن تحمل تكاليف فتحها بعد تسجيل نقص في عدد المتمدرسين. يناشد السكان السلطات الولائية التدخل لرفع الغبن عن منطقة تعد من بين أكثر مناطق الظل المنكوبة، خاصة أن الوالي عند استماعه مؤخرا، لانشغالات قرى عين السمارة المحصية ضمن مناطق الظل، وعد بتخصيص مبالغ مالية من ميزانية الولاية قريبا، للتكفل بأهم الانشغالات، وفي مقدمتها الغاز والماء. «المساء" حاولت الاتصال برئيس بلدية عين السمارة، من أجل الرد على انشغالات المواطنين، والحصول على توضيحات بشأن المطالب التي يرفعها سكان مشتة بن شاوي، لكن تعذر الأمر عليها، بسبب وجود خطه خارج مجال التغطية.