فازت البرعمة أسماء خديجة عمورة (11 سنة)، المصابة بمتلازمة داون "تريزوميا" في المسابقة الكبرى التي أطلقتها الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة بمناسبة اليوم الوطني للطفولة المصادف ل15 جويلية، حيث شاركت بشريط مصور عرفت فيه بنفسها وبما تعلمته في مدرستها وبما تطمح إليه مثلها مثل أي طفل آخر. وعلى هامش الاحتفالية التي احتضنها قصر الثقافة، مؤخرا، تحدثت "المساء" مع والد أسماء السيد محمود عمورة، عن واقع التكفل بهذه الشريحة في ظل الجائحة. أشار السيد عمورة في بداية حديثه إلى أنّه يشعر بالكثير من الفخر والاعتزاز بفوز ابنته بشهادة شرفية في المسابقة الكبرى التي تنافس فيها عدد كبير من الأطفال من مختلف الشرائح، مثنيا كثيرا على المجهودات التي تبذلها المفوضة مريم شرفي، رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة في محاولة منها للتكفل بانشغالات كل الأطفال دون تمييز أو تفرقة بين الأطفال. وحسب المتحدّث، فإنّ رعاية الأطفال المصابين بمتلازمة داون، في ظل الجائحة يعتبر من أصعب الأمور بالنظر إلى حاجتهم إلى المرافقة والمتابعة من طرف المربين والمختصين الارطفونيين والنفسيين، وهو الأمر الذي أصبح غير ممكن في ظل استمرار تفشي الوباء وإغلاق المدارس، لافتا إلى أنه سبق له وأن أطلق عبر صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي نداء للمختصين بغية تسجيل حصص مباشرة تساعد الأولياء على مرافقة أبنائهم والتخفيف من حدة الضغوط التي يعانونها باقتراح برامج ونصائح تجعل طفل التريزوميا متصلا افتراضيا بالمربي الذي تعوّد عليه، وقال "إلاّ أنّ هذا النداء لم يلق أذانا صاغية، الأمر الذي زاد من معاناة الأولياء". وعن كيفية التعامل مع ابنته في المنزل، أوضح والد أسماء أنّه حاول في الأيام الأولى من تفشي الوباء تبسيط المعلومات المتعلقة بالوقاية قدر الإمكان لابنته، لتتمكن من الاعتماد على نفسها، حيث أوصاها بضرورة الغسل المتكرر ليديها وعدم الخروج من المنزل لأنّه لم يعد هنالك مدرسة، ولا يمكن التجول أو اقتناء بعض المستلزمات بسبب الفيروس المعدي، كما أطلعها على كيفية الاحتياط من المرض بوضع الكمامة، وقال "غير أنّ كلّ هذه المعلومات تحتاج ابنتي لإعادة سماعها بصورة يومية ومستمرة"، ويضيف "الإشكال مع استمرار الوباء هو صعوبة إقناعها بعدم الخروج من المنزل، خاصة بعد أن استمر في التفشي ولا نعلم متى ينتهي، وحاجتها إلى التواجد خارج المنزل للتقليل من التوتر الذي يشعر به كلّ الأطفال فما بالكم بأطفال التريزوميا"، مشيرا إلى أنّه يحاول رفقة إخوتها شغل وقت فراغها قدر الإمكان، ويضيف "نجعلها تشارك في الأشغال المنزلية، وتقوم بالرسم والتلوين وحل بعض التمارين، غير أن التحدي الكبير بالنسبة لها هو التواجد خارج المنزل الذي أصبح من الصعب إقناعها به، ومن أجل هذا من ضروري جعل طفل التريزوميا على اتصال مباشر مع المربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي يعتبر الوحيد القادر على التعامل معهم بتقنيات علمية للتقليل على الأقل من حدة التوتر الذي يؤثر على كلّ أفراد العائلة". وبالحديث عن بعض المكتسبات التي حققتها هذه الفئة، أوضح والد أسماء أنّ أطفال التريزوميا لا زالوا في رحلة بحث عن حقوقهم، والأيام الوطنية والعالمية المتعلقة بالطفولة، ما هي إلا منصات عابرة، ولعلّ كوفيد19 عرّى واقع هذه الفئة في غياب مرافقة ومتابعة من مختصين، ما يهدد إن استمر الوضع على حاله، حسبه، بفقدانهم المكتسبات التي تلقوها طوال مشوارهم التعليمي، وجعلهم عرضة للعودة إلى نقطة الصفر، مشيرا بالمناسبة إلى أنه منذ توقف المدارس، مارس المنصرم، لم يتلق المربون وكل الطاقم البيداغوجي المشرف على أطفال التريزوميا الإعانات المالية من صندوق الضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للعمال غير الأجراء، الأمر الذي يجعل دخولهم الاجتماعي المقبل مجهولا بسبب عزوف الطاقم عن التكفل بهم، الأمر الذي يستدعي الالتفاف إلى هذه الفئة والبحث عن آليات تضمن لهم حقوقهم كغيرهم من الأطفال .