❊ قسوم: مبادرة طيبة وإيجابية نشجعها.. لكن هذه مقترحاتنا ❊ غول: الجوامع ستكون فضاء كبيرا موثوقا فيه للتحسيس والتوعية ❊ حجيمي: قرار شجاع وحساس.. وهذا هو المطلوب من الجميع رحب ممثلو الأئمة ورئيس جمعية العلماء المسلمين بقرار رئيس الجمهورية المتعلق بالفتح التدريجي للمساجد المتخذ خلال انعقاد مجلس الأمن، مساء أول أمس، والذي انتظره عامة الجزائريين بفارغ الصبر ووصفوه بالمبادرة الطبية وفاتحة خير على البلاد والعباد. وفي اتصال أمس الثلاثاء، مع "المساء"، رحب عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين بالقرار الذي وصفه بالمبادرة الطيبة والنقطة الايجابية. وقال "نحييها ونشجعها ونطالب بتطبيقها"، مشيرا إلى أن الجمعية ستعلن عن موقفها الرسمي بخصوص هذا الموضوع بعد اجتماع مجلسها الوطني للنظر فيه بصفته الكلية وليس الجزئية. وعبر السيد قسوم عن رأيه الشخصي بالقول "نعتقد بأننا نحيي هذه المبادرة الطيبة لأنها جاءت لترفع ما أسميه أنا بنوع من الإعاقة كنا نعاني منها بمنعنا من الصلاة في المساجد بسبب وباء كورونا". وأضاف "الآن جاء هذا القرار ليعالج هذه الإعاقة ويعيدنا إلى المسجد ولو بكيفية محتشمة وجزئية". عقبات وصعوبات يجب التنبيه لها لكن رئيس جمعية العلماء المسلمين تطرق إلى عقبات وصعوبات قال إنه ينبغي التنبيه إليها أولاها العامل الزمني الذي لا يسمح بسبب الحجر الصحي بأداء الصلوات الخمس في المسجد ويسمح بوقتين فقط الظهر والعصر. وقال إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار هذا العامل الزمني، مقترحا تقليص مدة الحجر مثلا من الرابعة صباحا إلى العاشرة ليلا حتى لا يكون هناك إشكال أو تضارب مع ساعات الحجر الصحي خاصة وقت صلوات الفجر والمغرب والعشاء ضمن مسؤولية تتحملها الدولة. كما يرى السيد قسوم أن القطاع الديني مطالب بضمان استعداد المساجد لاستقبال المصلين دون أن يكون هناك أي أذى من خلال اتخاذ الاجراءات الوقائية كغلق بيوت الوضوء اذا استلزم الأمر ذلك وأن يتوضأ المصلين في بيوتهم ونزع الأفرشة ويحضر كل مصلي سجادته، بالإضافة إلى حسن التنظيم الذي يمكن من تطبيق التباعد الاجتماعي أثناء الصلاة حيث لا يكون هناك القدم بالقدم والكتف بالكتف وفرض ارتداء الكمامات بالنسبة للمصلين إلا الإمام إذا كان ذلك يحول دون سماع صوته فيمكن التجاوز عنه استثناء. من يتعمد الصلاة بالمساجد وهو مصاب يعد آثما كما أكد في هذا الإطار، أن المصلين مطالبين بالتحلي بالوعي بحيث تسقط الصلاة عن الذين يعانون من حساسية ويحملون أعراض كورونا، مشددا على أن من يتعمد الصلاة في المسجد وهو مصاب سيكون آثما لأنه سيتبب في أداء أناس آخرين. أما بالنسبة لصلاة الجمعة التي قد تطرح الإشكال نظرا لجموع المصلين الذين يشاركون فيها، فقد اقترح محدثنا بأن يبدأ الفتح أولا بالنسبة للصلوات الخمس مع التفكير في حلول لصلاة الجمعة من خلال توزيعها على كل المساجد واستثناء كبار السن والمرضى من المشاركة فيها. فتح على الجزائر والأمة الجزائرية ونفس موقف الترحيب عبر عنه جمال غول رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة الذي قال في اتصال مع "المساء" بأن القرار سيكون بمثابة فتح على الجزائر والأمة الجزائرية من عدة جوانب. وذكر السيد غول بأن منظمته كانت تنتظر هذا القرار وهي التي طالبت في بيان رسمي أصدرته يوم 12 جويلية الماضي بإعادة فتح المساجد وقدمت مقترحها تحت اسم "مخطط الفتح التدريجي" تضمن الاجراءات والشروط التي تتم بها العملية. وبحسبه فإن سلطات البلاد اعتمدت المصطلح الذي قدمه المجلس بالفتح التدريجي للمساجد الذي اقترح أن يتزامن تطبيقه مع "مناسبة عزيزة" وهي يوم المجاهد الموافق ل 20 أوت من كل عام من أجل ربط المناسبة الدينية بالوطنية. ويرى محدثنا أن فتح المساجد سيشكل فاتحة خير سواء بالنسبة للدولة أو المجتمع من عدة جوانب في مقدمتها أنه سيشكل فضاء كبيرا موثوق فيه وذو مصداقية عالية للتحسيس والتوعية. وقال أنه "عندما كانت المساجد مغلقة كان التحسيس يقتصر على بعض المجالات وعندما نفتح بيوت الله سوف نربح فضاء كبير ذو مصداقية كبيرة في المجتمع من شأنه المساهمة بقوة في رفع مستوى التوعية والتحسيس". رفع للمناعة النفسية لدى الجزائريين كما سيساهم ذلك، حسب السيد غول في "رفع مستوى المناعة النفسية بعد أن تسبب الحجر الصحي والوباء في حالات من الإحباط والغم والحزن لدى البعض والذين سيجدون في المسجد ملاذ يلجؤون إليه وهم فارحين"، مشيرا إلى أن الخطاب الديني من شأنه الرفع من مستوى المقاومة النفسية التي لها تأثير كبير في التغلب على الوباء وعلى الأمراض والأزمات بصفة عامة. وأضاف أن المجتمع سيربح سببا آخر من أسباب رفع البلاء وهو الدعاء بعدما كان مقتصرا على الجانب المادي في الإجراءات الاحترازية والوقائية والأدوية. وعاد رئيس المجلس الوطني للأئمة لشرح المقترح الذي تقدم به والذي يتضمن تقسيم ولايات الجزائر إلى مناطق على درجة انتشار وباء، بحيث يتم فتح كل المساجد في المناطق التي رفع عنها الحجر، وفتح مسجد واحد الذي يمثل القطب في الولايات الموبوءة من أجل اقامة الشعيرة فقط، بينما تفتح المساجد في صلاة الجمعة في المناطق الموبوءة نسبيا إلى حين انتهاء الوباء. ويتضمن المقترح ال12 نقطة تتعلق بإجراءات الوقاية التي يجب الالتزام بها في المسجد والتي تستند إلى البرتوكول الصحي لمنظمة الصحة العالمية وبرتوكول وزارة الصحة الجزائرية. وهو ما جعل السيد غول يؤكد أن المصلين هم اليوم أمام تحد حقيقي كونهم مطالبين بالنجاح فيه من خلال احترام كل الاجراءات الوقائية والاحترازية حتى لا يكون المسجد سببا في انتشار الوباء لأنهم القدوة والقاطرة في المجتمع. أما بالنسبة للجانب التنظيمي، فقد طمأن غول بانخراط عدة هيئات في العملية بداية من الإمام ومساعديه المتمثلين في موظفي الشؤون الدينية من المؤذن والقيم والجمعيات الدينية وطلبة القرآن الكبار في المساجد. كما أشار إلى أن منظمته اتصلت بجمعيات ومنظمات ذات خبرة في التنظيم أبدت موافقتها في المشاركة في العملية على غرار جمعية العلماء المسلمين والكشافة الاسلامية الجزائرية وجمعية كفيل اليتيم والبركة للعمل الخيري والإغاثة التي تعهدت بتوزيع الكمامات على المصلين وجمعية حماية المستهلك. الإجراءات ستنطلق خلال أيام لحماية بيوت الله من جانبه، وصف جلول حجيمي رئيس ناقبة الأئمة ل"المساء"، قرار المجلس الأعلى للأمن ب"القرار الشجاع والصائب والحساس للشروع في فتح المساجد التي تتسع لأكثر من ألف مصل وتوفير الاجراءات اللازمة وتعقيم المساجد للحد من انتشار العدوى". ضمن عملية أشار إلى أن الترتيبات ستنطلق الأسبوع القادم بالنسبة للمساجد التي تتسع لأكثر من ألف مصل. وقال "نحن جزء مهم لا يتجزأ من العملية ونقوم بواجبنا وكل أهل القطاع كانوا في الصفوف الأمامية للتحسيس والمساعدة والتوعية"، مذكرا بأن نقابته سبق وأن أكدت أنه "لابد من التفكير الآن في فتح المساجد وخاصة مع في ظل حالة التذمر الحاصل بين الناس وطول المدة وحاجة الناس لبيوت الله تعالى للتضرع والدعاء". واجتمع أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي باللجنة الوزارية للفتوى بحضور رئيس اللجنة العلمية لرصد تطورات وباء كورونا الدكتور جمال فورار وأعضاء من اللجنة الوزارية للفتوى في إطار سلسلة اللقاءات التشاورية العلمية. وخصص اللقاء حسب بيان نشرته الوزارة على موقعها الرسمي على "الفايسبوك" لضبط الاشكالات والاجراءات ووضع شروط فتح المساجد تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية.