«أريد إيصال معاناة أطفال الشلل الدماغي من التهميش والغبن واللامبالاة والحرمان، إلى الجهات الوصية"، هي الصرخة التي أطلقها أحمد مقدم، رئيس الجمعية الوطنية "أمل الحياة" لحماية أطفال الشلل الدماغي، بعد ما صعب على أعضاء الجمعية التكفل بانشغالات هذه الفئة التي يزيد تعدادها، حسب آخر إحصائية، على 13 ألف طفل مصابين بالشلل الدماغي على المستوى الوطني، فيما تحصي ولاية معسكر وحدها 350 طفلا. حول أهم الانشغالات والمطالب المقترحة لتحسين التكفل بأطفال الشلل الدماغي تحدثت "المساء" إلى رئيس الجمعية في هذه الأسطر، حيث أشار رئيس الجمعية في معرض حديثه، إلى أن الجمعية رغم أنها لاتزال فتية حيث حازت في 16 فيفري 2020 على اعتمادها، غير أنها سعت إلى ترتيب مطالبها حسب الأولوية والأهمية، وكلها أمل في أن تلقى آذانا صاغية للتقليل من حدة المعاناة النفسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تترتب عن وجود طفل مصاب بالشلل الدماغي في العائلة. ويشرح رئيس الجمعية: "وتتمثل أولى المطالب في العلاج الصحي داخل وخارج الوطن وأن يكون على عاتق الدولة؛ من خلال إنشاء خلية مهمتها مساعدة الأطفال المعاقين على التنقل والسفر بحرية، مع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك، والحرص على إنشاء مراكز للعلاج الطبيعي المكثف"، موضحا في هذا السياق: "لكون المراكز المتوفرة تؤمّن العلاج الطبيعي العادي، الأمر الذي لا يخدم هذه الفئة التي تحتاج إلى علاجات مكثفة من حيث عدد الساعات، فضلا عن إنشاء مسابح مكيفة مع ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة، يشرف عليهم أطباء مختصون ومكونون". ومن جملة المطالب الملحّة، حسب رئيس الجمعية أيضا، تقديم منحة للعائلة التي تتكفل بطفل مصاب بالشلل الدماغي، مع تخفيض سن تقاعد كل من يرعى طفلا معاقا بخمس سنوات، وخلق الجو الذي يساعد هذه الفئة على تفجير طاقاتها، فضلا عن إعادة النظر في القانون الخاص بمنح الطفل المعاق منحة بدون شرط عمل الوالدين، وكذا صياغة قوانين مرنة تحمي الطفل المعاق في حال انفصال الزوجين، هذا الانشغال الاجتماعي الذي يُطرح على مستوى الجمعية كثيرا؛ بسبب عزوف الأب عن تقديم النفقة لطليقته؛ الأمر الذي يعمّق من معاناة الطفل المريض. وعلى صعيد آخر، قال رئيس الجمعية: "إلى جانب المطالب الخاصة بالشق الصحي والقانوني، من الضروري أيضا فتح قنوات التواصل والاتصال بين وزارة التضامن الوطني والولاية والبلديات، لمواكبة التطورات، وتسهيل العقبات لذوي الاحتياجات الخاصة"، مع الحرص على تنظيم لقاءات تحسيسية حول كيفية التعامل مع المريض، وكذا السعي لتقريب الأطباء من هذه الفئة، لتمكينها من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بسهولة. كما تحدّث رئيس الجمعية عن عدد من المطالب التربوية؛ من منطلق أن هناك من الأطفال من يدرسون، وبالتالي هم في حاجة ماسة إلى المرافقة والمتابعة، وهذا، حسبه، لا يتحقق إلا بتكييف المواد القانونية، التي تسمح بتوفير الأجهزة التعويضية ومختلف اللوازم الصحية والتربوية، وفق المعايير الحديثة، لضمان الراحة، والتقليل من حالة التهميش واللامبالاة التي تعيشها هذه الفئة. يُذكر أن رئيس الجمعية الوطنية "أمل الحياة" لحماية أطفال الشلل الدماغي، أطلق مؤخرا مسابقة لفائدة أطفال الشلل الدماغي، الهدف منها تهيئتهم للدخول المدرسي؛ من خلال توفير بعض المستلزمات الدراسية لهم؛ فرغم معاناة هذه الفئة لها الحق في أن تعيش حياة كريمة كغيرها.