لاتزال ولاية وهران تسجل أعدادا مرتفعة في الإصابة بوباء كورونا كوفيد19، محتلة المراتب الأولى وطنيا في عدد الإصابات، وهي الوضعية التي يقابلها تراخ ملحوظ وتراجع كبير في وعي المواطنين وأصحاب المحلات التجارية والمقاهي ومختلف الفضاءات التي تستقبل المواطنين في تنفيذ الإجراءات الوقائية ضد الوباء، وسط تساؤلات عن دور ومهام مصالح المراقبة، وعلى رأسها مصالح مديرية التجارة. تعرف ولاية وهران بعد 10 أيام من قرار السلطات العليا للبلاد إعادة فتح نشاطات المقاهي والمطاعم وفتح الشواطئ، تعرف بروز ظاهرة التراخي في تنفيذ الإجراءات الوقائية، والتي يقابلها تراجع في عمليات التحسيس والتوعية، وتوقف شبه تام لعمليات تعقيم المساحات الكبرى والشوارع والأحياء، خاصة بعد فتح النشاطات التي تستقبل المواطنين بأعداد كبيرة، على غرار المطاعم والمقاهي، التي تبقى أغلبها بدون عمليات تعقيم وبدون توفر أدنى الشروط الضرورية، على غرار التباعد وتوفير المواد المعقمة. وقد وقفت "المساء" في خرجة ميدانية ليلة أول أمس بمدينة وهران تزامنت ونهائي كأس رابطة الأبطال الأوربية؛ حيث امتلأت جل المقاهي بالشباب في غياب أدنى الشروط، خاصة ما تعلق بالتباعد وإلزامية جلوس شخصين في الطاولة. ولاحظنا وجود أكثر من 4 أشخاص على نفس الطاولة، فيما شهدت مقاه أخرى جلوس ما لا يقل عن 40 شخصا داخل مقهى لا تتعدى مساحته 30 مترا مربعا وبدون ارتداء أي شخص الكمامة، وهي الظاهرة التي لم تقتصر على ليلة أول أمس بسبب مباراة كرة القدم؛ حيث يمكن لأي شخص مشاهدة الزبائن جالسين بالمقاهي بدون كمامات وبأعداد كبيرة، خاصة بعد الساعة الخامسة مساء. والملاحَظ أن من بين الإجراءات التي تبقى موجودة، أن المقاهي تقدم الشاي أو القهوة في أكياس وحيدة الاستعمال وبملاعق بلاستيكية. وما عدا ذلك فإن معظم المقاهي لا تطبق الإجراءات؛ في غياب تام للمتابعة من طرف المصالح المختصة. كما تشهد عدة مطاعم نفس الظاهرة ولكن بشكل أقل، خاصة أن جل المطاعم بمدينة وهران تشهد تراجعا كبيرا في النشاط، وعدم إقبال الزبائن على دخول المطاعم التي عاد مسيروها في كثير من المواقع بوهران، إلى إغلاق المحلات، فيما تبقى أخرى مفتوحة وتستقبل الزبائن بدون وجود شروط للوقاية، وعلى رأسها التباعد وتوفير المعقمات، إلى جانب توفير ملاعق وسكاكين ذات الاستعمال الواحد، حيث لاتزال تعمل بعض المطاعم بالملاعق والسكاكين العادية التي يمكنها نقل الوباء. ويبرر بعض مسيري المحلات ذلك بأنه لا يمكن مواجهة هذه المصاريف الزائدة أمام تراجع النشاط وتراجع المدخول اليومي، وأمام أعباء الكراء والعمال، وبعد مدة إغلاق تواصلت 5 أشهر. وبالشواطئ فإن الأمور أكثر تعقيدا؛ في غياب تام لإجراءات الوقاية، والتباعد الاجتماعي، وتوفير الوسائل الخاصة بالتعقيم، حيث شهدت معظم شواطئ ولاية وهران خاصة شاطئ الأندلسيات والرأس الأبيض وشاطئ مداغ وشاطئ الكثبان، نزولا كبيرا للمصطافين الذين بلغ عددهم بالآلاف في غياب التباعد؛ إذ يمكن مشاهدة مئات الشمسيات الموضوعة بجانب بعضها على مسافات لا تتجاوز 30 سنتمترا. وفي بعض الحالات تكون متلاصقة تماما؛ حيث لا يمكن رؤية الرمال في بعض الشواطئ، كما هي الحال بشاطئ الرأس الأبيض، الذي تناقل منه مستعملو مواقع التواصل الاجتماعي صور نادرة عن مئات الشمسيات وعشرات المئات من المصطافين الذين قصدوا الشاطئ بدون احترام لأدنى الشروط الوقائية؛ ما يطرح تساؤلا حول المسؤولية المشتركة بين الجميع في انتشار هذه الظواهر المهددة للصحة العمومية، حسب متتبعين من نشطاء المجتمع المدني، الذين دعوا إلى تنظيم زيارات مفاجئة ليلا للمقاهي والمطاعم، للوقوف على تنفيذ الإجراءات، خاصة بعد تمديد ساعات الحجر إلى غاية الحادية عشرة ليلا، حيث يستغل بعض أصحاب المقاهي والمطاعم الفترة الليلية لارتكاب مخالفات.