يلقي الرئيس ترامب، بعد غد الخميس، خطابا انطلاقا من مكتبه في البيت الأبيض يعلن خلاله ترشحه الرسمي لعهدة رئاسية ثانية وتحديد أولوياته في حال كتب له أن يكون الرئيس الأمريكي السادس والأربعين، أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. ورغم أن إلقاء الخطاب من مقر الرئاسة الأمريكية أثار انتقادات من طرف الحزب الديمقراطي الذي أعاب على الرئيس المرشح خلطه بين الرئاسة ومسألة الترشح، إلا أن الرئيس ترامب، المعروف عنه مواقفه المثيرة للجدل تمسك بقراره رغم اعتراض حتى بعض قيادات حزبه على مثل هذا التصرف الذي قد ينعكس سلبا على خطته الانتخابية. ويأتي هذا الخطاب تتويجا لأربعة أيام من التدخلات التي ستشهدها جلسات "المعاهدة الجمهورية" التي انطلقت أمس، بولاية كارولينا الشمالية، عبر جلسات ستتواصل عن بعد بسبب الخطر الذي مازال فيروس "كورونا" يشكله على البشرية. ويحاول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على مدار الأربعة أيام التي تستغرقها فعاليات "معاهدة" حزبه التي رسمت تعيينه أمس، مرشحا عن الحزب الجمهوري لانتخابات الثالث نوفمبر القادم، تعويض التأخر الكبير الذي يفصله عن منافسه الديمقراطي جو بايدن. ويتعين على الرئيس الأمريكي، ضمن هذا الرهان صياغة خطاب متجدد يمكنه من تقليص هذه الهوة التي فرضها منافسه الديمقراطي والتي بلغت حسب بعض عمليات السبر إلى اكثر من عشر نقاط كاملة لم يسبق لأية انتخابات أمريكية أن سجلتها. وادرك الرئيس الأمريكي، حقيقة مثل هذا الخطر على حلمه في البقاء في البيت الأبيض للأربع سنوات القادمة، وهو ما سيحتم عليه التركيز في الكلمة التي سيلقيها في ختام تدخلات أنصاره وممثلي حزبه من مختلف الولايات، على الرد على انشغالاتهم وكشف الخطوط العريضة لحملته الانتخابية التي ستشتد المنافسة فيها قبل الثالث من نوفمبر، عبر تحديد الأولويات التي يتعين التركيز عليها لقطع الطريق أمام خصمه الديمقراطي. وهو رهان صعب إذا سلمنا بنتائج عمليات السبر التي أكدت تأخره في كبريات الولاياتالأمريكية التي تعتبر مفتاح باب الوصول إلى البيت الأبيض أو البقاء فيه. ولكن الرئيس المرشح أكد في عديد المرات أنه قادر على قلب المعادلة تماما كما فعل ذلك صيف سنة 2016، عندما كانت حظوظه أشبه بالمنعدمة أمام منافسته هيلاري كلينتون، قبل أن يخلط كل حساباتها وحولها من فائزة محتملة إلى خاسرة مؤكدة في انتخابات أثارت نتائجها جدلا كبيرا في الولاياتالمتحدة والعالم. وسيكون من مهمة الرئيس ترامب الدفاع عن عهدته المنقضية، وتحويل الصورة القاتمة التي صور بها الديمقراطيون نتائج عهدته إلى صورة أكثر نصاعة عبر زرع الأمل في نفوس الأمريكيين رغم حقيقة سوء تعاطيه مع تبعات فيروس "كورونا"، ودرجة التذمر التي خلفها لدى عائلات 170 ألف أمريكي الذين قضوا بسبب هذا الوباء الفتاك. ويكون ذلك هو الذي جعل الرئيس ترامب، يعلن عشية انطلاق فعاليات "المعاهدة الجمهورية" عن إمكانية معالجة المصابين بالفيروس بحقن مصل دم المتعافين منه ضمن بارقة أمل "مؤقتة" قبل التوصل إلى إنتاج أول لقاح لهذه الجائحة، في نفس الوقت الذي تفطن فيه إلى حقيقة الشرخ الذي خلفه مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد، نهاية شهر ماي الماضي، في اوساط المجتمع الأمريكي بإحضاره لوجوه فاعلة في الأقليات والملونين في فعاليات "معاهدة الجمهوريين" لكسب تعاطف الناخبين السود الأمريكو لاتينيين ضمن خطة لقطع الطريق أمام منافسه جو بايدن، الذي يراهن على هذه الشرائح لضمان فوزه عندما عين كامالا هاريس المنحدرة من أصول إفريقية هندية نائبا له في سابقة في تاريخ الولاياتالمتحدة.