جاء قرار المحكمة الرياضية الدولية بلوزان والذي أنصف اتحاد العاصمة في قضية الداربي العاصمي ضد مولودية الجزائر، ليضرب مصداقية الهيئات الكروية في الجزائر؛ حيث قام بإلغاء قرار الفاف والرابطة المحترفة لكرة القدم، وقرار المحكمة الرياضية الجزائرية، وقرار لجنة العقوبات، لتُعد "فضيحة" أخرى تضرب كيان كرة القدم في الجزائر، وتثبت بأن القرارات المتخذة ارتجالية بدون الاحتكام إلى القوانين المسيرة لهذه اللعبة، أو أن هناك سوء فهم في تطبيق القانون المسير لهذه الرياضة. مرة أخرى يثبت المشرفون على كرة القدم الوطنية "فشلهم" في التسيير وحل النزاعات، لتغرق، مرة أخرى، في الأخطاء غير المبررة من قبل من يسيرون اللعبة الأكثر شعبية في الجزائر. فاتحاد العاصمة صبر في قضيته، واتخذ الأسباب والسبل القانونية، وها هو ينتصر على هيئتين كاملتين بما فيهما من لجان ومسؤولين وأعضاء، فالكل كان يعلم أن فريق "سوسطارة " كان على حق حين طالب بتأجيل مباراته ضد اتحاد العاصمة في الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الأولى، بسبب تواجد لاعبيه الدوليين مع منتخباتهم وكان من حقه عدم اللعب، غير أن الرابطة أصرت آنذاك على قرارها، وتعنتت وبرمجت المباراة، واليوم تدفع ثمن أخطائها، لتختلط الأمور مرة أخرى. وكان الاتحاد قاطع الداربي العاصمي في شهر أكتوبر الماضي، بعد برمجة الرابطة المباراة في تواريخ "الفيفا"، في الوقت الذي كان يتواجد بعض اللاعبين مع المنتخب العسكري ولاعبه المحترف مؤيد اللافي مع المنتخب الليبي. فبعد تقديمه طعنا أول، تم رفضه من طرف لجنة الاستئناف للفاف، فيما أكدت محكمة التحكيم الجزائرية قرار لجنة الانضباط خسارة الاتحاد (0- 3) وخصم 3 نقاط من رصيده. اتحاد العاصمة: لقد انتصرنا صرح المدير العام لاتحاد العاصمة عبد الغني الهادي في هذا الصدد، قائلا: "إنه انتصار لنا؛ لقد أنصفتنا التاس بقرار إرجاعنا النقاط الثلاث المخصومة، وتسليط عقوبة على الرابطة المحترفة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم. لقد اعترفت محكمة التحكيم الرياضي بأن الهيئتين الكرويتين خرقتا القوانين، ولم تنص التاس في قرارها على ضرورة إعادة اللقاء". وأضاف عبد الغني الهادي قائلا: "أود أن أوضح أن لا مشكل لنا مع المولودية، بل مع الهيئات الكروية الوطنية؛ إنها قضية مبدأ؛ حيث التزمنا بالذهاب حتى نهاية المطاف. الحمد لله، استرجعنا حقوقنا". مولودية الجزائر: نحن في المرتبة الثانية وسنلعب رابطة الأبطال من جهتها، طمأنت إدارة مولودية الجزائر أنصارها، مؤكدة أنها جاهزة للدفاع عن حق فريقها بكل الطرق القانونية اللازمة، بعد صدور قرار المحكمة الرياضية بخصم النقاط من رصيد النادي؛ لعدم شرعية قرار الرابطة المحترفة خسارة اتحاد العاصمة مباراة الداربي. وقال النادي العاصمي في بيان عبر حسابه الرسمي على "فاييسبوك": "بعد قرار المحكمة الرياضية الدولية بخصوص مباراة اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر القاضي بخصم ثلاث نقاط من رصيد نادينا، تطمئن إدارة العميد جميع أنصارها، بأن الفريق سيبقى في المركز الثاني، الذي يسمح له بلعب منافسة رابطة أبطال إفريقيا الموسم المقبل؛ باعتبار أن الفاف اعتمدت مؤخرا في حسابها، على نظام المعامل، الذي يضمن لفريقنا وصافة الترتيب؛ إذ لعب 20 مباراة فقط من أصل 22". وأتم النادي العاصمي: "تؤكد إدارة المولودية أنها ستدافع عن حق النادي بكل الطرق القانونية اللازمة". وفاق سطيف: رابطة الأبطال من حقنا من جانب وفاق سطيف، فإن النادي مهدد بحرمانه من لعب رابطة أبطال إفريقيا؛ حيث قال رئيس الفريق أعراب في تصريح صحفي: "بالنسبة لنا، ليس هناك أدنى شك؛ فالوفاق يقفز إلى المرتبة الثانية في الترتيب العام برصيد 37 نقطة، وهذا ما يعني أنه من حقنا لعب رابطة أبطال إفريقيا"، ليضيف: "فبعد أن كنا متساوين مع مولودية الجزائر، اليوم لدينا ثلاث نقاط وننهي البطولة في المرتبة الثانية. كنا ننتظر هذا القرار، وسنذهب إلى أبعد حد في هذه القضية؛ سنكتب للفاف وللرابطة وللجنة الطعون". "الفاف" في ورطة المحكمة الرياضية الدولية ورطت فعلا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم؛ فكيف ستصحح هذا الخطأ في الوقت الذي يطالب وفاق سطيف ومولودية الجزائر بلعب رابطة أبطال إفريقيا؟ فالمولودية ستنزل إلى المرتبة الرابعة برصيد 34 نقطة، ولن تتمكن من لعب حتى كأس الكاف، التي من المفروض أنها من حق شبيبة القبائل برصيد 36 نقطة، غير أن الفاف اعتمدت على المعامل في الترتيب، واختيار النادي الذي يشارك في البطولة الإفريقية؛ من خلال تقسيم عدد النقاط على عدد المباريات التي لعبها كل فريق. وبالنسبة للمولودية فهي تملك 34 نقطة تقسم على 20 مباراة لُعبت، مما يعطيها معامل 1,7، أكثر من وفاق سطيف ب 1,68، غير أن الوفاق، من المؤكد، ألا يقبل هذا التقسيم. وجاء قرار "التاس" في الوقت غير المناسب بالنسبة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والتي عليها أن ترسل أسماء ممثلي الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكاف قبل نهاية المهلة المحددة بتاريخ 31 أوت. فبعد أن كان المشكل الممثل الثاني في كأس الكاف، ها هي الفاف تجد نفسها في مأزق آخر؛ من أجل إيجاد الحل في وقت قياسي.