❊ اختيار الفاتح نوفمبر للاستفتاء يعكس تمسك الجزائر بدينها وهويتها وتاريخها شدد رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، في افتتاحه للدورة البرلمانية الجديدة 2020-2021 على ضرورة صون الوحدة الوطنية وتبني مساعيها من أجل تحقيق الاستقرار الوطني، مشيرا إلى أن الجزائر توجد اليوم في وضع صعب، ويتعين على الجميع تقديم تنازلات من أجل الخروج، مما أسماه بالخندق وتحقيق الاستقرار الذي تحتاجه عملية بناء المؤسسات. كما نوه باختيار تاريخ الفاتح نوفمبر لإجراء الاستفتاء حول التعديل الدستوري، والذي سيمهد الطريق حسبه لبناء الدولة الجديدة التي ستكون دولة الجميع، تشكل العدالة أهم ركائزها. وذكر صالح قوجيل في سياق متصل، بأنه زار منطقة القبائل مؤخرا وتحدث إلى سكان ولاية تيزي وزو في ذكرى يوم المجاهد، من أجل إبلاغهم بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية لتجاوز الظرف الحساس الذي تمر به الجزائر ومواجهة التحديدات والتهديدات المتعددة وبناء المؤسسات القوية التي تشكل قاعدة الجزائر الجديدة. وركز المتحدث بالمناسبة، على أهمية تسبيق أولوية الدولة على الحكم أو السلطة ووضع فاصل بينهما، "لأن الثاني يتغير والأول ثابت"، مبرزا ضرورة أن تتكيف جميع المؤسسات بما فيها الحكومة ومجلس الأمة مع التحولات التي تشهدها البلاد وفي مقدمتها التحضير للاستفتاء الشعبي الخاص بتعديل الدستور، والذي وصفه بالحدث الوطني البارز. ودعا أعضاء المجلس إلى العمل على إنجاح الموعد وتقديم الإسهامات المناسبة، معتبرا اختيار الفاتح من نوفمبر موعدا لإجراء هذا الاستفتاء "خيار موفق وله رمزية عميقة تعكس تمسك الجزائر بدينها وهويتها وتاريخها .. وهي التي لم ترضخ، حسب السيد قوجيل، لعمليات التنصير ومسخ الهوية التي قام بها المستعمر على مدى سنوات". وذكر رئيس مجلس الأمة بالنيابة، أنه بعد تمرير التعديل الدستوري، سيكون هناك انتخابات تشريعية ومحلية، يتعين على أعضاء مجلس الأمة الاستعداد لها، لاسيما من خلال الإسهام الإيجابي لتعديل مشروع قانون الانتخابات والأحزاب، حتى يتكيفان والمستجدات الحاصلة بالساحة الوطنية بعد الحراك الشعبي، وانطلاق مسيرة بناء معالم الجزائر الجديدة. كما ثمن رئيس الغرفة العليا بالنيابة، الجهود التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وكذا الحكومة ضمن مساعي مواجهة وباء كورونا وامتصاص أثاره على الحياة الاقتصادية، مع الاعتناء بمتطلبات الجبهة الداخلية الاجتماعية رغم قلة الموارد المالية، مثنيا أيضا على الجهود والتضحيات التي قدمها الأطباء في هذا الظرف الاستثنائي. وأشاد قوجيل كذلك بالعناية الخاصة التي توليها الحكومة لمناطق الظل، معتبرا ذلك وفاء لرسالة الشهداء، "كون هذه المناطق الجبلية والمعزولة مصدر فخر واعتزاز كونها كانت تحتضن معاقل المجاهدين والشهداء، الذين سالت دماءهم الزكية في الكفاح من أجل تحرير هذا الوطن المفدى". ولدى تطرقه للملفات الدولية والإقليمية، جدد السيد قوجيل أحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلاله الكامل وفقما تنص عليه الشرعية الدولية، مسترجعا بالمناسبة العروض المغربية القديمة التي قدمت للجزائر بشأن اقتسام الأراضي الصحراوية، "لكن الجزائر قابلت ذلك العرض المشين بالرفض". كما دافع قوجيل عن القضية الفلسطينية، مرجعا سبب تعقد الأوضاع في المنطقة وفشل انفراج الأزمة إلى تدخل الأطراف الدولية في القضية واستغلالها إقليميا، حيث أوضح أن أول خطوة نحو انعتاق الشعب الفلسطيني ونجاحه في بناء دولته وعاصمتها القدس الشريف، هي التقيد بالحياد ورفض جميع التدخلات الدولية التي اعتبرها لا تقل خطورة عن الاحتلال الإسرائيلي، كونها تشتت الشعب الفلسطيني وتضرب وحدته في الصميم.