أثبتت "الكارانتيكا" أنها من الأكلات الشعبية التي لا يمكن الاستغناء عنها حتى في فصل الصيف بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها رغم ارتفاع درجات الحرارة؛ حيث تبحث الأغلبية عن كل ما هو وجبات باردة للشعور بالانتعاش، وهذا بشهادة عمي أحمد، الذي امتهن صناعة هذه الأكلة الشعبية منذ سنوات، والتي تحولت بمرور الوقت، إلى مصدر رزقه الوحيد. حسب عمي أحمد صانع "الكارانتيكا"، فإن هذه الأكلة الشعبية التي تحضَّر من طحين الحمص وبعض الزيت والماء والبيض، عادة ما يفضَّل تحضيرها في موسم الشتاء؛ لأنها من الوجبات السريعة التي يحبذ أكلها ساخنة. وكما هو معرف، تُعرف في منطقة الغرب الجزائري باسم "الحامي"؛ لأنها تؤكل ساخنة، بإضافة القليل من الهريسة والكمون، غير أن شعبيتها جعلت الطلب عليها كبيرا حتى في فصل الصيف؛ لأنها من الأكلات التي يمكن تناولها باردة؛ الأمر الذي جعل زبائنها مخلصين لها حتى في هذا الموسم الحار. من جهة أخرى، أوضح المتحدث أنه ينهض صباحا ليحضر كمية معتبرة من الكرانتيكا لزبائنه، الذين اعتادوا على تناولها، وهم عادة من العمال خاصة عمال البناء. وحسبه، فإن الطلب عليها انتعش بعد عودة العمال إلى مناصب عملهم بعد فترة الحجر الصحي وعودة الحياة إلى سابق عهدها. وبعد نفاد الكمية "يتم تحضير كمية أخرى لزبائنه في الفترة المسائية"، مشيرا إلى أن زبائنه من شرائح مختلفة؛ حيث يقصده الكبار والصغار بمن فيهم ربات البيوت، اللواتي يبحثن عن وجبات جاهزة وبأسعار زهيدة. وفي السياق، يؤكد المتحدث أن السر وراء طلب هذه الأكلة الشعبية ليس في ذوقها المتميز فقط، وإنما سعرها المعقول، مضيفا: "كما أنها تُعد من مواد طبيعية كالبيض وطحين الحمص، وبالتالي فإنها لا تُحدث أي تسمم غذائي"، لافتا إلى أن محله يعرف ابتداء من الساعة العاشرة إلى غاية السابعة مساء، طلبا كبيرا عليها، مؤكدا: "إن هذا الرواج شجعني على أن أحولها إلى مصدر رزق، خاصة أن المواد المطلوبة لتحضيرها متوفرة وغير مكلفة". واحتكت "المساء" ببعض زبائن عمي أحمد، فكانت البداية مع مراهق طلب أن يحضر له ثلاث قطع خبز محشوة بالكارنتيكا. وفي دردشتنا معه قال رغم الحرارة إلا أنه يحب كثيرا تناول هذه الوجبة، خاصة أن والدته عاملة، وفي بعض الأحيان تتأخر عن تحضير وجبة الغداء، فيتناول هذه الأكلة الشعبية المشبّعة واللذيذة، في حين أكد مواطن آخر أن تناول الكارنتيكا لا يرتبط بموسم معيّن، وأنها أكلة الزوالي، كما يقال. وبحكم أنه عامل بسيط ويضطر دائما للأكل خارج المنزل، فإنه يفضل تناول هذه الوجبة التي لا تكلفه كثيرا، وتجعله يشعر بالشبع لفترة طويلة.