أعلنت دار ريشة للنشر بالقاهرة، عن صدور كتاب جديد خلال أيام، يتضمن سيرة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، تحت عنوان "هيكل.. المذكرات المخفية" من تأليف الكاتب الصحفي محمد الباز. والكتاب متميز، وسيقدم معلومات جديدة وثرية للقارئ العربي الذي يعرف الكثير عن هذه الشخصية الإعلامية والسياسية التي عايشت الأحداث لعقود. يأتي الكتاب في 600 صفحة من الحجم الكبير. ويتناول سيرة هيكل الذاتية من خلال رصيده الصحفي والسياسي الضخم، بالإضافة إلى احتوائه على ألبوم صور لهيكل في مختلف مراحل عمره. ويصدر الكتاب بالتزامن مع ذكرى ميلاده في 23 سبتمبر الحالي. وأشار الناشر حسين عثمان، مدير دار ريشة للنشر، مؤخرا، إلى أن الدار، في الأساس، دار نشر متخصصة في نشر المذكرات والسير الذاتية لرموز الفكر والثقافة والفن، والقوة الناعمة بشكل عام؛ باعتبارها تمثل تحديات وقصص نجاح ثرية، وتجارب ملهمة وعابرة للأجيال. والأستاذ هيكل كان ظاهرة إنسانية في المقام الأول قبل أن يكون ظاهرة صحفية أو سياسية، وذلك بحجم واستمرارية وتوهج عطائه طوال أكثر من سبعين عاما من عمر صاحبة الجلالة؛ الصحافة. وأكد الأستاذ عثمان أن مثل هذه الظواهر تحتمل الرؤى المتجددة لها في كل وقت، وتستمر حاضرة رغم غياب صاحبها بقدر ما أعطى وترك من بصمات، والفكرة هي البطل في كتاب "هيكل". وترك الراحل هيكل ما يمكن اعتباره توثيقا ل 7 فترات حكم في مصر بداية من الملك فاروق. وقد وُلد هذا الإعلامي القامة يوم الأحد 23 سبتمبر عام 1923 في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية، التي أنجبت أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين؛ حيث ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016. وتولى مناصب صحفية هامة، مثل رئيس تحرير جريدة "الأهرام". كما تولى منصب وزير الإعلام، ووزارة الخارجية لمدة أسبوعين. وبدأ هيكل العمل في الصحافة عام 1942. وصدر أول كتاب له عام 1951 بعنوان "إيران فوق بركان"، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً. وبداية من 1952 استطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه، ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع، وسنوات حوار لم يتوقف معه في كل مكان. كما حرر له هيكل كتاب "فلسفة الثورة" الذي ألفه عبد الناصر عام 1953. وفي جوان من عام 1956 أسند علي باشا الشمسي لهيكل تولي رئاسة تحرير جريدة "الأهرام" أثناء مقابلته في نادي الجزيرة على مجرى سباق الخيل. ويوقّع هيكل بالحروف الأولى على مشروع عقد مع بشارة تقلا صاحب أكبر حصة في ملكية الأهرام، ومع ذلك فإن سنة كاملة انقضت قبل أن يوضع هذا العقد للتنفيذ، ثم دخل هيكل الأهرام لأول مرة عام 1957، لكي يتولى إصدار عدد اليوم التالي، الخميس أول أوت. وفي عام 1969 أصدرت "الأهرام" يوم الجمعة 10 جانفي، عددا خاصا بمناسبة بلوغه 45 عاما، ولإتمامه مشروعه الجديد، والانتقال إليه، والعمل من داخله فعلا، متضمناً مقالاً لهيكل بعنوان: "تقرير عن الأهرام"، احتل ثلاث صفحات كاملة. وفي عام 1970 تم تعيين هيكل وزيرا للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي محمود رياض. وبوصفه وزيراً للإعلام يعين الدكتور عبد الوهاب المسيري، مستشاراً له. وفي 1 أكتوبر كتب هيكل التوجيه الاستراتيجي الصادر من الرئيس السادات، إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية. وفي هذا التوجيه تحددت استراتيجية الحرب، بما فيها أهدافها. وتَرتب على هذا التوجيه تكليف مكتوب أيضا للفريق أول أحمد إسماعيل علي، ببدء العمليات، وقّعه الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر. وكتب هيكل للرئيس السادات خطابه أمام مجلس الشعب في 16 أكتوبر، وفيه أعلن الرئيس السادات خطته لما بعد المعارك، بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف، يجري فيه حل الأزمة في إطار الأممالمتحدة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. وفي عام 1974 تم تعيين الراحل هيكل في قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، لكنه اعتذر، ثم خرج من جريدة "الأهرام" لآخر مرة يوم السبت 2 فيفري، مجيباً عن سؤال لوكالات الأنباء العالمية، إن "الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي، وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي... وفقط!". واعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2003 م، بعد أن أتم عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة "وجهات نظر" ويشرف على تحريرها، ثم عرض تجربة حياته في برنامج أسبوعي بعنوان (مع هيكل) في قناة الجزيرة الفضائية. وتوفي يوم الأربعاء الموافق ل 17 فيفري 2016 عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع قصير مع المرض، حيث كانت حالته الصحية ساءت خلال ثلاثة أسابيع الأخيرة من حياته، خضع خلالها لعلاج مكثف؛ في محاولة لإنقاذ حياته بعد تعرضه لأزمة شديدة، بدأت بمياه على الرئة، رافقها فشل كلوي، استدعى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً.