انطلقت حملة التوعية حول سرطان الثدي بحلول أكتوبر الوردي، الشهر العالمي لتعميق الوعي حول هذا الداء، الذي يسجل سنويا 12 ألف إصابة جديدة بالجزائر. وحسب المختصين في الصحة العمومية، فإن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال التكفل بالمصابات بهذا الداء، غير أن المعركة ما زالت مستمرة، والإعلام مدعو ليكون أحد الركائز الهامة في هذا المجال. تشير التجارب على مدار السنوات الأخيرة، إلى أن الوعي المجتمعي حول سرطان الثدي عرف نوعا من التحسن، بدليل عدد المتقدمات إلى الفحص المتخصص في العيادات الطبية، حسبما يؤكده الدكتور محمد ميهوبي، طبيب عام من القطاع الخاص بمدينة بومرداس، في حديث ل"المساء"، مشيرا إلى أن النساء أصبحن يولين اهتماما أكثر فأكثر لأمر الفحص المبكر للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي، مرجعا ذلك إلى الجهود المبذولة في هذا المجال طيلة السنوات الماضية. وقال بأن هذا الأمر لا يقتصر على النساء المتقدمات في السن، بل وحتى الشابات اللائي يبحثن عن الفحص المتخصص، خاصة بالنسبة لمن في عائلاتهن مصابات بهذا الداء، عملا على التشخيص المبكر حتى لا تتفاقم الأمور بالنسبة إليهن مستقبلا. غير أن المختص اعتبر بأن المعركة ضد هذا الداء الثقيل لم تحسم بعد لصالح التوعية والتشخيص المبكر، داعيا في هذا الصدد، إلى تكثيف التوعية، خاصة أن أكتوبر الوردي فرصة سنوية جيدة لهذا الأمر. في هذا السياق، قال د. ميهوبي، بأن الإعلام، لاسيما السمعي البصري، له دور محوري في تعميق الوعي حول سرطان الثدي الذي سيبقى السبب الأول للوفاة عند النساء في الجزائر، يأتي بعده كل من سرطان عنق الرحم وسرطان القولون، حيث تكون الحصص المتخصصة المتلفزة عبارة عن جسر لتحقيق ذلك، من خلال فسح المجال أمام مصابات بهذا الداء، للحديث عن تجاربهن مع سرطان الثدي، وكيف واجهن هذا المرض. كما لم يغفل الطبيب التذكير بدور بقية وسائل الإعلام ووسائط الاتصال، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، لتكثيف التوعية حول هذا الداء، الذي تشير بشأنه الدراسات، إلى أن نسبة الشفاء منه تصل إلى أزيد من 90٪ إذا ما تم الكشف عنه مبكرا. أما عن أسباب سرطان الثدي، فإن العوامل الوراثية تبقى من أهمها، إلى جانب عوامل خارجية، ومنه استعمال حبوب منع الحمل لفترة زمنية طويلة، أو اللجوء إلى الزرع، وهو كطريقة أخرى من طرق تحديد النسل الهرمونية، من خلال زرع قضيب بحجم عود الثقاب في ذراع الشخص تحت الجلد، لمنع حدوث الحمل، بحيث يفرز هرمون البروجستين في الجسم لمنع الإباضة. فيما يبقى زرع اللولب أحسن طريقة لمنع حدوث الحمل، وإبعاد شبح الإصابة بسرطان الثدي، بسبب الطرق الهرمونية الأخرى، بعد استشارة الطبيب، يؤكد محدث "المساء". من جهته، اعتبر الدكتور صلاح الدين كرفة، مختص في أمراض النساء والتوليد بمدينة بودواو، أن سرطان الثدي مشكل صحة عمومية، لأن التكفل به يكلف الخزينة العمومية أموالا باهظة، بسبب الجراحة والعلاج الكيمائي والإشعاعي على السواء، معتبرا أن إنقاص هذه التكلفة يكمن في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر. كما لفت المختص إلى أن أهم خطوات الوقاية تكمن لدى المرأة نفسها، من خلال تعلمها كيفية فحص ثدييها، واستشارة طبيب في حالة الاشتباه بوجود كتلة ما، وهو ما جعله يؤكد في المقابل، على وجود التحسيس. في نفس السياق، قال الدكتور كرفة بأن النساء في مجتمعنا عموما، يهملن أنفسهن وصحتهن بعد الزواج والإنجاب، "وهو خطأ شائع قد يكلف المرأة كثيرا"، يقول محدث "المساء"، داعيا النساء فوق سن الأربعين إلى التقدم لإجراء فحص الماموغرافيا، دون إغفال النساء اللواتي يوجد في محيطهن العائلي، حالات إصابة بسرطان الثدي، كما دعا السلطات الصحية إلى تسهيل سبل الوقاية المتمثلة في الفحوصات المتخصصة، كون الماموغرافيا فحص باهظ الثمن في العيادات الخاصة، كما أنه فحص غير متوفر في كل مستشفيات الجزائر..