قدم أول أمس المدرب مراد وردي استقالته من على رأس العارضة التقنية للنادي الرياضي لشبيبة سكيكدة، بعد أن مكث بروسيكادا لأربعة أسابيع حاول من خلالها إعادة ترتيب أمور الفريق، إلا أن الأحداث المؤسفة التي تسبب فيها بعض أشباه الأنصار في اللقاء الأخير امام شباب قسنطينة، عجلت برحيله، تاركا مكانه لمدرب مولودية قسنطينة السابق حسين زكري، الذي سيكمل المشوار إلى غاية إسدال الستار على بطولة القسم الوطني الثاني على ان يلتحق بمنصبه بداية من اليوم. وبهذا تكون شبيبة سكيكدة قد حطمت الرقم القياسي في عدد المدربين، حيث تداول عليها لحد الآن اربعة تقنيين هم على التوالي بوزيدي يوسف، بوفنارة حكيم، مراد وردي ثم حسين زكري، دون الحديث عن اللاعب السابق للشبيبة مرزوق عبد السلام، الذي كلّف بمهام التدريب خلال الفراغ الذي أحدثه رحيل بوزيدي. هذا التغيير المفاجئ الذي لم يأت من العدم، يكشف بوضوح عن مدى حالة للا استقرار الذي تعيشه الشبيبة السكيكدية منذ انطلاق المنافسة، وهو ما يعكس وضعها في الترتيب العام المؤقت، إذ وبعد مرور 23 جولة ما تزال تحتل المركز ال 13 ب23 نقطة وبفارق 8 نقاط عن صاحب المرتبة الأخيرة، مما يعني أنها توجد في وضع غير مريح على الإطلاق، وذلك بالنظر الى المقابلات القوية والمصيرية التي تنتظرها، لا سيما خارج الديار. وما يزيد في تعقيد مأمورية أبناء روسيكادا، العقوبة التي سلطت عليها مؤخرا من قبل لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم، بحرمانها من اللعب بحضور جمهورها في قواعدها لأربع مقابلات، وذلك على خلفية أحداث العنف والشغب التي شهدها اللقاء الأخير ضد شباب قسنطينة داخل و خارج الملعب، وأدت إلى مقتل مناصر من السنافير و إصابة أكثر من18 آخرين بجروح متفاوتة، وهي أعمال وتصرفات غير مسؤولة. وبتسليط تلك العقوبة تكون الشبيبة السكيكدية، قد خسرت دعما جماهيريا قويا يمكنها من الابتعاد كلية عن منطقة الخطر، لكن التصرفات الحمقاء الصادرة عن أشباه الأنصار أرادت أن تكون الأمور غير ذلك، فكانت العقوبة التي اعتبرها كل الذين تحدثنا معهم من محبي الكحلاء والبيضاء قاسية للغاية، خصوصا وأنها تأتي في وقت يبقى فيه الفريق بحاجة إلى دعم جمهوره الوفي، محملين مسؤولية العنف الذي حدث لعناصر لا تربطها أية صلة بالرياضة لا من قريب و لا من بعيد، بل أكثر من ذلك فقد أكدوا ل"المساء" بأن تلك الشلة من "الهوليغانيين" ليست من مشجعي النادي الحقيقيين الذين يمقتون العنف، كما وجهوا أصابع اتهامهم إلى بعض الأقلام المأجورة التي عملت طيلة هذه الفترة على تشويه الحقائق وإذكاء نار الفتنة بين أبناء المدينتين وأكدوا مدى حبهم و تقديرهم واحترامهم لكل سكان مدينة قسنطينة الذين تربطهم بهم علاقات قرابة ومصاهرة وصداقة.