❊ الحرص على تقديم رسالة إعلامية هادفة وبناءة تدرك حدود حرية التعبير شدّد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة أمس الأربعاء، على أن الدفاع الوطني يتطلب تضافر وتنسيق جهود الجميع، أفرادا ومؤسسات بما فيها الإعلام الوطني للتصدي لكل التهديدات والمخاطر المحدقة ببلادنا، مشيرا إلى ضرورة التكيف مع المتغيرات المتسارعة، التي يشهدها العالم ومنطقتنا خصوصا. وأبرز الفريق شنقريحة في كلمة له خلال إشرافه بالنادي الوطني للجيش، على افتتاح أشغال ملتقى تحت عنوان "دور الإعلام الوطني في رص وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات العدائية لاستهداف الجزائر"، أهمية تعميق الدراسات الاستباقية والاستشرافية ووضع الخطط الناجعة والكفيلة بمواجهة أي طارئ يهدّد أمن واستقرار بلادنا، فضلا عن مجابهة التحديات الإعلامية، التي أفرزتها تكنولوجيات الإعلام والاتصال، من مضامين تضليلية ومغالطات وتزوير للحقائق. كما أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الحرص على تقديم رسالة إعلامية هادفة، بناءة، توحد وتعزز التماسك الوطني وتدرك حدود حرية التعبير وأخلاقيات الممارسة الإعلامية وتجعل من المصالح العليا للوطن هدفها الأسمى. وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أنه "مثلما كان تحرير الوطن واسترجاع سيادته واستقلاله من براثن المستعمر الغاشم ومثلما كان قهر الإرهاب الهمجي الدموي، قضية تجند في سبيلها كل الشرفاء من أبناء الجزائر، فإن الدفاع عن بلادنا وصون سيادتها اليوم هو قضية الجميع أيضا وهو ما يستوجب علينا تكثيف الجهود وتوحيدها وتنسيقها للتصدي لكافة التهديدات والمخاطر المحدقة ببلدنا، مهما كان نوعها ومصدرها". وأكد الفريق شنقريحة في هذا الصدد على ضرورة التكيف مع المتغيرات المتسارعة، على غرار ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الراهنة في ظل ظاهرة العولمة، التي أضحت أداة هيمنة حقيقية، تهدف إلى التحكم في الرأي العام العالمي وتوجيهه وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية واحدة، تضمحل خلالها خصوصيات الآخرين وتتآكل معها مقومات شخصيتهم الوطنية. وأردف بالقول "في ظل هذه المعطيات، يتعين علينا جميعا العمل على مواكبة ما يحدث في العالم من تحوّلات على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات وتوحيد جهود الجميع، لتنصهر في بوتقة واحدة هي خدمة الجزائر ومصلحتها العليا والحفاظ على أمنها واستقرارها وهي جهود تؤدي وسائل الإعلام الوطنية دورا محوريا في تقويتها وتعزيز الالتفاف حولها، لتحصين وطننا من كل المخاطر والتهديدات والآفات". ويهدف هذا الملتقى الذي نظمته مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، بغرض تسليط الضوء على رهانات الإعلام على المستوى الوطني، خصوصا فيما يتعلق برصّ وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات المعادية. وحضر هذا الملتقى كل من وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد وعدد من مديري وسائل الإعلام الوطنية، إضافة إلى الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني ورؤساء الدوائر والمديرون ورؤساء المصالح المركزية بوزارة الدفاع الوطني، كما نشطها مجموعة من الأساتذة الجامعيين وضباط سامين، من خلال إلقاء مداخلات سلطت الضوء على أهم جوانب هذا الموضوع الهام. وتواصلت فعاليات الملتقى بكلمة مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بالجيش الوطني الشعبي، حيث تناول فيها موضوع "الإعلام في الجيش الوطني الشعبي: التحديات والآفاق"، ليتابع الحضور بعدها تدخل وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة وكذا مداخلات كل من البروفيسور مزيان سعيدي بعنوان "دور الإعلام في ترسيخ القيم الوطنية: بيان أول نوفمبر كمرجعية". والبروفيسور مصطفى صايج بعنوان "رهانات الإعلام الوطني أمام ديناميكية التهديدات الأمنية" والعقيد مصطفى مراح بعنوان "دور الخطاب الإعلامي في تعبئة الرأي العام لتعزيز الدفاع الوطني وتماسك الجبهة الداخلية: إعلام الجيش الوطني الشعبي كنموذج" والأستاذ الطاهر بديار بعنوان "ضبط النشاط الاتصالي ودوره في تعزيز السيادة الوطنية" والبروفيسور عمار عبد الرحمان بعنوان "الأمن والدفاع الوطنيان في ظل تطوّر تكنولوجيات الإعلام والاتصال: التهديدات والرهانات". وتناولت هذه المداخلات بالبحث والدراسة، المناهج الكفيلة باعتماد "استراتيجية إعلامية فعّالة معدة جيدا تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار وتعمل على ترسيخ قيم الانتماء والمواطنة وتنمية الوعي الأمني والتلاحم والانسجام الوطنيين بين الشعب ومختلف مؤسسات الدولة". للإشارة، تابع أشغال هذا الملتقى الإعلامي العلمي إطارات الجيش الوطني الشعبي عبر تقنية التحاضر المرئي في مختلف النواحي العسكرية للوطن.