أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، أن الجزائر تصنف الصحة العمومية كمصدر اهتمام كبير يرتقي إلى مرتبة الأولويات الوطنية، مشيرا في مداخلته على هامش مؤتمر حول "المراقبة والتدقيق في وفيات الأمهات"، إلى التزامها الدائم بالتعهدات الدولية الهادفة إلى الحفاظ على حياة الإنسان والأطفال والنساء، لاسيما في فترة الحمل وأثناء الولادة وبعدها. وأشار الوزير بمناسبة هذا اللقاء المنظم بمقر الوزارة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لقمة نيروبي حول المؤتمر الدولي للسكان والتنمية تحت شعار "نحو هدف صفر وفاة الأمومة بحلول عام 2030" إلى أن نظام التصريح الإجباري وتدقيق وفيات الأمهات سيستمر في الحصول على اهتمام الوصاية، "ويجب أن توفر جميع الوسائل لتسهيل تنفيذه وضمان استدامته، بالإضافة إلى استفادته من تقنيات الاتصال لتسهيل استغلاله والسماح بالحصول على المعلومات من اجل اتخاذ القرارات". وفيما يخص الهياكل الصحية التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال، ذكر السيد بن بوزيد بوجود 6329 قاعة علاج، و1747 عيادة متعددة التخصصات، تشمل معظمها خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، بالإضافة الى 434 عيادة ولادة، تابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية و36 مؤسسة استشفائية متخصصة في صحة الأم والطفل، مشيرا إلى أن أغلب المؤسسات العمومية الاستشفائية، والمراكز والمؤسسات الاستشفائية الجامعية تضم مصالح خاصة بأمراض النساء والتوليد. كما لفت إلى أن الجزائر تعد أكثر من 700 طبيب أمراض النساء و9070 قابلة، موضحا أن للقطاع الخاص دور فعال في توفير خدماته في الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة لفائدة النساء في سن الإنجاب، "لاسيما وأن القطاعين ارتبطا رسميا قبل سنتين من خلال اتفاقيات الشراكة والعمل الفعال في عملية التكفل بالولادة". ودعا الوزير إلى ضرورة إيجاد طرق مبتكرة في أسرع وقت ممكن لضمان حصول الأمهات على خدمات صحية ممتازة، في ظل جائحة كوفيد 19. وشدد على أهمية الرضاعة الطبيعية المفيدة لصحة الأم والرضيع على حد سواء، ملاحظا في هذا الصدد بأنه لم تسجل أي حالة انتقال للفيروس، من خلال الرضاعة الطبيعية، ومشددا على أنه لابد من التقيد بالإجراءات الوقائية لتفادي انتشار الفيروس. على صعيد آخر، ذكر وزير الصحة بأن الجزائر قدمت هذه السنة التي شهدت أزمة صحية عالمية بتفشي فيروس كوفيد 19، كل الوسائل المادية الضرورية لمجابهة الجائحة، مثمنا الدور الكبير الذي كان ولا يزال يضطلع به الجيش الأبيض بكل بطولة معرضا حياته للخطر أكثر من غيره. وحذر في هذا السياق، مما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام من تصريحات حول مواضيع متعلقة بالصحة، موضحا أن اللجنة العلمية التي يترأسها لم تتوان في مواكبة الأحداث وتقديم التوصيات التي لا تصدر إلا عن ممثلها القانوني. من جهته، قال عمار والي مدير السكان لدى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن تنظيم مثل هذا اليوم هو انعكاس لما تعهدت به الجزائر خلال قمة نايروبي حول السكان والتنمية، من أجل تقليص وفيات الأمهات إلى أقل من 20 وفاة من كل 100 ألف ولادة حية، وكذا تقليص الاحتياجات غير المستوفاة إلى الصفر، فضلا على تقليص العنف ضد النساء، وهذا بحلول 2030. وأكد المتحدث أن من ثمار المؤتمر تطبيق التصريح الإجباري لوفيات الأمهات الذي يعد نظام وضع منذ 2013، وتتم مراقبته وتحسين تغطيته كل سنة، حيث تم تقليص 27 في المائة من ما سبق تسطيره خلال سنة 2019، وتم من خلاله تقدير عدد وفيات النساء أثناء الولادة في نفس السنة ب48,5 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة، في حين سجل خلال 2016، معدل 57,5 وفاة في كل 100 ألف ولادة، مضيفا في هذا الصدد بأن 9 وفيات من أصل 10 يمكن تفاديها في حالة احترام البروتوكول الموضوع في هذا الاطار والعمل على تلك الفئة بكل دقة.