سعى فريق نصر حسين داي منذ انطلاق البطولة، بكل جهده، لافتكاك انتصار واحد، لكنه فشل في ما كان يصبو إليه، بعدما خسر الرهان في مباراتين محليتين ضد شباب بلوزداد واتحاد الجزائر، وتعادل ثلاث مرات. حصيلة غير مريحة بالنسبة للوسط الرياضي في النصرية، الذي بدأ يخيب ظنه في تشكيلة هذا الموسم، رغم التطمينات التي ما انفك يقدمها مسيرو النادي من أجل التقليل من حدة اليأس والقلق لدى الأنصار، الذين أصبحوا يبحثون عن الأسباب الحقيقية التي جعلت فريقهم يسجل إخفاقا غير منتظر في البطولة، رغم أنهم كانوا متفائلين بهذا الموسم، بعدما استرجع النادي عافيته المالية، وتمت تصفية المستحقات المالية للاعبي الموسم الفارط، وتدعيم التعداد بعناصر جديدة، فضلا عن أن النادي استقدم مدربا يجر وراءه كفاءة معترف بها في مجال التدريب، وهو التقني سعيد لكناوي الذي استنجدت به إدارة النادي، بعدما سجل مع فريقه السابق اتحاد بسكرة نتائج باهرة، ومكن هذا الأخير من الالتحاق من جديد بالرابطة الاحترافية الأولى. المحللون الذين تابعوا المباريات الخمسة، التي لعبها نصر حسين داي منذ انطلاق البطولة، ظنوا أن الفريق كان في وسعه استغلال الوضع السيء لاتحاد الجزائر، أول أمس، للعودة من تنقله إلى ملعب بولوغين بانتصار يعيد الثقة للاعبيه، ويطمئن أنصاره، لاسيما أن زملاء الحارس قايا كانوا في أحسن استعداد من الناحية البدنية، بعد تأجيل مباراتهم مع وفاق سطيف، عكس منافسهم اتحاد الجزائر الذي لعب مباراته الأخيرة مع شباب قسنطينة، قبل ثلاثة أيام من موعد مباراة النصرية، حيث راهن لكناوي كثيرا على هذا الجانب، لاسيما أنه حاول مع لاعبيه طيلة الأيام الفارطة، إيجاد الحلول لنقاط الضعف التي أظهرها الفريق في المباريات السابقة، وكان الجميع في حسين داي، يظن أن ضعف التشكيلة موجود بالدرجة الأولى في الخط الهجومي، وهو الجانب الذي تحدث عنه لكناوي بعد الخسارة أمام شباب بلوزداد في الجولة الخامسة، وقال حينها كل من المدرب لكناوي والمدير الرياضي للنادي شعبان مرزقان، إن نقص الفعالية لدى المهاجمين سبب التعثرات الأخيرة التي سجلها الفريق. وقد حاول لكناوي تدارك هذا النقص، من خلال تغيير الاستراتيجية في بناء الهجومات، مع إدخال بعض التعديلات على هذا الخط عبر تغيير المناصب للاعبيه، لكن ضد اتحاد الجزائر، حدث ما لم يكن يتوقعه الطاقم الفني للنصرية، بعد انهيار الخط الخلفي الذي تلقى ثلاثة أهداف كاملة، فلم تلعب عناصره بتماسك كبير، وصعب عليها التصدي بحزم كبير لتوغلات مهاجمي نادي سوسطارة، الذين وجدوا سهولة تامة في تسجيل الأهداف الثلاثة، التي رسمت انهزام نصر حسين داي في تلك المباراة، وأعادت كل ما أنجزه المدرب سعيد لكناوي إلى نقطة الصفر. هل سيتم إقالة المدرب لكناوي؟ هو السؤال الذي أصبح يتبادر إلى أذهان أنصار النصرية، بعد الانهزام الثقيل المسجل أمام اتحاد الجزائر، فالمدرب لكناوي وجد صعوبة في تبرير النتائج السلبية للفريق في الجولات الماضية، وآخرها السقوط الحر لفريقه بملعب بولوغين، وهو الآن محل انتقادات شديدة من أنصار فريقه الذين يعيبون عليه، تساهله مع اللاعبين الذين لم يلتزموا بتطبيق تعليماته خلال مباريات البطولة، وكان لكناوي قد انتقد بشدة لاعبيه، بعد التعادل ضد أمل عين مليلة وحملهم مسؤولية التعثر ضد هذا الأخير. الأنصار لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل طالبوا بمنح فرصة اللعب للعناصر التي بقيت في دكة البدلاء منذ انطلاق المنافسة، لعل النجاة تأتي حسب اعتقادهم من هؤلاء اللاعبين الذين ينتظرون بفارغ الصبر، إقحامهم في التشكيلة الأساسية. من جهتهم، التزم مسيرو النصرية الصمت، وقالت مصادر قريبة من إدارة النادي، إن لكناوي سيواصل مهمته، لأن البطولة لا زالت في بدايتها، لكنهم في المقابل يخشون استمرار فريقهم في تسجيل النتائج السلبية، لاسيما أن مباراة صعبة تنتظر نادي النصرية في نهاية الأسبوع الجاري، حيث سينتقل إلى سطيف لمواجهة الوفاق المحلي في إطار تسوية رزنامة البطولة.