تلقت عملية "بارخان" الفرنسية في منطقة الساحل الافريقي ضربة موجعة بمقتل ثلاثة من جنودها، أول أمس، في انفجار لغم تقليدي استهدف عربتهم المدرعة التي كانت تقلهم وسط مالي. وأكدت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أن الجنود، المنتمين إلى فوج المقاتلين في منطقة "ثيرفيل سور ميوز"، قتلوا صباح الاثنين بعد مرور عربتهم المدرعة على عبوة ناسفة خلال مشاركتهم في عملية في منطقة هومبوري وسط مالي. وبمقتل الجنود الثلاثة، ارتفعت حصيلة قتلى القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل إلى 47 قتيلا منذ عام 2013 في إطار عمليتي "سيرفال" و"بارخان" يضاف إليهم مقتل جندي آخر في التشاد عام 2013 في إطار عملية "الباز". وعبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن حزنه لمقتل جنود قوات بلاده في سبيل فرنسا، مذكرا بعزمه مواصلة مكافحة الإرهاب خاصة في هذه المنطقة التي يتخذها تنظيم "الدولة الاسلامية" الإرهابي أحد معاقله والذي وضعته فرنسا خلال قمة "بو" التي عقدت شهر جانفي الماضي عدوها الأول بما يتوجب محاربته والقضاء عليه. وفي رسالة تعزية، أعرب الرئيس المالي الانتقالي باه نداو مرة أخرى عن "امتنانه للأمة الفرنسية على الالتزام العسكري متعدّد الأوجه بشكل خاص إلى جانب مالي في سياق مكافحة الإرهاب". وتأتي هذه الضربة الموجعة للقوات الفرنسية أسبوعا بعد إعلان فرنسا إمكانية التفاوض مع بعض الجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الساحل مستثنية تلك المنتمية لتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" الإرهابيين. وكان مصدر من الرئاسة الفرنسية أوضح أن تغيير الإليزي لموقفه المتشدد والرافض للتفاوض مع الجماعات المسلحة فرضه اتفاق السلم الموقع في مالي عام 2015 والذي تصر السلطات الانتقالية في هذا البلد على ضرورة فتح المجال أمام كل أبناء مالي للمشاركة في الحوار لتحقيق المصالحة الوطنية والشاملة. كما تأتي في وقت كثفت فيه وحدات عملية "بارخان التي" يصل قوامها إلى 5100 جندي بالإضافة إلى قوة مجموعة الدول الافريقية الخمس من عملياتها الهجومية خاصة في المنطقة المسماة "الحدود الثلاثة" بين مالي والنيجر والتشاد.