استأنفت محطات القطار، الحافلات وسيارات الأجرة ما بين الولايات، النشاط بعد أشهر من التوقف، ضمن الإجراءات المتخذة تفاديا لتفشي جائحة كورونا، وفي جولة ل«المساء" إلى مختلف فضاءات النقل، لمست عودة الحركة مع إقبال المسافرين والتقيّد بالتدابير الوقائية المنصوص عليها. الوجهة الأولى كانت محطة القطار "آغا" بالعاصمة وكذا محطة سيارات الأجرة ما بين الولايات بالخروبة، حيث التقت "المساء" بعدد من المسافرين والسائقين الذين رصدت انطباعاتهم بعد توقف دام تسعة أشهر تفاديا لانتشار "كوفيد 19". إجراءات وقائية متخذة بمحطة "آغا" للقطار أوّل المستقبلين بمحطة "آغا" عون أمن مزوّد بجهاز لقياس حرارة المتوافدين مع ضرورة التعقيم وإجبارية ارتداء الكمامة، حيث أكّد الأعوان ل«المساء" أنّهم حريصون على أمن وسلامة المسافرين، من خلال الرقابة الدائمة وتوعية المواطن بضرورة احترام مسافة الأمان والتباعد الاجتماعي. واستحسن المسافرون، إعادة فتح محطات القطار بعدما وجدوا صعوبات كبيرة في التنقل بين الولايات سواء للدراسة أو العمل، مثلما أكّده مواطن يقطن بولاية البليدة ويعمل بالعاصمة، حيث أشار إلى أنّه يتنقل يوميا مستعملا سيارة أجرة كلّفته مصاريف وأعباء كبيرة في ظلّ غياب البديل، وقال "سعيد جدا باستئناف نشاط القطار من جديد". من جهتها، استحسنت طالبة قادمة من بومرداس، فكرة تمديد بطاقات اشتراك الزبائن غير المستغلة، مؤكّدة أنّ القطار يساعدها في التنقل إلى الجامعة بالعاصمة. أصحاب سيارات الأجرة يطالبون بالتعويض وجهة "المساء" الثانية كانت محطة الخروبة لسيارات الأجرة ما بين الولايات، حيث تحدّث بعض السائقين عن الأزمة التي عاشوها بسبب توقّفهم عن العمل لمدة تسعة أشهر كاملة، مؤكّدين أنّ استئناف العمل يجدد طاقتهم. وأجمع محدّثوا "المساء" على أنّهم تكبّدوا خسائر بالجملة وبعضهم لم يجد حتى قوت يومه، الأمر الذي جعلهم يستحسنون إعادة فتح خطوط النقل والعمل من جديد، فيما أكّد بعض المسافرين أنّهم تعرّضوا للاستنزاف من طرف أصحاب سيارات النقل غير الشرعيين الذين اغتنموا فرصة توقّف حركة النقل لاستغلال المسافرين ونقلهم مقابل مبالغ مالية باهضة. مدير النقل بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تمديد صلاحية بطاقات الاشتراك غير المستغلة بسبب كورونا كشف مدير النقل بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، سمير قموري، أمس، عن قرار الشركة تمديد صلاحية بطاقات اشتراكات الزبائن غير المستغلة بسبب توقف القطارات، نتيجة جائحة كورونا، معلنا عن تعويضها بخدمات لنفس المدة التي توقف النشاط خلالها. وأوضح قموري لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى، أمس، أنه سيتم قبول الاشتراكات القديمة ريثما يتم تجديد بطاقات الاشتراك خاصة بالنسبة للطلبة. وكشف المتحدث أن "إعادة بعث نشاط القطارات ما بين المدن والقطارات الجهوية، سيتم على مرحلتين، المرحلة الأولى تتمثل في إعادة برمجة الرحلات التي تربط بين أربع ولايات وهي الجزائر العاصمة، وبومرداس، وتيزي وزو وولاية البليدة بمعدل 128 رحلة يوميا، بداية من الأحد انطلاقا من الساعة السادسة صباحا إلى غاية الساعة السادسة مساء، مع الأخذ بعين الاعتبار توقيت الحجر الجزئي" مؤكدا أيضا أنه "تم تخصيص 20 قطارا لنقل الطلبة". كما تطرق قموري إلى المرحلة الثانية، التي قال إنها تنطلق اليوم بمعدل 200 رحلة يوميا وتخص الخطوط الجهوية والخطوط الكبرى، ما عدا القطارات المجهزة بالأسرة. وفيما يخص طاقة استيعاب قطارات ضاحية الجزائر، كشف سمير عموري أنها "تقدر ما بين 100 ألف و120 ألف مقعد يوميا"، و«سيتم اقتناء التذاكر والحجز عن طريق الدفع الإلكتروني لاجتناب الاكتظاظ والطوابير غير المنتهية على مستوى المحطات، تفاديا لانتشار فيروس كورونا". كما أشار المتحدث، إلى أن "مصالحه اتخذت إجراءات صارمة من أجل تطبيق البرتوكول الصحي واحترامه من قبل المسافرين من خلال قياس درجة الحرارة وارتداء الكمامة واستعمال المطهرات الكحولية". وفيما يخص الخطوط الجديدة، كشف مدير النقل بشركة النقل بالسكك الحديدية، أنه "سيتم خلال شهر مارس القادم استلام خط مسيلة بوقزول، تيسمسيلت، وإعادة استغلال مجددا خط وهرانمستغانم هذه السنة بمعدل أربع رحلات يوميا وهذا في انتظار فتح خطوط جديدة". وذكر في هذا الخصوص، بأن "شبكة الخطوط للنقل بالسكك الحديدية في الجزائر تقدر ب4 آلاف كيلومتر وتربط 38 ولاية، وسيتم توسيع هذه الخطوط لتغطية مناطق الجنوب وكل مناطق الشرق والغرب وهو ما سيجعل من الشبكة تصل إلى 12 ألف كيلومتر في أفاق 2030". كما أعلن عن مخطط لإعادة تهيئة العربات المهترئة التي تم اقتناؤها سنة 1985، حيث أكد أن العملية انطلقت في جوان 2017، على مستوى ورشتي سيدي بلعباس وحسين داي، وهو ما سمح بتهيئة 60 % من العربات المهترئة والمقدر عددها ب200 عربة، مشيرا في الأخير إلى أن الشركة تكبدت خسائر مادية معتبرة سيتم ضبطها بصفة دقيقة في أواخر شهر جانفي الجاري. ق . إ