أكدت جمعية ''تاوريرت'' المهتمة بضحايا التفجيرات النووية الفرنسية بمنطقة الأهقار، أن هول مأساة تلك التجارب الإجرامية يفرض عليها الاعتراف بهذه الجريمة التي مازالت آثارها قائمة من فتك بحياة المواطنين وتلويث للبيئة وقتل للحيوانات. وهو ما جعل إيباه بوبكر، رئيس هذه الجمعية يؤكد على أن ملف الذاكرة بين الجزائروفرنسا لا يجب أن ينحصر في سنوات الاستعمار 132 وما ارتكبته فرنسا من جرائم إبادة، بل يجب أن يتعداها إلى معاناة ضحايا تجاربها التي لا زالت قائمة إلى اليوم'' والعمل على جعلها تعترف بجرائمها، واصفا ما ارتكبته ليس مجرد تجارب بل مجازر ضد الإنسانية تستدعي فتح تحقيق دولي لكشف تلك الفظائع وتبعاتها''. وأضاف الناشط الجمعوي، أن مخاطر الإشعاعات النّووية في منطقتي رقان بولاية أدرار، وإينيكر بولاية تمنراست، لم تقتصر على السكان والكائنات الحية والغطاء النباتي والحيواني، بل أدت أيضا إلى تدمير كتل صخرية بالكامل على مستوى جبل ‘'تاوريرت''، ضمن ما وصفها بمقبرة جماعية يموت فيها البشر بصمت عبر الأجيال، والذين يوجد من بينهم من ورث أمراض والديه، ناهيك عن أنواع السرطانات التي تنهش أجساد المئات من مواطني هذه المناطق. وأشار في ذلك إلى تلوث البيئة إشعاعيا وكيماويا بما يحتم التعجيل بتطهيرها من أطنان النفايات النووية والعسكرية التي خلّفتها سواء في الهواء الطلق أو المدفونة في مواقع لا يعلمها إلا الفرنسيين بمنطقتي "إينيكر" و "تقورمياس". صرخات ضحايا في حالة احتضار ويعاني العديد من المواطنين بمنطقة الأهقار من كل أنواع السرطانات ومن تشوهات خلقية نتيجة للإشعاعات النووية، وهم يستغيثون ويطالبون بإنصافهم وهم يحتضرون رهن "إقامة جبرية" في بيوتهم في انتظار الموت المحتوم. وكشف الدكتور أخاموك إلياس، رئيس المجلس الطبي لمستشفى تمنراست، عن تسجيل 355 إصابة جديدة بأمراض سرطان خلال الأربع سنوات الأخيرة وفي مقدمتها سرطان الثدي والغدة الدرقية كنتيجة مباشرة لخطر آثار التفجيرات النووية على الساكنة، تماما كما هو الأمر بالنسبة لسكان منطقة بوليزنيزيا الفرنسية التي عرفت تنفيذ تجارب نووية مماثلة. -- التفجيرات أتت على الأخضر واليابس ويعترف كبار وأعيان الأهقار وتوات وتيديكلت، على أن مناطقهم كانت أراض خصبة تنتج القمح والشعير وجنان النخيل ومراعي مختلف المواشي وبها حيوانات الغزال والأروي والفهد ومختلف العصافير والطيور البرية، ولكنها صور انقرضت مباشرة بعد تلك التفجيرات الإجرامية في نفس الوقت الذي لوثت فيها مياهها الباطنية. وناشد رئيس جمعية ‘'تاوريرت''، السلطات العمومية على المستويين المحلي والمركزي تقديم يد المساعدة لهذه الجمعية كونها ذات طابع خاص، حيث لازالت تفتقر إلى مقر ملائم يسمح باستقبال ضحايا التفجيرات النووية و التكفل بإحصائهم وجمع ملفاتهم. كما التمس تسجيل عملية تعتمد على تقنيات دقيقة من أجل إعادة تسييج منطقة جبل تاوريرت "تان أفل " و«تين أطرام" لعزلها بما يساعد على تجنب إصابة المواطنين بالإشعاعات النووية.