اجتهدت مصالح بلدية الأبيار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في تغيير وجه المدينة، وإعطائه بريقا جديدا عن طريق برمجة عدة مشاريع في شتى المجالات، منها ما تم إنجازه بصفة نهائية، ومنها مايزال في طريق الإنجاز. والأمر لا يبدو سهلا للمجلس الشعبي البلدي للحفاظ على رونق الأبيار، واستكمال المشاريع المتبقية في الآجال المحددة لها؛ كون ميزانية البلدية هذه السنة أقل من ميزانيات السنوات الفارطة، فضلا عن أن انعكاسات جائحة كورونا ألقت بظلالها السلبية عبر تعطيل كثير من المشاريع التنموية. يسعى المجلس الشعبي البلدي جاهدا، لتغيير الأمور في حي الأبيار نحو وضع أفضل، وهو ما أكده رئيس البلدية خالد كرجيج، الذي رسم في حديث مع "المساء"، صورة إيجابية عن الآفاق المستقبلية للأبيار من خلال الاستجابة لتطلعات وانشغالات سكانه. مشروع تحويل ملعب "إبرير" إلى مركّب رياضي يُعد تحويل الملعب البلدي "عبد الرحمان إبرير" إلى مركب رياضي كبير، أكبر رهان يريد المجلس البلدي تحقيقه، عبر تجهيزه بمرافق رياضية جديدة، منها قاعة متعددة الرياضات تصلح لممارسة شتى الرياضات الفردية والجماعية؛ إذ تضاف هذه القاعة إلى القاعة القديمة الموجودة بنفس الملعب، والتي تحمل اسم المرحوم "مختار لعريبي"، عضو فريق جبهة التحرير الوطني. وسيضم هذا المركّب بصفة خاصة، مسبحا شبه أولمبي، ستنطلق أشغال تشييده بمجرد حصول البلدية على موافقة الولاية. وسيكون هذا الصرح الرياضي المائي مفخرة بلدية الأبيار والمقاطعة الإدارية الأم بوزريعة؛ فهو الأول من نوعه في مجال المنشآت الرياضية، الذي سيتم إنجازه في هذه البلدية، التي تريد من وراء انعكاساته الإيجابية على الرياضة المحلية، استغلاله في الجانب التجاري؛ من خلال إبرام صفقات مع هيئات فيدرالية وأندية وجمعيات رياضية، مقبلة، لا محالة، على استغلال منشآت هذا المركب لفائدة رياضيّيها. فندق رياضي من طابقين بكامل لواحقه وسيشهد مشروع المركب الرياضي أيضا، انطلاق عمليات تغطية أرضية ملعب "عبد الرحمان إبرير" بالعشب الاصطناعي من الجيل الجديد، وإنجاز مساحات تخصص لممارسة رياضة الكرة الحديدية، وأخرى كفضاءات رياضية للفئات الصغرى؛ حيث سمحت أرضية المركب الرياضي الجديد للمجلس البلدي، بتسجيل مشروع إنجاز فندق رياضي مكون من طابقين ويضم 54 غرفة، وإدارة، ومطعما، ومقهى، بالإضافة إلى مساحة مخصصة لركن السيارات. ويفتح تشييد هذا الفندق للبلدية، إمكانية استغلال مرافقه في إطار سياستها الرامية إلى جلب الأموال التي تسمح لها بتدعيم قطاع الرياضة، والحفاظ على صيانة وسير المركّب الرياضي. وسيسمح هذا المشروع الذي خُصص لإنجازه غلاف مالي بقيمة 110 مليار سنتيم، بغرس الرغبة في ممارسة الرياضة في نفوس الفئة الشبانية، وتحرير طاقاتها، بل سيخلق ثورة رياضية كبيرة في منطقة الأبيار وضواحيها، ويتعين فقط صيانة هذا الصرح الرياضي، للحفاظ على سلامة مرافقه". ضعفالوعاءالعقارييقلّلالطموحات في سياق متصل، يشكل ضعف الوعاء العقاري لإقليم بلدية الأبيار، أكبر عائق يواجه المجلس الشعبي البلدي في مسعاه لتوسيع النسيج العمراني الجديد بأحياء سكنية ومرافق ذات منفعة عمومية، للحد من النقص الكبير الذي يعاني منه الحي في هذا الجانب. واعترف رئيس البلدية السيد كرجيج، صراحة، باستمرار هذه الحالة، التي قال عنها ترهن كثيرا طموحات هذه المنطقة، الرامية إلى تحسين نسيجها العمراني في شتى المجالات. ويتكون النسيج العمراني ببلدية الأبيار من عقارات، تُعد ملكا للدولة، وأخرى قليلة العدد تابعة للخواص، والكل عبارة عن بنايات ومنازل مستأجرة لعائلات تقطن فيها منذ عدة سنوات، و3 مقرات قديمة تابعة للبلدية، بالإضافة إلى شاليهات مهترئة فقدت صلاحيتها، وموضوعة على مساحة تريد مصالح البلدية استغلالها لبناء فضاءات للفسحة وللنشاط الرياضي على الهواء. وسعيا منها لإحصاء الوعاء العقاري القديم، كلفت البلدية المصلحة التقنية للبناء الكائن مقرها بالمقاطعة الإدارية لبوزريعة، بالقيام بعملية جرد لكل عقارات النسيج العمراني القديم الموجود بالبلدية، حيث ستقدم هذه المصلحة الرأي السليم والسديد، الذي سيسمح للمجلس الشعبي البلدي، باتخاذ القرارات المناسبة لهذه الوضعية. ضغط كبير في مجال السكن الاجتماعي وفي مجال توفير السكن الاجتماعي للمواطنين، أقر رئيس بلدية الأبيار بوجود ضغط كبير على مصالح البلدية المختصة في هذا المجال، حيث قال بخصوص هذا الوضع: "بالنسبة لملف السكن الاجتماعي، يبقى سعي البلدية لتلبية مطالب المحتاجين مرهونا بما تقدمه مصالح ولاية الجزائر من حصص سكنية". في 2016، استفادت البلدية من 80 وحدة سكنية، وُزعت على المواطنين. وفي 2018 قمنا بترحيل 415 عائلة كانت متواجدة في بيوت قصديرية نحو سكنات اجتماعية. وأضاف: "تبقى البلدية عاجزة عن تلبية رغبات 314 عائلة لازالت قابعة في بيوت قصديرية، و120 أخرى تبيت على السطوح وفي الأقبية، بينما استقبلنا 3700 ملف خاصة ببرنامج سكنات "ألبيا"، قمنا بتحويلها إلى المقاطعة الإدارية لبوزريعة، و2400 أخرى خاصة بالسكن الاجتماعي. ونأمل الحصول في أقرب وقت ممكن، على حصتنا من السكنات الاجتماعية، لتوزيعها على المواطنين حسب الأولويات". مشروع لإنجاز عيادة بشارع البكري ومن بين المشاريع الهامة التي ينتظرها سكان الأبيار بفارغ الصبر، إنجاز عيادة صحية عمومية للولادة بشارع البكري (ماكلي سابقا)، تتكون من 6 طوابق، تضم 54 غرفة ومطبخا، ومصالح إدارية، وموقفا للسيارات تحت الأرض؛ حيث سيريح تحقيق هذا المشروع، العائلات "الأبيارية" وتلك المتواجدة في المناطق المجاورة لهذه البلدية؛ إذ سيقلل، لا محالة، من الصعوبات التي تواجهها، عادة، هذه العائلات في حالات الولادة الاضطرارية والعادية. ولم يُخف رئيس البلدية خالد كرجيج، اهتمامه بهذا المشروع، الذي قال عنه: "ننتظر بفارغ الصبر الانطلاق الفعلي لهذا المشروع الذي يُعد من بين أبرز المرافق العمومية التي سترى النور في البلدية. وسنجتمع، قريبا مع مسؤولي وزارة الصحة العمومية والسكان، لتقديم المشروع، والحصول على الموافقة النهائية"، مشيرا إلى أن مصالح البلدية خصصت لإنجاز هذا المشروع، ميزانية قدرها 19.000.000دينار. ودائما في مجال التكفل بالصحة العمومية للمواطنين، رصدت مصالح البلدية المختصة، مبلغا ماليا هاما من أجل الانطلاق في هيئة وحدة الفحص الطبي العمومية المحاذية لمدرسة "20 أوت 55". تهيئة المركز الثقافي البلدي (الكنيسة سابقا) لم تهمل بلدية الأبيار قطاع الثقافة وإعطاءها المكانة اللائقة، كونها متجددة ومرتبطة بالتطوير في العالم الثقافي المعاصر. وقررت من أجل ذلك، تهيئة المركز الثقافي البلدي الذي كان كنيسة في العهد الاستعماري، ويرجع بناؤها الى سنة 1848، وكانت تحمل في تلك الفترة تسمية "سيدتنا ماونت كارمل" Notre Dame du Mont Carmel. ولايزال أسلوب بنائها يتميز بطابعه "الموريسكي"، وتُعد تحفة في حد ذاتها. وستسمح تهيئة هذا المركز بتعزيز النشاط الثقافي والجمعوي في البلدية. وتم للعملية رصد ميزانية بقيمة 72.787.892دينار، وتمثل مبلغا كفيلا بالقيام بعملية كبيرة ونوعية في حد ذاتها؛ حيث إن الهدف من ترميم هذا الصرح الثقافي، هو إعادة إحياء الثقافة بكل أنواعها على مستوى الأبيار. سوق بلدي ومكتبة وتهيئة ساحة "كينيدي" يوجد بحي الأبيار سوق شعبي واحد فقط يتربع على مساحة صغيرة بل ضيقة، لا تسمح للأسر باقتناء حاجياتها بسهولة؛ لصعوبة التحرك داخل أروقته، فضلا عن أن مدخله الرئيس والوحيد موجود في ممر ضيق متصل بالجدار الخلفي لمسجد "الفرقان"، الذي يطل على ساحة السيناتور كينيدي. زيادة عدد سكان منطقة الأبيار تقتضي، اليوم، تشييد سوق شعبي كبير بمواصفات حديثة، تستجيب لرغبات المواطنين في ظروف ملائمة ومقبولة؛ لذا فكر مسؤولو البلدية في إطلاق مشروع تشييد سوق بلدي كبير بنفس الموقع، يتكون من 6 طوابق. وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي أن تحديث هذا السوق وبناءه بعدة طوابق، سيزيد من طاقته في استيعاب المتسوقين الذين سيترجلون أروقته براحة واطمئنان كبيرين. ويسمح بإنشاء مناصب عمل للبطالين، حيث سيزداد عدد محلاته. وأضاف المتحدث أن مصالحه خصصت لتشييد هذا المرفق العمومي، مبلغا ماليا قُدر ب 98.028.727.367 دينار، لكن هناك صعوبات حسبه تعترض انطلاق أشغال المشروع بسرعة، لعدم التمكن من إيجاد مكان مناسب لتجار السوق القديم، يسمح لهم بمزاولة نشاطهم اليومي ريثما تنتهي أشغال السوق الجديد. أما العملية التي يترقبها سكان البلدية بفارغ الصبر، فستتمثل في تحويل ساحة السيناتور "كنيدي" المشهورة، إلى فضاء يستريح فيه المواطنون والعائلات ويتنزه فيه الأطفال. وقد خصصت بلدية الأبيار لعملية تهيئة هذه الساحة، ميزانية تقدر ب 76.149.721دينار. كما كشف كرجيج عن قرب انطلاق أشغال بناء مكتبة وطنية بحي بئر طرارية، تحمل اسم "المجاهد الراحل حسين آيت أحمد". مجمع مدرسي وتهيئة السلالم المهترئة من جهته، سجل قطاع التربية، هو الآخر، مشروعا يقضي بتحويل مدرستي "المأمون" و"الميمونة" إلى مجمع مدرسي يحتوي على 12 قسما وقاعة للإعلام والمطالعة، وقاعة لممارسة الرياضة، ومطعم مدرسي. كما خضعت 16 مدرسة من بين المدارس 19 التابعة للبلدية، لعملية ترميم، وتهيئتها وتزويدها بالتدفئة المركزية. يضاف إلى ذلك إنجاز 8 أقسام بمدرسة "مولى هنين"، وإعادة تهيئة مدرسة "الشمس الضاحكة". ومن جهة أخرى، استجاب المجلس الشعبي البلدي لنداءات المواطنين، الذين اشتكوا من الحالة المهترئة المتقدمة التي تتواجد عليها سلالم كثير من الأحياء، وكثيرا ما تسببت في وقوع حوادث خطيرة للأشخاص المسنين والأطفال بشكل خاص؛ حيث صادق المجلس البلدي على تخصيص مبلغ مالي قدر ب 21.740.705 دينار. السلالم المعنية بهذه العملية هي تلك المتواجدة بشوارع "أمحمد بوقرة"، ورقم 6 نسيبة مالكي، وعين الزبوجة، ودحمون محفوظ، وحي الينابيع، وشارع فري فالون، وشارع ألبرتيني، بالإضافة إلى السلالم العمومية التي تربط بين شارع رقم 6 وشارع حميدو سويكي، وشارع رقم 6، وحي ديار النعامة وشارع عبد القادر دزيري، ونهج علي خوجة. وقد تم إلى حد الآن تهيئة السلالم ب 14 شارع، في انتظار استكمال البقية. عملية واسعة لتزفيت الطرق والشوارع لا شكّ في أن الداخل إلى حي الأبيار من كل جهاته، يستوقفه جمال كثير من طرقاته الرئيسة، على اعتبار أن مصالح البلدية حققت عملا كبيرا في هذا الجانب واستحسنه المواطنون. ويقول رئيس البلدية في هذا الشأن: "عملية تزفيت الطرقات والشوارع كانت تكتسي أهمية بالغة منذ تواجدنا على رأس البلدية. كما كنا حريصين قبل انطلاق الأشغال، على ضرورة وقوع اختيار جيد للمؤسسات الحاصلة على شهادة التأهيل والتصنيف، وامتلاك إطاراتها التقنية شهادة مهندس أو شهادة معادلة لها في الأشغال العمومية، بالإضافة إلى حيازة رقم أعمال أدنى متوسط لسنوات 2016 - 2017 - 2018، وهو ما يفسر النجاح الكبير الذي حققناه في هذا الملف؛ حيث إن العملية مست إلى حد الآن، 35 حيا؛ بين شوارع رئيسة وثانوية، وطرق رئيسة وثانوية. ولم تنته هذه العملية بعد؛ إذ بقي لنا إنجاز شطر كبير خاص بسنة 2021، والذي سيمس 36 طريقا بين رئيس وثانوي". كل هذه العمليات تبعتها وسيتبعها وضع ممهلات عبر أحياء البلدية، خاصة بقرب المؤسسات التربوية. كما أدرجت البلدية في برامجها الخاصة بسنة 2021، مشاريع ترميم شبكة الصرف الصحي ومياه الأمطار بعدة شوارع. ومن جهة أخرى، تعمل مصالح بلدية الأبيار بجهد كبير، لتسمية الشوارع وترقيم البنايات التي انطلقت في 2019 وخصص لها غلاف مالي يقدر ب 6.988.394 دينار، وهي إجراءات تدخل في إطار عملية وطنية شاملة.