توقع مهنيون في قطاع إنتاج الدواجن واللحوم البيضاء، تراجع أسعار الكلغ من هذه المادة الحيوية وعودتها إلى معدلاتها الطبيعية، بحلول الشهر الفضيل إثر ارتفاعها الجنوني بداية الشهر الجاري، بعد أن عاود مربون تجديد دورات إنتاجهم بعد توقف مع بداية العام، بسبب غلاء الأعلاف ومخاوف من ظهور انفلوانزا الطيور. كما أرجع مهنيو هذا القطاع، الارتفاع غير المنطقي لأسعار الدواجن في أسواق التجزئة وبلوغها حدود 460 دينار للكلغ إلى غلاء الأعلاف وتقليص المربين لإنتاجهم، بسبب مخاوفهم من خسارة محتملة بعد تراجع الطلب بفعل أزمة "كورونا" إلى جانب هاجس انتشار إنفلونزا الطيور بعد اكتشاف بؤرة بالجزائر مؤخرا. وأكدوا أن الارتفاع على علاقة مباشرة ب"الزيادات الكبيرة" التي عرفتها أسعار المواد الأساسية الداخلة في صناعة أعلاف الدواجن وخاصة مادتي الذرة والصوجا، إلى جانب آثار تفشي فيروس كورونا الذي أدى حسبهم إلى تقليص الاستهلاك اليومي من اللحوم عقب انتشار معلومات أولية حول طبيعة الفيروس مما تسبب في تكديس الإنتاج في المخازن. وقال رئيس اللجنة الوطنية لتجار اللحوم، مروان الخير، إن انتشار وباء كورونا أثر بصفة غير مباشرة على أسعار الدجاج بعد الأخبار التي راجت حول تسبب اللحوم في إضعاف مناعة جسم الإنسان، ما دفع فئة كبيرة من المواطنين إلى العزوف عن استهلاكها طيلة سنة 2020، الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب وانهيار الأسعار إلى حدود 180 دينار للكلغ الواحد في أسواق التجزئة و120 دينار في أسواق الجملة. وأضاف أن هذا الانخفاض تسبب في تكبيد المربين خسائر كبيرة جعلتهم يخفضون طاقة إنتاجهم بنسبة 50 بالمئة العام الجاري، في نفس الوقت الذي قام فيه 50 بالمئة فقط من المربين بفتح مداجنهم لتربية الكتاكيت، فيما فضّل 50 بالمئة الباقون رمي البيض الخاص بالكتاكيت وعدم الشروع في تربيتها، مما تسبب في تراجع المعروض من الدجاج الموجه للاستهلاك. وقال إن ارتفاع أسعار الذرة والصوجا الموجهة لصناعة الأعلاف في السوق الدولية، كان له وقعه المباشر في هذه الوضعية لاسيما وأن الخسارة التي تعرض لها العديد من المربين خلال العام الماضي، جعلتهم غير قادرين على اقتناء الأعلاف الموجهة للإنتاج بداية 2021. وكشف مروان الخير، أن المربين شرعوا حاليا في دورة إنتاج جديدة للدواجن، وأن منتوجهم سيكون جاهزا خلال رمضان، مما سيسمح وفقا لتوقعاته بتراجع أسعارها. وأمام هذه الزيادة الفاحشة شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة شراء لحوم الدواجن، فيما عمد العديد من تجار التجزئة إلى التوقف عن تموين محلاتهم مخافة كساد سلعهم، ضمن وضعية جعلت مروان الخير، يحث التجار على " الاستمرار في أداء واجبهم تجاه المستهلكين رغم شروعهم في حملة المقاطعة التي تعبّر عن زيادة مستوى الوعي لديهم" بقناعة أن المرحلة الحالية "ظرفية" سيتبعها دخول كميات الإنتاج الجديد بداية الشهر القادم. وأكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج طاهر بولنوار، أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الدجاج المذبوح، يتمثل في ارتفاع أسعار المواد الأولية الموجهة لصناعة أعلاف الدواجن، وتوقف عدد معتبر من المربين عن الإنتاج. وأوضح بولنوار، أن العديد من المربين الخواص شرعوا منذ أسبوعين في تربية الكتاكيت مما "سيسمح بإنتاج كمية من الدواجن تتعدى 40 ألف طن خلال شهر رمضان". وتوقع محمد بطراوي، الرئيس المدير العام للديوان الوطني لتربية الأنعام، إنتاج حوالي 60 ألف طن من الدواجن خلال شهر رمضان المقبل، كاشفا عن توفر مخزونات لدى الديوان "تقدر في الوقت الراهن بحوالي 10 آلاف طن من اللحوم البيضاء، إلى جانب إنتاج الخواص لما يقارب 50 ألف طن" ضمن كمية كافية" لتغطية الطلب بأسعار تكون في متناول المستهلك". ويترقب الديوان فتح عدة نقاط بيع للحوم البيضاء خلال رمضان، حيث تتم حاليا التحضيرات اللازمة لذلك. وأرجع بطراوي، أسباب ارتفاع أسعار الدواجن خلال هذه الفترة إلى "عدم توفر الغذاء المخصص للانطلاق في تربية الكتاكيت وارتفاع أسعار غذائها، مما أدى إلى غلق العديد من المداجن، يضاف إليها تخوف المربين من إمكانية انتشار وباء انفلونزا الطيور شهر فيفري الماضي، مما أدى إلى عدم وضعهم للكتاكيت بالمدجنات". وحسب المتحدث، فإن طبيعة هذه الفترة التي تميزت بالعطلة وعودة بعض المناسبات العائلية، وزيادة الطلب على الدجاج، ساهمت في تسجيل "ندرة طفيفة" في هذه المادة. وتخضع الأسعار وفق نفس المسؤول إلى تقلبات أسعار المواد الأولية للأعلاف في السوق الدولية، لاسيما بعد إقدام الصين على اقتناء 60 بالمئة من الإنتاج العالمي من الذرة. وتراجعت أسعار الدجاج المذبوح أمس، الى حدود 350 و380 دينار للكلغ الواحد من 460 دينار نهاية الأسبوع الماضي، فيما انخفضت أسعار الكلغ الواحد من الدجاج الحي الى 250-260 دينار مقابل 500 دينار.