يعرض المتحف العمومي الوطني "سيرتا" بقسنطينة بمناسبة شهر التراث، نماذج من إنجازات مخبر الترميم تحت إشراف المرمم بوبكر بوكبش، وكل تلك الترميمات هي لتحف أثرية، أغلبها من الأواني الخزفية، خضعت لعملية الصيانة والترميم بين سنتي 2000 و2003. لا تقدَّر هذه القطع بثمن، ويتجاوز عمرها عشرات القرون شاهدة على الحقب التاريخية التي مرت على سيرتا، وعلى مناطق مختلفة من الجزائر. ويوجد بالمتحف مخبر الترميم وصيانة المجموعات المتحفية باختلاف موادها المعروضة والمحفوظة بالمخازن الأثرية، وهو مجهز بالوسائل الضرورية والمواد المستعملة في العلاج والصيانة الوقائية والفحص الدوري لها (كمعدات التصوير والأدوات والمواد الميكانيكية والكيميائية والميكروسكوبات)، بالإضافة إلى أن المخبر يُعد فضاء علميا لطلبة الآثار. وبخصوص المجموعات الأثرية التي يضمها المتحف، فقد تم الحصول عليها عن طريق الإهداء أو التنقيب، أو عن طريق الاكتشافات التي قام بها الباحثون على مستوى عاصمة الشرق الجزائري وضواحيها. وتنقسم هذه المجموعات إلى قسمين؛ قسم الآثار، ويتكون من آلاف القطع التي يُعرض جزء كبير منها في (12 قاعة) حسب ترتيب زمني محدد، والجزء المتبقي محفوظ في مخازن المتحف. ومن أهم الكنوز الأثرية التي تحتويها القاعة الكبرى، تلك الفسيفساء التي يرجع تاريخها إلى ما بين منتصف القرن الثاني إلى غاية القرن الرابع للميلاد، وأقدمها اللوحة الفسيفسائية التي وُجدت بسيدي مسيد، وتمثل عقاب "جوبتير" يمسك حزمة نارية. وتضم قاعة التخزين الكثير من القطع الأثرية التي جيء بها من عمليات تنقيب في المدينة التي تبعد عن قسنطينة بحوالي 27 كم شمالا، وتسمى مدينة الخزفيين، وهذا لكثرة الأواني الفخارية التي تحتويها، بالإضافة إلى قاعة المسكوكات التي تمثل فترات تاريخية مختلفة، كالنوميدية والرومانية. ومن جهة أخرى، يتم عرض مقتنيات قاعة الفن الإسلامي، وبها أيضا فخاريات وأوان فاخرة بالخط الكوفي، وقطع من جبس الجدران المزخرف كان مثبتا في القصور، وبعض مصابيح بجايةوقسنطينة وقلعة بني حماد، ناهيك عن الحلي الذهبية والفضية، وبعض الأحجار الكريمة، منها الأساور والأقراط والقلادات وغيرها، وبعض الدمى من الجبس. كما تم، مؤخرا، تسليم شهادة إيداع ل 37 وساما لعظماء الجزائر، لتُعرض في فضاءات العرض بمتحف المجاهد لقسنطينة، سلّمها السيد زيتوني عريبي مدير متحف سيرتا للسيد محمد خشة، ليطلع عليها الجمهور القسنطيني بعدما كانت حبيسة أدراج مخازن متحف سيرتا. هذه الأوسمة أنجزها الفنان بوعامة في سنة 1985 ضمن اتفاقية مع وزارة الثقافة. وهذه الأوسمة لعظماء الجزائر ملخصة في كتالوج أنجزه متحف سيرتا ومعروض للبيع.