شكلت طرق معالجة وسائل الإعلام لأخبار الجريمة وأثرها على الفرد والمجتمع موضوع لقاء دراسي احتضنه امس معهد الحقوق بجامعة الحاج لخضر بباتنة. وركزت المداخلات في مجملها على كيفية تناول وسائل الإعلام المكتوبة لظاهرة الجريمة في المجتمع حيث أجمعت تقريبا على طريقة بعض الصحف المبالغ فيها في نقل حيثيات الجريمة المقترفة إلى القارئ دون تمييز أو ضوابط أخلاقية لتؤكد غياب عنصر الاحترافية في تناول هذا النوع من القضايا. وأبرز الأستاذ زقادة من معهد العلوم السياسية والإعلام بجامعة باتنة، من خلال مداخلته حول "أخبار الجريمة في وسائل الإعلام بين الإعلام والإثارة، طغيان المعالجة التجارية لهذه الأخبار على المهنية ورأى بأن طريقة التشويق وسرد حيثيات الوقائع في معالجة أخبار الجريمة ذات طابع مادي بحت خاصة بالنسبة للصحافة المكتوبة في ظل عزوف وسائل الإعلام الثقيلة عن معالجتها لاسيما الإذاعة والتلفزيون. وأكد المتدخل على أن معالجة هذا النوع من الأخبار مازال يشوبه الكثير من القصور الإعلامي ويبقى في حاجة إلى موضوعية أكثر والتخلص من البعد التجاري في معالجة الحدث. وبيّن بعض المتدخلين تأثيرات معالجة بعض الجرائم لاسيما تلك المتعلقة بالعنف بأنواعه من قتل واغتصاب على فئة المراهقين واللذين لهم استعدادات بحكم الأوساط الاجتماعية الصعبة المعاشة-في الصحافة المكتوبة والتي كثيرا ما تكون سلبية وتؤدي إلى نتائج وخيمة في المجتمع. وشدد آخرون على ضرورة أن يقدم خبر الجريمة ب"طريقة ردعية" للقارئ دون أن يخلو من الأسلوب التوعوي وفق حقائق مستمدة من الميدان لاسيما وأنها تتعلق بحياة أناس وسمعة آخرين. وتخلل المداخلات المقدمة عرض أشرطة فيديو مصحوبة بتعليقات حول كيفية معالجة أخبار الجريمة والطرق الفنية المستخدمة أكاديميا في تقديم وإخراج هذا النوع من الأخبار في الصحافة المكتوبة. أما عن الهدف من تنظيم هذا اليوم الدراسي فأكدت السيدة سهام بوزيد المكلفة بالدراسات العليا بقسم الإعلام والاتصال بذات الجامعة أنه يتمثل في تمكين الطلبة بالقسم من الإلمام بالجانب التطبيقي لتخصصهم والاستفادة من التجارب الميدانية بالاعتماد على صحافتنا المكتوبة كنماذج.