انطلقت أمس بجامعة سعد دحلب بالبليدة فعاليات الملتقى الدولي حول الجريمة والمجتمع، الذي بادرت إلى تنظيمه كلية الآداب والعلوم الإجتماعية قسم علوم الإجتماعية والديمغرافية بحضور أكثر من 30 خبيراً اجتماعياً وأستاذاً وباحثاً من مختلف ربوع الوطن ومن مختلف جامعات الدول العربية، يسلط فيها المتدخلون على مدار يومين على إشكالية الجريمة وارتفاع نسبتها في الوسط الاجتماعي الجزائري لاسيما في أوساط المرأة والطفل وعلاقتها بالمجتمع، وقد ركن المتدخلون في اليوم الأول من الملتقى على التعريف بالجريمة وماهيتها وطرح إشكاليات مرفقة بفرضيات وتقديم بعض الحلول كبديل وعلاج لهذه الظاهرة التي تفشت بشكل كبير في أوساط المجتمعات، خاصة العربية منها والجزائرية. ويذكر أن هذا الملتقى يتطرق إلى أربعة محاور وهي التأطير النظري لظاهرة الجريمة كظاهرة إجتماعية، والمحور الثاني يتعلق بالمجتمع والجريمة، والمحور الثالث حول تقييم الدراسات حول الجريمة في المجتمع، والمحور الرابع حول الجريمة والدين، وهو المحور الذي فصل فيه الدكتور ش. عبان العيد عبد الجبار الغزاوي أستاذ بجامعة الأردن في محاضرته التي ألقاها حول الجريمة والدين الذي أكد أن الدين يقف موقف العداء أمام هذه الظاهرة، لأنه يأمر بالمعروف وينهي عن الشر، مشيراً أن الجريمة في جوهرها عدوان مباشر على الدين واستدل في محاضرته بالجرائم التي يقوم بها العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين الأبرياء والاغتيالات التي تحدث للشخصيات، مستشهدا في ذلك بآيات من القرآن الكريم. وأوضح في تدخله بأن الأشخاص المتدينين هم أكثر عزوفا على الإجرام من غيرهم وأكد أن العلاج لهذه الظاهرة من الناحية الدينية هو الحوار، مبينا أن الدين يعود بالفائدة على الطرفين ويكون ذلك ضمن أسس وقواعد واضحة. وتطرق الدكتور سعيد عيادي أستاذ محاضر بقسم علم الاجتماع والديموغرافيا بجامعة البليدة إلى حديث حول التنظيمات الإجرامية في أوساط المجتمع. كما ركز المحاضر معتوق جمال على تاريخ الجريمة، وأكد أنه لا يمكن الحديث عن الجريمة دون الحديث عن خصوصياتها، وأشار إلى أن هناك غيبوبة في المجتمع العربي الإسلامي التي لم تقدم قراءات مدققة حول ظاهرة الجريمة وعرج للحديث عن التعريف بهذه الظاهرة وأنواعها وقد أكد عميد الكلية الآداب والعلوم الاجتماعية إلى أهمية هذا للقاء. وهو النظر إلى ارتفاع نسبة الجريمة في المجتمع الجزائري حيث أصبحت هذه الظاهرة تشمل جميع فئات المجتمع وتمس مختلف المناطق ،كما أبرز عدد من الأساتذة المحاضرين الذين نشطوا فعاليات هذا الملتقى الهدف من اللقاء وهو التشخيص الموضوعي لظاهرة الجريمة والانحراف داخل المجتمع من أجل كبح الظاهرة على أسس علمية وتوحيد الرؤية في أفكار المختصين في العلوم الاجتماعية بصفة عامة وعلم الاجتماع بصفة خاصة حول ظاهرة الجريمة والانحراف وجمع عدد أكبر من البيانات العلمية الميزانية وتقديمها إلى الجهات المختصة حتى تأخذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه المشاكل. وينتظر أن يخرج ويخلص المتدخلون والمشاركون في فعاليات هذا الملتقى الدولي بتوصيات وبتصور جديد يمكنه النظر والتنبه إلى هذه الظاهرة وأنواعها مستقبلا خاصة منها ماتعلق بالجرائم المستحدثة.