أكد مصدر صحراوي أن الرئيس، إبراهيم غالي، يوجد في نهاية فترة نقاهته بمستشفى "سان بيدرو دي لوغرونيو" بإسبانيا، مؤكدا أن حالته الصحية "مستقرة" وهو "يتعافى بشكل جيد منذ غادر مصلحة العناية المركزة قبل أيام. وشنّت السلطات المغربية حملة معادية ضد إسبانيا، اتهمتها باستقبال الرئيس الصحراوي فوق أراضيها بجواز سفر مزوّر، ضمن مزاعم فبركتها المخابرات المغربية عبر وثيقة استحدثتها بتقنية "فوتوشوب"، ادعت أنها الوثيقة التي دخل بها الرئيس الصحراوي إلى الأراضي الإسبانية. ونفت مدريد هذه الافتراءات وأكدت أن الرئيس الصحراوي لم يصل إسبانيا بجواز سفر مزوّر، كما روّجت له بعض وسائل الإعلام، وأكدت أنه انتقل بجواز سفره الذي يستوفي "المتطلبات العادية". وفي سياق ذي صلة شهد قلب العاصمة الفرنسية باريس تنظيم تظاهرة ضخمة دعت إليها الجالية الصحراوية في فرنسا، تضامنا مع المدنيين الصحراويين المضطهدين داخل الأراضي المحتلة تم خلالها دعوة المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا. وعرفت التظاهرة التي شارك فيها، محمد سيداتي ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا، مشاركة واسعة لمتضامنين مع القضية الصحراوية، بينهم، سيدي محمد، المكلف بالجاليات الصحراوية في فرنسا وشمال أوروبا وممثلون عن المجتمع المدني الصحراوي في فرنسا ومتضامنون فرنسيون من حركة التضامن مع الشعب الصحراوي. وأكد سيداتي على التطورات التي عرفتها القضية الصحراوية، سياسيا ودبلوماسيا وانسانيا، واصفا الأزمة السياسية التي تعيشها الدولة المغربية مع جيرانها الأوروبيين ب"سياسة الكساد السياسي" بعد "محاولة ابتزاز ومساومة لإرغام بلدان الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا وإسبانيا من أجل إقحامها في صفقة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب الميتة". وأشار الديبلوماسي الصحراوي إلى "الصفعة القوية" التي تلقاه المغرب من الدولة الفرنسية التي رفضت فتح قنصلية لها بالصحراء الغربية المحتلة، واصفا ذلك بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح في حال انتهجت فرنسا سياسة حياد إيجابي وحلّ قضية النزاع في الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية. وطالب المتظاهرون في هذا السياق السلطات الفرنسية إلى "تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه قضية الصحراء الغربية بدل الانحياز لقوة الاحتلال المغربية، من خلال تبني سياسة واضحة تحترم القانون الدولي والميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي تم تأسيسه في فرنسا". كما عبروا من خلال مداخلاتهم وشعاراتهم لدى تخليدهم للذكرى 48 لميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح عن إدانتهم للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الدولة المغربية في حق العائلات الصحراوية كعائلة الناشطة، سلطانة خية وغيرها من المناضلات والمناضلين، حيث تم توجيه نداءات باتجاه الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية الدولية، للتدخل لحماية المدنيين الصحراويين في ظروف الحرب. كما طالبوا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربية وتصفية الاستعمار ووقف نهب الثروات وخيرات الصحراء الغربية وفسخ كل الاتفاقيات الاقتصادية التي تورطت فيها دول من الاتحاد الأوروبي بطريقة مباشرة وغير مباشرة.