❊ القوائم الحرّة تخلط أوراق الأحزاب وتستقطب الناخبين ❊ التشكيلات السياسية تسعى لاستعادة مصداقيتها الضائعة خلال العهد البائد تنفرد الانتخابات التشريعية المقرّرة ل12جوان بانفتاحها على آفاق جديدة أبعدتها عن الصورة النمطية التي لطالما تميزت بها باتخاذها مسار جديد في اختيار المترشحين، ما جعل الحضور في هذا الاستحقاق السياسي شبابيا بامتياز. فخلافا للتشريعيات السابقة، أضحت فئة الشباب في نظر جل الأحزاب السياسية العامل الأساسي الذي تراهن عليه في سباقها نحو المجلس الشعبي الوطني لتفتح بذلك الباب واسعا أمام ترشح الشباب الذين تحوّلوا إلى خيار لا بد منه. ويجد هذا التوجه الجديد تفسيرا له في اشتراط تخصيص نصف القوائم للمترشحين الذين تقل أعمارهم عن الأربعين سنة في انتخابات أعضاء المجلس الشعبي الوطني، غير أنه وحتى قبل ذلك كانت الأحزاب السياسية قد شرعت في إدراج عنصر الشباب في القوائم التي كانت تنوي التقدم بها لهذه التشريعيات ضمن استراتيجية جديدة تسعى من خلالها لاستعادة بريقها ومصداقيتها التي تراجعت لدى العامة لعدة أسباب جعلت منها انعكاسا لنظام سابق أصبح يقترن في الذاكرة الجماعية بالسلبية والتبعية. ومع بروز البوادر الأولى لظهور تيار جديد سيطرت عليه القوائم الحرة التي تأكد فيما بعد افتكاكها لحصة الأسد في عدد الترشيحات التي حازت على قبول السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، لم تجد الأحزاب المهيكلة بدا من تعليق آمالها هي أيضا على هذه الفئة من أجل استمالة الناخبين والحفاظ على وجودها بالمجلس الشعبي الوطني بالنسبة لبعض الأحزاب أو الرفع من حظوظها للدخول إليه لأول مرة بالنسبة لأحزاب أخرى. ضمانات رئيس الجمهورية أعادت الحيوية للمنافسة وقد كان لدعوة رئيس الجمهورية الشباب إلى المشاركة في الحياة السياسية والانخراط في مسار بناء مؤسسات جديدة، تحظى بالثقة والمصداقية وما تبعها من تدابير داعمة كمجانية القاعات والملصقات الإشهارية لفائدة المترشحين الشباب الأثر الأكبر في تشجيع هؤلاء على خوض غمار التشريعيات، وهي التدابير التي تواصلت مع اقتراب الحملة الانتخابية آخرها تخصيص دعم مالي يقدر بثلاثين مليون سنتيم للمترشحين الأحرار الذين يقل سنهم عن أربعين سنة. وقد سطرت كل هذه العوامل لظهور قواعد جديدة في مسألة الترشح، فرضها تقدم المترشحين الشباب الأحرار فلم يكن أمام الأحزاب السياسية التقليدية سوى الامتثال لها وإدراج نسبة كبيرة من الشباب ضمن قوائم مرشحيها. وفي هذا المنحى وعلى سبيل المثال لا الحصر كان الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني قد وصف حزبه بخزان الإطارات لكون 75 % من قوائمه شباب وهو نفس الأمر بالنسبة لحركة مجتمع السلم التي أشار رئيسها عبد الرزاق مقري إلى أن 50% من قوائمها هم شباب أيضا وكذا الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي الذي عبر, هو الآخر عن اعتزازه بالتنوع والثراء الذين تميزت بهما قوائم مرشحيه المشكلة من الشباب أقل من أربعين سنة بنسبة 63%. وغير بعيد عن ذلك أكد حزب الوسيط السياسي على لسان رئيسه أحمد لعروس فتحه المجال واسعا أمام الشباب وجميع الكفاءات الشابة التي لها طموح لتكون في مستوى صناعة القرار السياسي، فيما شدّد رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة على ضرورة تمكين الشباب من التسجيل ضمن القوائم الانتخابية... الشباب العنصر الأكثر حضورا في خطابات الحملة ويتواصل اعتماد الأحزاب السياسية المشاركة في التشريعيات على الشباب لكن هذه المرة في صورة أخرى بجعلهم في صلب خطاباتها السياسية أثناء الحملة الانتخابية التي كانت قد انطلقت فعالياتها الخميس الفارط. فمنذ اليوم الأول للحملة التي ستستمر على مدار ثلاثة أسابيع، فضل رؤساء وممثلو الأحزاب السياسية مخاطبة هذه الفئة وتحميلها مسؤولية إحداث التغيير المنشود وبناء مؤسسات قوية مستقبلا عن طريق الصندوق. كما أكد قادة الأحزاب، أن برامجهم السياسية إنما أعدت بناء على التطلعات والانشغالات التي عبر عنها الشباب في إطار حراك 22فيفري مشددين على أن هدفهم هو مرافقة هؤلاء في مسار التشييد وبناء جزائر الغد. ولم يغفل منشطو الحملة الانتخابية الوزن الذي تمثله أصوات الشباب خلال يوم الاقتراع ما دفعهم إلى دعوتهم إلى التصويت بكثافة واختيار من يستحق تمثيلهم عن جدارة في المجلس الشعبي الوطني المقبل.