بعد أن ألغيت نسخة عام 2020 بسبب أزمة جائحة كورونا، أعلن منظمو مهرجان "كان" السينمائي، الخميس الماضي في باريس، عن برنامج الدورة 74 لهذا العام، التي ستستفيد من تخفيف القيود المفروضة لمواجهة الجائحة.( وتقام دورة هذا العام من المهرجان من 6 إلى 17 جويلية المقبل بدلا من موعده التقليدي في شهر ماي، في قصر المهرجانات عند جادة لاكروازيت؛ حيث سيجتمع آلاف العاملين في قطاع السينما من كل أصقاع الدنيا. برنامج ثريّ ومتنوع وجاء برنامج مهرجان "كان" ثريا ومتنوعا وبمستوى انتظارات النقاد والجمهور، حسب المراقبين، خاصة بعد أن أعلن المفوض العام للمهرجان تييري فريمو، عن قائمة الأفلام المشاركة، وأبرز النجوم والمخرجين السينمائيين الذين سيحضرون في أكبر حدث للفن السابع بالعالم. وضمت القائمة فيلم "التلغرام الفرنسي" (The French Dispatch) للأمريكي ويس أندرسون، وفيلم "بينيديتا" (Benedetta) للهولندي بول فيرهوفن، إلى جانب فيلم الافتتاح "أنيت" (Annette) للفرنسي ليوس كاراكس، بدون أن ننسى الممثل والسيناريست والمخرج الأمريكي توم ماكارثي، الذي سيحضر بفيلمه الحدث "مياه راكدة" (Stillwater). كما ستحضر على السجادة الحمراء النجمة الأمريكية جودي فوستر، التي قرر المهرجان تكريمها ومنحها سعفة الشرف الذهبية. وستكون الممثلة الحائزة على جائزتي أوسكار ضيفة شرف في احتفال افتتاح المهرجان الذي يرأس الأمريكي سبايك لي، لجنة تحكيمه. وتميزت لائحة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، بتوجه واختيار "عالمي للغاية"، وفقا لمندوب المهرجان تييري فريمو، ورئيسه بيار ليسكورم، حيث ضمت القائمة الرسمية 61 فيلما بالمجموع، من ضمنها 24 فيلما عالميا في القائمة الرسمية للمسابقة، من مختلف التوجهات والمدارس السينمائية، ومن مختلف البلدان، مع تسجيل انفتاح لافت على بلدان الجنوب؛ مثل المغرب وتشاد وبنغلاديش وإيران. واختيرت هذه اللائحة من ضمن أكثر من ألفي فيلم. وستتسابق الأفلام 24 المختارة للفوز بالسعفة الذهبية للمهرجان التي فاز بها فيلم "طفيليٌّ" (Parasite) للمخرج الكوري الجنوبي "بونغ جون هو"، عام 2019. مشاركة قياسية فرنسية وستشهد النسخة 74 من مهرجان كان السينمائي، مشاركة قياسية فرنسية ب 7 أفلام طويلة في المنافسة، على غرار فيلم "جزيرة بيرغمان" (Bergman Island) للمخرجة ميا هانسن لاف، وفيلم "الفجوة" (La Fracture) للمخرجة كاثرين كورسيني، وفيلم "الأولمبياد" للمخرج جاك أوديار، وفيلم "فرنسا" للمخرج برونو دومونت، وفيلم "تيتان" (Titan) للمخرجة جوليا دوكورنو. وفي أول فيلم روائي طويل باللغة الإنجليزية؛ يقدم المخرج ليوس كاراكس في فيلم "أنيت"، توليفة فنية مميزة من خلال كوميديا موسيقية، ليحكي قصة أنيت؛ الابنة الغامضة للممثل المسرحي هنري وآن، وهي المغنية المشهورة عالميا. قامات عالمية سينمائية بارزة وستحتدم المنافسة بقوة على السعفة الذهبية لهذه الدورة الحدث من مهرجان كان السينمائي، خاصة بعد دخول قامات عالمية سينمائية بارزة ومخرجين أصحاب تجارب مهمة ومدارس متفردة في السينما، إلى المسابقة الرسمية، على غرار المخرج الأمريكي ويس أندرسون الذي سيشارك بفيلمه "التلغرام الفرنسي"، والذي صور في أنغوليم (جنوب غرب فرنسا). وفي ديكور خيالي من الأربعينيات، يروي الفيلم حياة مجموعة من الفرنسيين في تلك الحقبة، من خلال عين صحفي أمريكي جوال يكتشف المنطقة. ومن المتوقع أن يحضر النجوم المشاركون فيه على السجادة الحمراء، كالممثلين بيل موراي وتيلدا سوينتون وتيموتي شالامي وأدريان برودي وكريستوفر والتز وفرانسيس ماكدورماند وليا سيدوكس وماتيو أمالريك. ومن المتوقع أن يُحدث فيلم "بينيديتا" للمخرج الهولندي بول فيرهوفن، ضجة، وهو مستوحى من قصة حقيقية لحياة راهبة إيطالية في القرن 17. وتؤدي دورها الممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا، إلى جانب ممثلين آخرين؛ مثل لامبرت ويلسون وشارلوت رامبلينغ. وأحداث الفيلم مقتبسة من كتاب "الأخت بينديتا" للكاتبة جوديث سي براون الذي نُشر في عام 1989. أما المخرج الإيطالي المعروف ناني موريتي فيعود إلى المسابقة الرسمية بعد 20 عاما من حصوله على السعفة الذهبية عن فيلمه "غرفة الابن" (La Chambre du fils)ليحاول اقتناص التتويج من جديد، من خلال فيلمه "ثلاثة طوابق" (Tre Piani). وقد اقتبس موريتي فيلمه الجديد من كتاب يحمل نفس العنوان للكاتب نيفو إشكول، وقام بتكييف الحبكة الفنية والأبطال مع البيئة الإيطالية. ومن خلال قصة البطل رحيم الذي يقبع في السجن بسبب عدم تمكنه من سداد دينه والذي يحاول إقناع دائنه بسحب الشكوى بطرق وحبكة فنية مميزة، يعود المخرج الإيراني أصغر فرهادي بفيلم "البطل" (Héros) لمهرجان كان السينمائي بعد آخر فيلم عرضه في كان قبل 3 سنوات.