أوضح قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لعين تيموشنت، المقدم رضا عيداوي، أن العمليات الأخيرة التي تم من خلالها حجز كميات كبيرة من المخدرات أثبتت لجوء المهربين إلى اتخاذ المجال البحري وسيلة إضافية لنقل هذه السموم وتهريبها للخارج انطلاقا من شواطئ المنطقة التي لا تبعد كثيرا عن السواحل الإسبانية. وعرف الشريط الساحلي لولاية عين تيموشنت طيلة هذا الأسبوع عمليات حجز عديدة لمادة الكيف المعالج يزيد مجموعها عن 28 قنطارا، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي عرفت فيه هذه الظاهرة تراجعا من جانب نقل المخدرات، حيث بلغ مجموع عمليات حجز هذه المادة سنة 2007 بنحو 10 قناطير ثم أربع قناطير سنة 2008. وأوضح المقدم عيداوي استنادا إلى عدد من الوقائع أن المهربين باتوا يعتمدون على التيارات البحرية التي تدفع بالكميات من المخدرات المهربة وجهة الساحل ثم تقذفها مجددا نحو الشواطئ. وتتم هذه العمليات عن طريق خطط مدروسة بين أفراد جماعات التهريب الذين يأخذون مواقع معلومة في البحر وكذا على مستوى الشواطئ قصد ضمان نقل المخدرات إلى النقاط البرية الموجهة إليها بعد تمريرها عبر المجال البحري. ويشارك في هذه العملية صيادون مزيفون وسط البحر يحملون جميع وسائل الصيد التمويهية، مشيرا إلى أن 30 عنصرا منهم تم توقيفهم في عملية مماثلة. وأضاف أن المهربين لا يعتمدون على المجال البحري إلا إذا احتوى على التيارات ولا يغامرون بذلك في حالة هدوء أجواء البحر، مفترضا أن العملية الأخيرة المتعلقة بحجز 26 قنطارا من الكيف المعالج على متن مركبة بحرية على مستوى شاطئ سبيعات جاءت نتيجة تخلي المهربين عنها بعد حلول مفاجئ للتيار البحري ذو الاتجاه الغربي بالموقع والذي حال دون استمرار العملية. وتعتبر عملية حجز 26 قنطارا من الكيف المعالج يوم الأحد المنصرم بعرض مياه شاطئ سبيعات على متن زورق مطاطي بطول 12 مترا وعرض 4 أمتار ومجهز بأربعة محركات تبلغ قوة دفعها ألف حصان، من طرف عناصر الدرك الوطني من أهم عمليات حجز المخدرات حيث تبلغ قيمتها المالية مابين 4 و5 ملايين دولار. وأضاف المتحدث أن كل هذا يدل على تفضيل "بارونات" تهريب المخدرات للوسائل والمجالات البحرية في نشاطهم الذي يبحث دائما عن أسهل الطرق وأنجعها في ضمان نقل السموم، مذكرا أن 20 بالمائة من الكمية المقدرة ب 40 قنطارا التي تم حجزها في حصيلة لنشاط الدرك الوطني بهذه الولاية خلال السنوات الثلاث الماضية تم تهريبها عن طريق المجال البحري. وأبرز المقدم عيداوي أن آليات مكافحة ظاهرة تهريب المخدرات والتي تتخذها مصالح الدرك الوطني في إطار هذا النشاط تقتضي من هيئته التحلي باليقظة والسهر على متابعة تطور هذه الظاهرة. كما تهتم مصالح الدرك بالتعرف على الابتكارات المختلفة التي تستحدثها شبكات التهريب خاصة وأن هؤلاء يضعون مخططات منظمة ومدروسة لتفادي السقوط بين أيدي مصالح الأمن خلال إدارتهم لعمليات تهريب هاته البضاعة حتى لو اقتضى الأمر التخلي عنها وإهمالها كما هو الحال بالنسبة لعملية 26 قنطارا المحجوزة مؤخرا بشاطئ سبيعات. ولنفس الأسباب وسعيا منهم لتجنب اكتشاف أمرهم من قبل مصالح الأمن ذكر مسؤول الدرك أن هؤلاء المهربين لا يعتمدون أبدا على نفس المركبة البحرية لعملية تهريب ثانية بل يستغنون عنها كلما تضمنت بضاعة ما موجهة لهذا النشاط. وأمام هذه الوضعية تم وضع تدابير أمنية مشددة على طول الشريط الساحلي من خلال تعبئة الوسائل البشرية والمادية وهي الإجراءات التي تهدف إلى منع تسرب أي كمية تدفعها الأمواج إلى أيدي المهربين الذين يترقبون وصول علب الكيف على مستوى الشواطئ، مذكرا بأن علبة قذفتها الأمواج تحتوي على كمية 30 كيلوغراما من المخدرات تم حجزها على مستوى شاطئ العين لبلدية أولاد الكيحل. وأكد أيضا أن هذه التدابير ستتواصل إلى غاية حجز جميع الكميات من المخدرات التي يفترض أن تقذف بها المياه، مشيرا إلى أن مراقبة هذه الشواطئ يعد تدعيما لمهام مصالح حراس السواحل. كما كشف قائد المجموعة الولاية للدرك الوطني أنه تم حجز 5 مركبات بحرية منذ سنة 2007 من بينها مركبتين ذات محرك تم استعمالهما لنقل وتهريب المخدرات. وقد تم أيضا اكتشاف زورق يحتوي على 17 قنطارا من الكيف المعالج، فيما أكدت التحقيقات الخاصة بهذه العملية وقوف رعية أوروبية وراءها ويتعلق الأمر بالمدعو "فلاديمير" الذي يلاحقه "الأنتربول". ولفظت أمواج البحر سنة 2008 كمية من الكوكايين تقدر ب6 غرامات داخل كبسولة بالإضافة إلى مواد متفجرة. وأعلن المقدم عيداوي عن عزم الدرك الوطني على إنشاء فرق بحرية تابعة له تهدف إلى تعزيز آليات مكافحة هذه الآفة التي باتت تأخذ أبعادا جديدة من خلال اعتمادها على وسائل أخرى أمام الحصن البري الذي باتت تفرضه مصالح الأمن والذي تكلل بتوقيف 242 شخصا في قضايا تهريب و ترويج المخدرات. ومن بين هؤلاء الأشخاص الموقوفين أزيد من عشرين "بارون" مخدرات بكل من تلمسان، وهران، عين الدفلى، سطيف والشلف وكذا العاصمة زيادة على تفكيك شبكتين دوليتين لتهريب المخدرات بالتعاون مع الأنتربول.