❊ الذاكرة جزء لا يتجزأ من السيادة..ولا تراجع عن استرجاع الأرشيف تعتبر مسألة الذاكرة جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية، حيث أضحت من أولويات عمل السلطات العليا في البلاد، خاصة منذ تولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون سدة الحكم، حيث اعتبرها ضمن الأسس التي تبنى عليها الجزائر الجديدة، وقاد لأجل ذلك جهودا ومساعي حثيثة مهمة خطتها الجهات الرسمية من أجل معالجة كل ما تبقى من ملفات عالقة مع فرنسا، خاصة ما تعلق منها باسترجاع أرشيف الجزائر.. على ذات الخطى والنهج سارت مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، التي باركت كل الإنجازات والمكاسب التي تحققت للجزائر، بفضل قيادتها الرشيدة في مسار حماية ذاكرة الأمة وصونها، مؤكدة دعمها الكامل لهذه الجهود، ومبرزة قيمة الذاكرة الوطنية والمكانة التي أصبحت تحظى بها في البلاد، لاسيما وأنها تجعل الشعب على صلة وثيقة بماضيه وتتيح له وللأجيال المتعاقبة الاستلهام من عمق ثورة نوفمبر المجيدة وما سبقها من كفاح مستميت ضد المحتل الغاشم. في هذا الإطار، لم تتخلف مجلة "الجيش" في كل أعدادها عن الدعوة إلى ضرورة الاعتزاز والافتخار بمآثر تاريخنا المجيد واستخلاص الدروس والعبر واستلهام القيم البطولية لأسلافنا، فقد أكدت في عددها الصادر في شهر جويلية المنصرم أن "إدراكنا لحجم تلك التضحيات والبطولات سيمكننا من ربط الماضي بالحاضر والانطلاق من جديد في بناء وديعة الشهداء بتفان وإخلاص طبقا لمبادئ أول نوفمبر الخالدة". وأكدت لسان حال الجيش الوطني الشعبي أنه "بعد بزوغ فجر الحرية والاستقلال، يبقى الجيش الوطني الشعبي مدافعا بكل ما أوتي من قوة على أمانة الشهداء وعلى السيادة الوطنية وحرمة أراضينا"، معربة عن مشاعر الافتخار بما أبداه الشعب الجزائري خلال استقباله لرفات أبطال المقاومة الوطنية، حيث ذكرت بما دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بذات المناسبة مخاطبا الشعب الجزائري، عندما قال "كونوا القدوة بالصدق في القول والإخلاص في العمل، ونكران الذات، وتذكروا دائما، أنكم مهما قدمتم من تضحيات، فلن تساوي أبدا قطرة دم زكية واحدة سالت من جسم شهيد من شهداء ثورة التحرير المباركة، أو الواجب الوطني بعد الاستقلال". واعتبرت "الجيش" أن هذه الكلمات تحمل "دلالة عميقة مفادها أن ما قدمه شهداء الأمس واليوم من تضحيات في سبيل أن تحيا الجزائر حرة وسيدة في كنف الأمن والاستقرار، لا يضاهيه أي بذل آخر مهما بدا عظيما". شيخي: التزام باسترجاع الأرشيف ودحض محاولات تزييف التاريخ من جهته أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي في عديد المرات أن "ملف الذاكرة جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائر، التي تصر ولن تتراجع عن مطالبتها باسترجاع أرشيفها الذي سرق منها وهرب إلى فرنسا"، محذرا في مناسبات عديدة من الأطراف التي تسعى إلى تزييف الذاكرة لزعزعة استقرار البلاد. وعشية الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال، أكد المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يولي أهمية كبرى للمواضيع المتعلقة بتأصيل الأمة الجزائرية في مسار تاريخها، حتى يعتبر الجيل الحاضر بما فعلته الأجيال السابقة. وذكر شيخي بحرص رئيس الجمهورية على تجنيد الدولة بأكملها من أجل مسألة التاريخ التي همشت، على حد تعبيره، لتصبح الشغل الشاغل. وفي سياق متصل، من خطورة التشكيك في الأحداث التاريخية أو التهكم عليها، مشدّدا على ضرورة التصدي لكل من يحاول تزييف التاريخ والذاكرة الوطنية. وقال مستشار رئيس الجمهورية في خرجات إعلامية سابقة إن "الجزائر تعطلت في كتابة تاريخها بسبب عدم توفرها على أحداث فترات كبيرة منه، تسمح للمؤرخين بالقيام بدورهم"، داعيا إلى تضافر الجهود لجمع شتات المعرفة التاريخية، التي يراد طمسها. ورفض ذات المسؤول اللجوء إلى التحكيم الدولي لاسترجاع الأرشيف، كون ذلك، حسبه، "قد يتسبب في إتلافه"، معتبرا استعمال القنوات المناسبة يبقى الحل الوحيد لإنجاح المفاوضات، لاسيما أن لوبيات وجمعيات فرنسية نافذة تعرقل مسار معالجة ملف الذاكرة، بحجة واهية مفادها "استلاء الجزائر على أراضيها وممتلكاتها". وسبق للمدير العام لمركز الأرشيف الوطني، أن أكد بخصوص مسألة تجريم الاستعمار، أن "الاستعمار الفرنسي جرمه الشعب الجزائري برمته ولا يحتاج هذا التجريم إلى نص تشريعي"، واعتبر مسألة تجريم الاستعمال ليس من الأولويات، داعيا إلى توجيه الجهود نحو إبراز المسار التاريخي للشعب الجزائري "لأن الذاكرة الوطنية هي التي تزيدنا قوة لبناء الجزائر الجديدة التي يطمح لها الجميع". وبخصوص العمل الثنائي لشيخي مع نظيره الفرنسي بنجامين ستورا فيما يتعلق باسترجاع الأرشيف الجزائري المحول إلى فرنسا، ذكر ممثل الجزائر في اللجنة الثنائية، بأن "العمل لم ينطلق فعليا بسبب جائحة كورونا "كوفيد 19" والوضع الصحي الذي حال دون اللقاء المباشر بينه وبين ستورا لوضع خطة عمل مشتركة"، مشدّدا على وجود إرادة سياسية لدى كلا البلدين فيما يتعلق بهذا الملف. طالع أيضا/ * استرجاع جماجم قادة المقاومات الشعبية.. ترسيخ ثقافة الانتصار * الجندي السابق في صفوف الجيش الفرنسي هنري بويو: على فرنسا الاعتراف بجرائمها الاستعمارية * المؤرخ عمار محند عامر ل"المساء": فرق كبير بين التاريخ والذاكرة..والتخوين ليس مصطلحا تاريخيا * المؤرخ عمار بلخوجة وأحد مؤسسي مؤسسة الأمير عبد القادر ل"المساء": الاهتمام بالتاريخ مهمة المدرسة أولا * المؤرخ محمد غرتيل يرافع في محكمة التاريخ: جرائم فرنسا لا تنسى .. وبطولات الرجال في سجل من ذهب * مجاهدو تيزي وزو يدعون لحماية الوطن ويؤكدون: الحرية لم تأت من العدم والجهاد كان من أجل جزائر موحدة