❊ حملة التحسيس مهمة لإزاحة مخاوف المواطن ضد التلقيح أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث، أن الوضعية الوبائية بلغت حالة استقرار هش ولكننا لم نصل بعد إلى "موجة ثالثة" بقناعة أن المنحنى التصاعدي لحالات الإصابة ليس مستقرا بين الارتفاع والانخفاض. وأضاف خياطي، في اتصال أجرته معه "المساء" أن هذه الوضعية لا تمنعنا من القيام بحملة تحسيس لإقناع المواطنين بالإقبال على التلقيح كونه الحل الأمثل لمواجهة الوباء. ولكن البروفيسور خياطي، شدد في مقابل ذلك على حتمية التقيد بالإجراءات الوقائية بعد حالة التراخي العامة التي طبعت تصرفات المواطنين في الفترة الأخيرة، وهي ضرورة تفرض نفسها خاصة ونحن مقبلون على عطلة فصل الصيف وما تعرفه من لقاءات ومناسبات عائلية. وأضاف أن الارتفاع المسجل في عدد الإصابات لا يعني أن الجزائر على أبواب "موجة ثالثة" بكل ما تحمله من مخاطر وبائية واقتصادية، مؤكدا أن مصطلح "وضعية الاستقرار الهش" هي التسمية الأنسب للوضعية الوبائية الراهنة. وعلل تحليله بحالات الإصابة المسجلة، فمنذ 5 اشهر عرفت الإصابات ارتفاعا من 200 إلى 300 ووصلت أمس الأحد، إلى 464 حالة وهي أرقام جعلته يؤكد أن الجزائر أمام حالة "عدوى جديدة"، تستدعي دراسة جينية يومية للفيروسات المكتشفة للتأكد من هذه الفرضية. وفي رده على سؤال متعلق بوجود المتحور الهندي "دالتا" وانتشاره في الجزائر، قال خياطي، إن معهد باستور، سبق وأن أكد قبل شهرين دخول هذا المتحور إلى الجزائر، لكنه لم ينشر تقارير مفصلة بشأنه وما اذا تم احتواؤه كونه الجهة الوحيدة المخولة بتأكيد أو نفي حقيقة انتشار هذا المتحور في بلادنا ودرجة خطره. وأوضح أن "دالتا" اصبح يشكل نسبة 90 بالمئة من حالات الإصابة الجديدة في أوروبا وإنجلترا ومناطق أخرى من العالم، مؤكدا أن خطورته تبقى مرتبطة بعدة عوامل منها مصالح شركات الأدوية ووضعية المصابين. ومع ذلك فقد اعتبر البروفسور خياطي، أن هذا المتحور الذي يعد اسرع الفيروسات انتشارا في العالم، إلا أن عمليات التلقيح مكنت من القضاء عليه، مشيرا في ذلك إلى حملة التلقيح الناجحة في بريطانيا. وقال إن هذا البلد ورغم تسجيله أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بهذا المتحور إلا أن عدد الوفيات لم يتعد 30 حالة يوميا فقط وأغلبهم من الفئات الهشة صحيا، وهو رقم محدود مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سبعة أشهر عندما كان يتم تسجيل وفاة اكثر من 500 شخص يوميا من مجموع 20 ألف إصابة، وهو دليل قاطع على أن خيار اللقاح أتى بثماره بعد أن تم تلقيح 15 مليون بريطاني مما شكل حاجزا ضد الوباء وهو الدرس الذي يجب أن يستخلصه المواطن الجزائري و يقتدي به. وفي رده على سؤال متصل بالأخبار التي راجت حول إصابة أطفال بالفيروس، أكد خياطي، هذه المعلومة، موضحا أن الأطفال لديهم مناعة ضد كورونا، كون أغلبهم أصيبوا بأنواع من الأمراض الصدرية في صباهم. ونصح المتحدث بضرورة الانضباط والتقيد بالإجراءات الوقائية أمام حالات التراخي التي سجلت في الفترة الأخيرة بالساحات العمومية أين لوحظ غياب تام للكمامة. وحول أهمية كسر حاجز "العزوف عن التلقيح" بعد المخاوف التي أبداها مواطنون ضد بعض اللقاحات ذكر خياطي، أن المواطن وجد نفسه في حيرة من أمره بسبب الأخبار التي تصله بطرق مختلفة حول التلقيح وأعراضه الجانبية وجدوى لقاح مقارنة بآخر، ما جعله يقترح القيام بحملة تحسيس وتوعية بمشاركة جميع الفاعلين لإقناع المواطنين بأهمية التلقيح، وفي مقدمتهم الفئات الهشة والمصابين بأمراض مزمنة، الذين يكونون ضحية هذا الفيروس الفتاك "شريطة ان يكون ذلك بشكل يومي ودوري حتى تخرج الجزائر من دائرة الخطر وتفادي الموجة الثالثة.