أطلقت مديرية النقل لولاية البليدة، بالتنسيق مع المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، حملة تحسيسية واسعة، لتوعية سائقي سيارات الأجرة والحافلات وسائقي المركبات السياحية ضد حوادث المرور، أمام الارتفاع المسجل في حوادث السير، بسبب السرعة المفرطة، وينتظر أن تمتد الحملة التحسيسية التي انطلقت مؤخرا طيلة فصل الصيف، تحت شعار "صيف بدون حوادث". عرفت الحملة التحسيسية التي أعطيت إشارة انطلاقها من محطة النقل البرية لولاية البليدة، وعرفت مشاركة كل من مصالح الأمن، الدرك والحماية المدنية وحركات المجتمع المدني، ممثلة في جمعية السلامة المرورية، حيث تقدم ممثل عن كل جهة إلى سائقي سيارات الأجرة والحافلات، من أجل توعيتهم بأهمية الحد من السرعة التي تعتبر العامل الأول وراء تنامي حوادث السير، كما تم توزيع بعض المطويات التي تحوي على جملة من النصائح، ولقيت الحملة التحسيسية، حسب ما رصدته "المساء"، تجاوبا من طرف السائقين. حسب اليأس بوقرن، مفتش رئيسي للنقل البري "فإن مديرية النقل لولاية البليدة متعودة على القيام بأنشطة تحسيسية، لتوعية السائقين بأهمية الالتزام باحترام قانون المرور"، وحسبه، فإن برنامج الحملة الذي يجري تطبيقه في الميدان، بمساعدة مصالح الشرطة والدرك والحماية المدنية، يتمثل في حث السائقين على ضرورة الالتزام بوضع حزام الأمن وتجنب التحدث في الهاتف الذي يعتبر من المخالفات التي ترتكب بكثرة، تجنب السرعة خاصة في الأماكن الوعرة، أو بالنسبة للذين يقطعون مسافات طويلة، بضرورة الاعتماد على المرافق، مشيرا إلى أنه يتم بعد المحطة البرية، استهداف مختلف بلديات الولاية لتوعية أكبر عدد ممكن من سواق المركبات. حول أهمية التوعية ضد حوادث المرور، أشار المتحدث إلى "أن الحملات التحسيسية، ورغم أهميتها، إلا أنها تظل غير كافية لتغيير الذهنيات، وأن الردع يظل أحسن وسيلة لمحاربة إرهاب الطرقات"، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى المعاينة الميدانية لمديرية النقل، فإن كل المركبات، بغض النظر عن نوعها، تتسبب في حوادث المرور، بسبب السرعة وليست محصورة فقط في وسائل النقل". المسافر مدعو للتحلي بثقافة التبليغ من جهته، أوضح عبد اللطيف بن سعيداني، ممثل المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق "بأن الحملات التحسيسية، رغم ضعفها، تظل مهمة للتذكير في كل مرة بإرهاب الطرق، وأن تظل مثل هذه الحملات على مدار السنة، خاصة تلك الموجهة لسائقي الحافلات ومختلف وسائل النقل"، مشيرا إلى أن سواق وسائل النقل لا يفتقرون إلى التكوين الجيد، لأن مدارس تعليم السياقة تقدم تعليما نوعيا، إنما المشكل المطروح في الممارسة الميدانية التي يفتقر فيها السائق للوعي والتحلي بالمسؤولية، ويشرح: "السواق مثلا، الذين يطيلون السهر في الليل ويباشرون عملهم في الصباح الباكر، يتسببون في الحوادث بسبب التعب". في السياق، "يرى ذات المتحدث، بأن التحسيس حتى يأتي بالنتائج المرجوة، ينبغي أن يرافقه في المقابل، تحلي المسافر بثقافة التبليغ التي تمكن المصالح المعنية من اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد سائق الحافلة، الذي يرتكب بعض التجاوزات، خاصة ما تعلق منها بالسرعة المفرطة، مشيرا بالمناسبة، إلى أن ولاية البليدة تحصي 195 مدرسة سياقة، و100 ممرن، ينشطون خارج المدارس، فيما تم تسجيل بعض المخالفات الخاصة من المدارس، والتي تم إحالتها على الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الردعية اللازمة.