يشكل استعمال الإعلام الآلي أحد أهم الضروريات في حياتنا العملية والعلمية، وكما يقال، الأمي هو من لا يتقن استخدام جهاز الكمبيوتر، وكون ذوي الحاجات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع، فقد تم وضع فضاء خاص بالمكفوف وضعاف البصر، بالمكتبة الوطنية بالحامة، يمكن هؤلاء من اللجوء الى هذه التكنولوجيا واستخدام كل ما يتعلق بالبحث عبر الانترنت، السكانير، الأقراص المضغوطة وحتى طباعة بعض الوثائق سواء بطريقة البراي او بالطريقة العادية. هذا الفضاء العلمي، الذي عرف النور شهر فيفري الماضي، ودشن مؤخرا بصفة رسمية، يحتوي على 5 أجهزة إعلام آلي مزودة بآلة طباعة وسكانير تعمل بتقنية خاصة، تسمح للمكفوف بالاطلاع على ما في شاشة الجهاز عن طريق السمع، حيث تسمح بالقراءة ببرنامج من الجيل الأخير. ومن أجل حسن استعمال هذه الاجهزة وهذه التنكولوجيا الحديثة، فقد تم تكوين مؤطرين لمدة اسبوع كامل، الأمر الذي اعتبره المشرفون غير كاف، لأن هناك عدة تقنيات اخرى حديثة من المفترض أن تلقن للمكفوفين، الذين يقصدون هذا الفضاء الذي اطلق عليه فضاء "رابح بلعمري"، يقول دحمان مطاري المكلف بفضاء المكفوفين بالمكتبة الوطنية : »نحن نقوم بتعليم مبادئ واساسيات الإعلم الآلي والتحكم فيه«.. وقد عرف هذا الفضاء منذ نشأته زيارة 374 مكفوف. ويضيف السيد مطاري » أن معدل التردد على هذا الفضاء تضاعف بشكل كبير وهذا في مدة شهرين فقط«. ويستطيع المكفوف ان يطلع على كل ما في جهاز الإعلام الآلي بطريقتين، حسب ما أكده ذات المصدر، الذي قال »جهاز الكمبيوتر المستعمل لديه ملحقان، فالشاشة تصبح ناطقة وهناك نوعان مستعملان "جاوز" الامريكي و"إبصار" من انتاج شركة عربية، حيث يمكن الاطلاع على ما في الشاشة عن طريق السمع، وإذا تعلق الامر بجهاز السكانير فإن المستعمل يتبع التوجيهات عن طريق السمع أيضا«. وقد تمكن عدد من المكفوفين من استخدام هذه الاجهزة بصفة عادية ودون اية صعوبات مثلما اكدت عليه السيدة »ن. أ« التي وجدناها منشغلة بالاطلاع على الانترنت والتي تقول : »بصفتي موظفة، فاستعمالي للإعلام الآلي منحني أشياء كثيرة، منها الاطلاع على كل ما هو جديد في كل المجالات والتقدم في مجال البحوث، وهذا دون اي صعوبات ودون اللجوء إلى شخص مبصر، فأنا الآن اشعر باستقلالية تامة عن الآخرين«. مبادرة تخصيص هذا الفضاء الاعلامي الحديث لصالح المكفوفين، كان من طرف نادي اسود الجزائر وبتمويل من الشركة البترولية البريطانية، "بريتيش بتروليوم" التي اخذت على عاتقها شراء هذه المعدات وتجهيز هذا الفضاء، يقول سليم أوقاسي ممثل نادي اسود الجزائر »موافقة "بريتيش بتروليوم" على تمويل هذا المشروع كانت سريعة وقد اخترنا ان يكون في فضاء رابح بلعمري الذي يعد كاتبا وكان هو الآخر مكفوفا، من جهتنا نسعى الى تعميم الفكرة عبر كامل التراب الوطني باستحداث فضاءات أخرى عبر مختلف الولايات والمدن الكبرى، ولم لا في بعض المراكز الجامعية وحتى في مكتبات الاحياء ونتمنى أن تنضم إلينا شركات اخرى من اجل تجسيد هذا المشروع في كامل الجزائر«. ويمكن لأي مكفوف الحصول على بطاقة اشتراك بالمكتبة بالمجان، ليتمكن من استعمال هذه الاجهزة ومن تلقي التكوين في الإعلام الآلي، ونظرا لأهمية ذلك فقد ارتفع عدد المستعملين بنسبة 26 بين شهري فيفري ومارس 2009. فبصيص ضوء في اطراف الاصابع يمكن ان يعطي بصيص أمل لكل مكفوف، ليعيش حياة عادية مثله مثل بقية أفراد المجتمع.