جدد سكان دوار النواورة بإقليم بلدية المعمورة بدائرة الحساسنة التي تبعد بحوالي 43 كلم عن مقر عاصمة الولاية سعيدة، جددوا مطالبهم بتدخل الوالي، للنظر في معاناتهم اليومية مع قساوة الطبيعة، وتدهور الإطار المعيشي؛ إذ يشتكي سكان الدوار الذي يحوي قرابة 20 عائلة، من غياب الطريق مع صعوبة المسالك التي تؤرقهم، لا سيما خلال فصل الشتاء، مما يصعب عليهم التنقل نحو مقر البلدية من أجل قضاء أشغالهم، إلى جانب نقل مرضاهم، مطالبين بتوضيحات حول تقليص مشروع تعبيد الطريق الذي بُرمج لمسافة 15 كلم، إلى 4 كلم. وأشار القاطنون إلى غياب الكهرباء الريفية على الرغم من مرور الأعمدة قرب مساكنهم، مستغربين التمييز في توفير الكهرباء بين العائلات رغم شكاواهم المتعددة إلى السلطات المحلية، في الوقت الذي طرح هؤلاء مشكل نقص التزويد بمياه الشرب، الذي يزيد، هو الآخر، من حجم معاناتهم، داعين إلى تقديم توضيحات بخصوص عدم تزويدهم من البئر الموجودة بالدوار منذ سنة 2007. وفي ما يتعلق بالتنمية المحلية، أكد بعض القاطنين بالمنطقة أنهم لم ينالوا حصتهم من المشاريع التنموية المختلفة منذ عدة سنوات على الرغم من الأغلفة المالية التي رُصدت لذلك ضمن المخططات السنوية للتنمية. كما أشاروا إلى غياب النقل المدرسي لأبنائهم الذين يزوالون الدراسة في الطورين الاول والثاني ببلدية المعمورة، مطالبين الوالي بإنقاذهم من التهميش والإقصاء؛ بالتعجيل في برمجة برامج ومشاريع تنموية لمناطق الظل التي وعدهم بها رئيس الجمهورية. قرى سعيدة.. مناطق الظل بحاجة إلى النقل وصيانة الطرقات لايزال مشكل غياب وسائل النقل عن العديد من قرى ولاية سعيدة، على غرار قرية سيدي امبارك، وبوشيخي الميلود، وسيدي يوسف، وأم دود، وتاورويت، ومريغيا، وزراون، وحمدات قويدر، والعيون... وغيرها من القرى المنتشرة عبر تراب الولاية، يطرح نفسه بقوة، ويثير متاعب السكان القاطنين بها على مدار فصول السنة في ظل العزلة والبعد؛ فلا حديث وسط هؤلاء سوى عن النقل واهتراء الطرقات، ومشاكل أخرى، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للعديد من القرى التي يواجه سكانها صعوبات يومية مع التنقل لقضاء حاجياتهم، أو إلى مراكز نشاطهم خاصة العمال منهم، الذين سئموا من الظروف القاسية التي يتخبطون فيها طوال السنة. وحسب تصريحات سكان هذه المناطق، فقد أكدوا أن انعدام وسائل النقل وتذبذبها يزيد من معاناتهم وعزلتهم بدون إيجاد أي حل لهذا الوضع؛ إذ يضطر سكان القرى بكل فئاتهم يوميا، لانتظار مدة طويلة تحت حرارة أشعة الشمس الحارقة في عز الصيف، وسائل النقل، التي عادة ما تكون سيارات "كلونديستان"، التي أضحى أصحابها يستغلون هذا الظرف لفرض أسعار في غير متناول الزبائن، فيما يضطر آخرون للسير على الأقدام للوصول إلى مقاصدهم، وهي الوضعية التي أثرت سلبا على المواطنين القاطنين بقرى الولاية. وشدد السكان الذين التقيناهم على ضرورة إعادة النظر في مخطط النقل بالمناطق الريفية، التي تعرف توسعا كبيرا بعدما شهدت عودة النازحين، والشروع تدريجيا في استرجاع نشاطهم الفلاحي بعد سنوات من الضياع، والهجرة لأسباب أمنية. كما طرح هؤلاء مشكلا آخر يخص نقص النقل المدرسي، لا سيما بالمناطق النائية؛ إذ يجد التلاميذ صعوبة كبيرة في التنقل إلى مدارسهم؛ حيث يقطعون مسافات بعيدة مشيا على الأقدام، وهو ما خلّف استياء وتذمرا كبيرين لأولياءهم، الذين طالبوا الجهات الوصية، بالعمل على تدارك هذا الوضع؛ من خلال توفير النقل المدرسي، الذي يُعد عاملا أساسيا لضمان حسن تمدرسهم، وتحصيلهم العلمي والمعرفي، بما يضمن، في الأخير، تحصيل نتائج إيجابية مشرّفة.