أكد وزير الثقافة الصحراوي، الغوث ماموني، أن الشعب الصحراوي له ثقافته وتاريخه الخاص وهو مختلف عن الشعب المغربي"، و"سيظل دائما مقاوما وصامدا في وجه الإبادة الثقافية الشاملة التي يمارسها النظام المغربي ضده". وأبرز الوزير الصحراوي، في حوار خص به وكالة الانباء الجزائرية، الدور الكبير الذي لعبته الثقافة في تاريخ الشعب الصحراوي منذ البدايات الأولى لحرب التحرير ضد الاستعمار الإسباني ووصولا إلى الكفاح ضد الاحتلال المغربي". وأشار السيد ماموني، الى أن "الثقافة "كانت الوسيلة الأساسية لتوعية الصحراويين"، موضحا أنها "لا تساهم فقط في ربط اللحمة بين أفراد الشعب الصحراوي وإنما أيضا تميزه عن غيره بما تحمله من تراث ولغة وقيم وعادات وتقاليد ومأكل وملبس"، لافتا إلى أن "كل ما يتعلق بالشعب الصحراوي يميزه عن الشعب المغربي بدءا بالخيمة الصحراوية ووصولا إلى الثقافة الحسانية". وعاد الوزير، إلى أهم الفنون الحاملة للثقافة الصحراوية قائلا إن "الأغنية لعبت دورا كبيرا في أوساط الصحراويين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، ثم ظهر المسرح في الثمانينيات والسينما في التسعينيات حيث لعبا معا أيضا دورا بارزا في التعريف بعدالة القضية الصحراوية عبر العالم". ولفت الوزير، إلى مشاركة العديد من الأعمال السينمائية الصحراوية في المهرجانات الدولية وخصوصا الأفلام القصيرة والتي كان آخرها في الأوروغواي، أين شاركت الصحراء الغربية بأعمال لمخرجين صحراويين تعرف بقضيتها. وأوضح الوزير الصحراوي، أن "أول شيء يبدأ فيه أي مستعمر هو طمس الهوية الثقافية للشعوب ومحو تاريخها، وهو ما قام به المغرب في الصحراء الغربية عبر ملكه الحسن الثاني في مسيرته السوداء عام 1975، لما انتهج سياسة إبادة شاملة للبشر والشجر والحجر ولكنه ورغم ذلك لم ينجح". وأضاف ماموني، أنه لما "استعصى الأمر على الحسن الثاني في إبادته للصحراويين توجه لعملية التهجير، حيث استهدف خصوصا الشباب الذين طردهم إلى المدن المغربية واضطهدهم، كما أشاع بالمدن الصحراوية المحتلة كل أنواع الآفات الاجتماعية كالمخدرات وغيرها للقضاء على القيم الاجتماعية" . ولفت الوزير، أيضا إلى أن المغرب "أجبر أيضا الصحراويين على تبنّي العادات المغربية بما فيها اللهجة المغربية الدخيلة للقضاء على اللهجة الحسانية الأم، ومنعهم منعا باتا من نصب الخيم الصحراوية الأصيلة، ومنع حتى الحرفيين منهم من صنع منتوجاتهم التقليدية مرغمين إياهم على صناعة بطابع مغربي بلا أي هوية". واستطرد قائلا "حتى البنيان لم يسلم منهم حيث قاموا بهدم الكثير من المباني الاسبانية وحولوها لثكنات عسكرية، بالإضافة لتخريب منطقة غنية بالآثار الصخرية القديمة عبر منحها لمقاولين وتدمير مقابر قديمة (..) في تعد صارخ وشنيع على التراث الإنساني وكل هذا في ظل تعتيم إعلامي كبير".