دعت وزيرة الثقافة الصحراوية السيدة خديجة حمدي المنظمة العلمية للتربية و العلوم و الثقافة "اليونسكو" إلى الاضطلاع بمسئولياتها تجاه الموروث الثقافي للشعب الصحراوي الذي يتعرض للطمس من قبل المغرب منذ سنة 1975، و الذي كان أخره إصدار تعليمة رسمية تقضي بمنع نصب الخيم في المدن أو الضواحي أو على الشواطئ الصحراوية، في رسالة بعثت بها اليوم إلى مديرة المنظمة السيدة أرينا بوكوفا. و لفتت الوزيرة الصحراوية انتباه مديرة اليونسكو إلى خطورة ما يسعى إليه الاحتلال المغربي من خلال محاربة الهوية الصحراوية وكل معالمها كالملبس و طقوس المناسبات العائلية والخيمة وكل أنماط الحياة الصحراوية الأصيلة التي ظلت الخيمة فضاءها الملائم. "فمن القيام بفعاليات ثقافية مفبركة بشكل صحراوي إلى دسترة اللهجة الحسانية- لكن الأخطر والأدهي هو ماقام به المغرب عبر وزارة الداخلية خلال الأسبوع الأول من مارس 2013، عندما أصدرت هذه الوزارة تعليمة رسمية لكل العمالات والجهات في المدن المحتلةوجنوب المغرب والتي تقضي بمنع الخيم أو نصبها في المدن أو الضواحي أو على الشواطئ،" تكتب السيدة خديجة حمدي. و أكدت الوزيرة على إن الخيم تشكل عنوان الهوية الصحراوية منذ مآت السنين، مضيفة أن عملية منع نصب الخيم الصحراوية لتدخل في إطار "الإنتهاكات السافرة" لحقوق الإنسان التي تنتهجها الدولة المغربية منذ إحتلالها للصحراء الغربية كما اعتبرت أن مثل هذا العمل يعد "إعتداء" على الهوية الوطنية للشعب الصحراوي وضرب إحدى مكونات شخصيته الوطنية، مؤكدة أن هذا العمل يتنافى مع حرية الشعوب وإعتزازها بتميزها، وهي تسيس ظالم لكل معاني البراءة والتسامح والكرم التي ظلت تشكلها الخيمة في وجدان الشعب الصحراوي. و لاحظت السيدة خديجة حمدي أن مثل هذه الممارسات العنصرية تذكرنا بأبشع الإستعمارات عبر التاريخ، كما تذكرنا بفلسفة وسياسة التمييز العنصري التي عانت منها شعوب جنوب إفريقيا على أيدي نظام الأبارتايد. "إن كل الدروس التي قرأناها من تاريخ الكفاح الذي خاضته الشعوب من أجل الحرية والسيادة والكرامة، لتؤكد أن "الدفاع عن الهوية" كان رأس الحربة في كل هذه الكفاحات والمقاومات وإلا ما معنى ثورة الشعب الصحراوي عام 1973 ضد الإستعمار الإسباني؟ لسبب واحد هو أنه لايريد أن يكون إسبانيا، ومامعنى كفاحه اليوم لأزيد من ثلاثة عقود ونيف ضد الإحتلال المغربي، لأنه ببساطة لايريد أن يكون مغربيا" تضيف الرسالة.