ويعد المركب الرياضي الأولمبي الجديد ببلقايد، وخاصة ملعب كرة القدم تحفة رياضية حقيقية، انطلقت الأشغال به، بداية العشرية الماضية بمبلغ 142 مليون دولار، وأسندت مهمة إنجازه إلى الشركة الصينية "أم .سي. سي" ولكنها تعطلت قبل أن تعود الروح إلى مختلف الورشات، بعد اختيار ترشيح مدينة وهران، لاستضافة النسخة ال19 من الألعاب المتوسطية عام 2015، ومنذ ذلك الحين عرفت أشغال إنجاز هذا المركب نفسا جديدا، حتى يصبح جاهزا لاستضافة الحدث الرياضي الإقليمي الذي كان مقررا صيف 2021، قبل تأجيله لمدة عام بسبب الأزمة الصحية العالمية التي تسبب فيها انتشار فيروس "كورونا"، التي أثرت على سير الأشغال، مما أجبر المصالح المعنية على مراجعة الجدول الزمني، لتسليم الوحدات المختلفة بهذا المركب ،كل مرة مع اقتراب الموعد المتوسطي. وعرفت عملية الإنجاز على مدار 14 سنة التي استغرقتها، ضمن حيز زمني قياسي، عدة عراقيل، زادتها جائحة "كورونا" تعطيلا أكبر وهو ما جعل السلطات العليا في البلاد تتدخل هذه المرة بشكل حازم وصارم لحسم الأمور بصفة جذرية، ترجمته القرارات التي اتخذت خلال الاجتماع الوزاري المشترك ليوم 18 جوان 2019، والذي أعطى دفعة تحفيزية كبيرة للرفع من وتيرة أشغال الملعب، وباقي المنشآت التكميلية للمركب الأولمبي، وكذا القرية المتوسطية ،وتدارك التأخر المسجل بها. ومنذ ذلك الحين، تحركت الأمور، وبفضل تلك التعبئة الهامة للموارد المالية والبشرية، وتسوية أغلب المشاكل التقنية والمالية والتعاقدية، تسارعت وتيرة الأشغال بشكل كبير بالورشات المعنية، وبلغت 95 بالمئة، حسب فؤاد عايسي مدير التجهيزات العمومية بوهران، الذي أكد، أن ما تبقى مع عملية الإنجاز سوى رتوشات أخيرة، قبل تسليم الملعب قريبا، حيث تم تجريب كل تجهيزاته الداخلية في النهار والليل، مع تسلم مركز المراقبة بالفيديو عن بعد. تسليم الشطر الأول قريبا.. والثاني بعد شهرين وتم تقسيم عملية إنجاز المركب الأولمبي إلى شطرين، الأول يضم ملعب كرة القدم ب40 ألف مقعد، والذي بلغت نسبة الأشغال به 97 بالمئة، وملعبا لألعاب القوى يتسع ل4200 متفرج، الذي لم تعد تنقصه سوى عملية زرع العشب الطبيعي ووضع بساط المضمار، الذي سيخصص لتحضير الرياضيين، والقيام بعمليات التسخين قبل الدخول في السباقات، بالإضافة إلى أربعة ملاعب تدريب، بلغت نسبة الأشغال بها حوالي 70 بالمئة. أما الجزء الثاني، فيضم قاعة متعددة الرياضات بسعة 6200 مقعد، ومركزا مائيا بثلاثة مسابح، اثنان منها أولمبيان، والثالث شبه أولمبي بسعة 2000 متفرج حيث قاربت نسبة إنجازها حوالي 60 في المئة، على أن يتم تسليمها نهاية شهر جانفي القادم على أقصى تقدير. وتلقى وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، خلال آخر زيارة له لهذه المنشأة الرياضية، وعودا أكيدة بتسليم الشطر الأول للمركب الأولمبي، قريبا على أن يليها الجزء الثاني نهاية الشهر الجاري. وعرف تشييد المركب الرياضي، ولايزال في بعض لواحقه تأخرا كبيرا، استدعى معه تكثيف الزيارات التفقدية، وتوالي التعليمات خاصة في الفترة الأخيرة، وتحديدا منذ وضع البرنامج الاستدراكي الإلزامي، والذي لا يقبل أية مراجعة لآجال تسليم هذا المرفق، بهدف إعادة بعث المشروع من جديد وتحيينه، حتى يكون جاهزا للعرس المتوسطي، الذي خصيص له مبلغ 2,4 مليار دينار، مما سمح برفع كل العقبات المالية التي قدمتها المؤسسة الصينية "أم .سي. سي"، وتنشيط الورشات بعمال إضافيين، مع السماح لها بالاستعانة بالمؤسسات الجزائرية، لإنجاز الأشغال "غير المعقدة". وتبعا لذلك، تمت تسوية عدة مشاكل تقنية على غرار تزويد المركب بالكهرباء، وبحث المشكل الذي طرحه، فريد بوساعد، المسؤول الأول عن المؤسسة الجزائرية الفرنسية، المشرفة على وضع العشب الطبيعي الهجين لأرضية الملعب الأولمبي،، بخصوص تحسين نوعية المياه، حتى لا تؤثر على عملية السقي الدورية، حيث تم دراسة علمية مع الشركة الوطنية للمياه والتطهير لوهران "سيور"، لوضع محطة تصفية المياه ومعالجتها، ووحدة مخبرية تراقب جودة المياه، قبل سقي العشب الطبيعي لأرضية الميدان بالإضافة إلى إنجاز مشتلة على مساحة هكتار واحد، ستسمح للجزائر بأن تكون أول بلد إفريقي، يستعمل تقنية وضع وإزالة العشب، على ميادين كرة القدم، وإنتاج نوعية عشب "هجين الذي استفادت منه أرضية الملعب الأولمبي الجديد، وستكون منقذا آنيا، وفي حينه لتغيير المساحات المتضررة في الأرضية، فضلا عن رش العشب بالمبيدات لمنع انتشار الفطريات والحشرات الضارّة، تفاديا لسيناريو الموسم الماضي. وكانت أرضية الملعب الأولمبي، التي احتضنت شهر جوان الماضي مقابلة ودية بين المنتخب الوطني للمحليين، ونظيره الليبيري، شهدت عملية تجديد عشبها، وهي عملية "روتينية " وقد كلفت مبلغ 170 مليون دينار. 180 كاميرا مراقبة.. تشجير وتهيئة بمحيط المركب وتم تزويد هذه التحفة الرياضية بمركز مراقبة، سلم مؤخرا ويضم شاشات عملاقة، تسير ب180 كاميرا لمراقبة مختلف أرجاء الملعب. كما كان لمحيط المركب الأولمبي نصيب من الاهتمام كذلك، بتخصيص مساحة 55 هكتارا المقابلة، لتشجيرها بأشجار كبيرة الحجم، بمتابعة من محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية ومؤسسة "وهران خضراء" ضمن حملة لعدة عمليات تشجير في الفضاء المقابل للمركب الأولمبي في وقت كلفت فيه مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، باستئناف أشغال التهيئة على مستوى محيط المركب الأولمبي، وإجبار أصحاب الترقيات العقارية، والمشاريع السكنية بإنجاز تسييج المشاريع وفقا للمعايير التقنية. وسمحت خارطة الطريق الجديدة التي تم اعتمادها مباشرة بعد زيارة الوزير الأول بتسريع وتيرة العمل بهدف الانتهاء من أشغال الهيكل الحديدي بالنسبة للقاعة متعددة الرياضات، والمركز المائي، واستئناف أشغال إنجاز المدرجات، وتركيب نظام التهوية والتبريد، وتكليف مؤسسة وطنية مختصة، بتركيب الجدار الزجاجي للمركز المائي ومباشرة مؤسسة إيطالية متخصصة في تركيب أحواض المسابح من نوع "إينوكس" منذ شهر أكتوبر الماضي في عملها على أمل أن تنتهي الأشغال بهذا المرفق الرياضي نهاية شهر جانفي القادم واستكمال تهيئة الملاحق الخاصة بالمركب على غرار حضيرة السيارات. كما استأنفت مؤسسات المناولة الجزائرية أشغالها، بعد وعود قدمت لها بسهر المصالح الولاية، ومديرية التجهيزات العمومية على تسوية وضعيتها التعاقدية والمالية تجاه المؤسسة الصينية "أم. سي.سي". 40 مليون دولار لتجهيز وتسيير الملعب وباقي المنشآت ولأجل ضمان تسيير حسن لهذا الملعب "الجوهرة" وباقي الهياكل الرياضية، كشف المدير العام للألعاب المتوسطية، سليم ايلاس ،عن تخصيص غلاف مالي قدره 40 مليون دولار، كميزانية تجهيز وتسيير المنشآت الجديدة، الموجهة لتنظيم الطبعة 19 للألعاب المتوسطية القادمة.