كشف الرئيس المدير العام لمجمّع "سونلغاز" شاهر بولخراص عن تراجع ديون الشركة من 200 مليار دينار إلى 178 مليار دينار، مؤكدا أن هذه الديون لم تمنع الشركة من مضاعفة استثماراتها وإنجاز أكثر من 70% من برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون لسنة 2021، بفضل المرافقة المالية للدولة والبنوك. وأكد بولخراص في ندوة صحفية عقدها، أمس، بالعاصمة، على هامش أشغال تجمّع إطارات ومديري التوزيع لسونلغاز، أن ارتفاع الديون لم يمنع الشركة أيضا من تحسين خدماتها، وفتح وكالات جديدة ومرافقة إنشاء الولايات الجديدة، معربا عن اقتناعه بأن مسألة التحصيل ستأخذ وقتا، لكنها تسير في الاتجاه الصحيح.. وقال إن المنحى التنازلي يعود إلى الجهود المبذولة في مجال التحصيل والتي تأخذ بعين الاعتبار وضعية الزبائن، الأفراد منهم والمؤسسات، إضافة إلى الحملات التحسيسية التي نظمت، والتي أثمرت تفهم المواطن لوضع سونلغاز، التي تمكنت من تسجيل "أرقام جد مرضية" بل و"تجاوزت بعض الأهداف". وأبرزت حصيلة نشاط المجمّع لسنة 2021، التي كشف عنها بولخراص في كلمة افتتاح الاجتماع، إنجاز أكثر من 70% من برنامج رئيس الجمهورية للسنة الجارية، وهو ما توضّحه الأرقام التي تشير في محور تغطية مناطق الظل، إلى ربط 37.000 زبون بالكهرباء، و166.000 زبون بالغاز وربط 600 مستثمر بالكهرباء، فيما يجري إنجاز الربط ل114 آخرين، إضافة إلى ربط 589 مستثمر بالغاز في انتظار استكمال الربط ل45 مستثمر آخر. واستفادت 188 مستثمرة فلاحية من الكهرباء و32 أخرى من الغاز. في هذا الصدد، قال بولخراص إنه تم ربط 400 ألف منزل بالكهرباء والغاز خلال عامين، معتبرا أنه "عمل كبير، سيتم الاستمرار فيه، من أجل تجسيد المشاريع المقبلة". وأوضح في نفس السياق أن التحضير لصائفة 2022، يتطلب رفع تحديين رئيسيين على الأقل، هما "مخطّط إنعاش اقتصادي وصناعي طموح للسّلطات العموميّة، سيؤدي حتما إلى زيادة المتطلبات الكمية والنوعية للزبائن"، مشدّدا في هذا الخصوص على "ضرورة الاستجابة لها بشكل حتمي دون تقصير"، فيما يتمثل التحدي الثاني في "تنفيذ استراتيجية سونلغاز 2035". ولتحقيق ذلك، قدم الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز مجموعة من التوجيهات لإطارات الشركة، أهمها ضرورة "تثمين البعد الإنساني لاستقطاب المواهب وتشجيعها لمواصلة التطوير وضمان الاستمرارية"، "الرهان على نقاط القوة لدى الأجيال الموجودة وتطوير التكامل فيما بينها"، "الالتزام بالموضوعية، وتحليل كل وضعية بعناية من أجل إبراز الامكانيات القادرة على اتخاذ أفضل الحلول"، إضافة إلى "ولوج مناطق جديدة على الصعيد الدولي، لا سيما من خلال تنويع الخدمات والمنتجات"، "وتوقّع جميع نقاط الضعف في مواجهة الأزمات، من خلال الاستمرار في تعزيز شبكة الشركات المناولة". كما دعا بولخراص إطارات الشركة إلى "مضاعفة العمليات الاستراتيجية التي تهدف إلى التزوّد بالمزايا التنافسية، مثل تطوير الأنظمة المعلوماتية" و"إظهار الالتزام المؤكد تجاه المسؤولية الاجتماعية والبيئية". وأعلن بالمناسبة عن التحضير لسبر آراء خلال العام المقبل، بهدف التعرف على تطلعات المواطنين على جميع الأصعدة ومدى نجاعة الإجراءات التي تقوم بها الشركة وكذا معرفة النقائص. كما أعلن عن تنظيم أبواب مفتوحة اليوم وغدا للتحسيس بخطورة الغاز المتسرب من أجهزة التدفئة والسخانات المائية والذي يؤدي سنويا إلى تسجيل عديد الضحايا، كما سيتم تنظيم حملة تحسيسية حول عقلنة استعمال الطاقة في الأيام المقبلة. على صعيد آخر، كشف بولخراص عن اتفاقية سيتم توقيعها اليوم مع "أناد" تسمح بمواصلة سياسة الشركة في الاستعانة بخدمات الشركات المصغرة، مشيرا إلى أن سونلغاز تتعامل حاليا مع 12 ألف مؤسسة من هذا الحجم وتمنحها 20% من مخطط الأعباء. وبخصوص مشروع إنتاج 500 ميغاواط بالطاقات المتجددة، قال إنه "على وشك الانتهاء"، حيث تم تحديد كل العقارات التي ستحوي المشاريع في كل من ولايات بشار وأولاد جلال والوادي، وسيتم في الأيام القادمة الإعلان عن المناقصة التي ستكون وطنية، وتمكن من إنجاز محطات كبيرة تتراوح قدرتها بين 100 و150 ميغاواط، مبرزا أهمية المشروع، الذي اعتبره "ضخما وهاما...سيفتح المجال للشراكة في هذا المجال". ولدى تطرقه إلى الاستثمار الخارجي، أوضح الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز أن هدف سونلغاز هو الوصول إلى إسهام الاستثمارات خارج البلاد ب10% في رقم الأعمال، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق فقط بتصدير المعدات ولاسيما التوربينات، وإنما الاستثمار كذلك في الخدمات والتكوين، وهو ما يتم حاليا على مستوى 10 بلدان إفريقية، كما يتم التحضير لتوقيع عقود مع موريتانيا. ونظرا للمنافسة المفروضة على المستوى الخارجي، قال بولخراص إن الشركة تعمل على تحسين تنافسيتها، مشيرا إلى قدرة الشركة على ذلك، حيث تعتبر حاليا من بين 3 شركات رائدة في إفريقيا. ويتم التفاوض حاليا مع بلدان أخرى لتصدير التوربينات، مع العمل على تحقيق نسبة إدماج في هذه الصناعة ب60% في 2025. وشهدت أشغال التجمّع بالإضافة إلى عرض حصيلة إنجازات سونلغاز خلال 2021، تقديم برنامج التحضير للعام الجديد 2022. وهو العرض الذي تم تقديمه من قبل المدير التنفيذي لإنتاج التقليدي والطاقات المتجددة، نبيل كافي.