جدد وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، زيان بن عتو، أمس، التزام الجزائر بدعم الجهود العالمية الرامية إلى مواجهة تغير المناخ، مؤكدا أن التحول الطاقوي يشكل "محورا استراتيجيا" للحكومة الجزائرية. وأكد زيان بمناسبة مشاركته، في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تعقد على مستوى الوزراء بأبو ظبي بالأمارات العربية المتحدة، خلال جلسة خصصت "للانتقال الطاقوي في إفريقيا" أن "التحول الطاقوي يشكل اليوم محورا استراتيجيا للحكومة الجزائرية من أجل بلوغ نسبة 30 بالمئة من الطاقات المتجددة، أفاق 2030، وهو ما يدخل ضمن التزامات الجزائر المناخية المدرجة في اتفاقية باريس للمناخ 2015. وأضاف ان الجزائر وضعت هدفا بتخفيض الغازات المنبعثة بنسبة 7 بالمئة في أفق سنة 2030 بالاعتماد على مواردها الخاصة مع إمكانية رفع هذه النسبة إلى 22 بالمئة في حال تحصلت على دعم مالي دولي". وأوضح الوزير زيان أنه تم تسطير مخطط عمل "كمرحلة استعجالية" يخص أساسا المجالات الأكثر استهلاكا للطاقة على غرار النقل والصناعة والسكن ضمن خطة انتقال تدريجي نحو نماذج إنتاج واستهلاك اكثر استدامة والخروج من التبعية للمحروقات مع استحداث فرص العمل الدائمة وخلق قيمة مضافة. وقال إن الحكومة سطرت ورقة عمل بخصوص الفعالية الطاقوية وتطوير الطاقات المتجددة، تشمل أساسا، النجاعة الطاقوية في قطاع البناء ودعم الصناعة المحلية للمصابيح عالية الكفاءة وجميع الأجهزة الإلكترو منزلية منخفضة الاستهلاك وحظر استيراد المصابيح والأجهزة الإلكترو منزلية العالية الاستهلاك. وأوضح بخصوص قطاع النقل، اعتماد ورقة عمل تتضمن برنامجا لتحويل المحركات الحرارية إلى وقود غاز البترول المميع وإعداد إطار تنظيمي ومعياري خاص بالمركبات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن. ويتم بالنسبة للقطاع الصناعي، التركيز، على دعم ومرافقة مشاريع استثمارية للوحدات الصناعية لتحسين كفاءة أدائها الطاقوي. وذكر الوزير بخصوص تطوير الطاقات المتجددة، أن الجزائر اطلقت مشروعا "ضخما" بقوة 1000 ميغاواط موجه للمستثمرين المحليين والأجانب، مقسمة على مشاريع لمحطات شمسية تتراوح سعتها من 50 إلى 300 ميغاواط عبر عدة ولايات الوطن. وأشار السيد زيان إعطاء الفرصة أيضا للمستثمرين الخواص، الذين ينشطون في مجال صناعة الطاقة الشمسية كالألواح الشمسية والبطاريات والمحولات وحاملات الألواح والعاكس الكهربائي الذي أطلقت الجزائر مشروعا لبداية صناعته محليا. وبهذا استكملت سلسلة صناعة معدات الطاقة الشمسية"، يضيف الوزير، الذي لفت إلى أنه حسب الدراسة، "سيبلغ تعداد اليد العاملة في هذا المشروع 4000 منصب مباشر وغير مباشر". وفي سياق ذي صلة، قال إن إطلاق هذه المشاريع يأتي بالموازاة مع إعداد البرنامج الوطني للاستهلاك الذاتي في شتى المجالات خاصة مجال تطوير الفلاحة الصحراوية. الجزائر تملك مؤهلات للحصول على كيلوغرام الهيدروجين الأخضر بتنافسية وفيما يتعلق بمشروع تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر قال السيد زيان إنه تم إطلاق دراسات تتعلق بتحديد إمكانيات الجزائر من هذه الطاقة المستقبلية ومجالات استعمالها. وأبرز أن "الجزائر تملك كل المؤهلات اللوجستيكية كالطاقة المتجددة والنقل والتخزين، للحصول على كيلوغرام من الهيدروجين جد تنافسي سواء للاستعمال الوطني أو التصدير". وقال إن الحكومة حددت في إطار مخطط عملها، ورقة طريق الإنعاش الاقتصادي يشمل تحيين عدة قوانين تنظيمية مثل "قانون الاستثمار الذي سيصدر قريبا وقانون الصفقات العمومية و الذي من خلاله سيخفف الإجراءات للمتعاملين الاقتصاديين". للاشارة، فقد شاركت في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تعقد تحت شعار "الطاقة من الالتزامات إلى العمل" على مدار اليومين الأخيرين شخصيات رفيعة ومنظمات متعددة الأطراف لمناقش العديد من القضايا من بينها مستقبل الاستثمار في قطاع الطاقة إضافة إلى تقريرين رئيسيين جديدين للوكالة حول الجغرافيا السياسية للهيدروجين وتحليل سوق الطاقة المتجددة في إفريقيا.