تتزايد مخاوف الفلاحين والمواطنين من تداعيات شح الأمطار خلال فصل الشتاء الجاري، لما لهذه الوضعية من تأثير على أسعار المنتجات الفلاحية وعلى مردود النشاط الفلاحي، الأمر الذي يستدعي حسب المختصين اتخاذ إجراءات استعجالية لإنقاذ الموسم الفلاحي، على غرار اللجوء الى السقي المقتصد والسقي التكميلي وغيرها من التقنيات الزراعية الحديثة. في هذا الصدد دعا رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر، ابراهيم جريبية، في اتصال مع "المساء" السلطات المعنية إلى ضرورة التدخل وإنقاذ الموسم الفلاحي الذي وصفه "بالصعب" بعد شح الغيث، مشيرا إلى ان الكميات المتساقطة تبقى غير كافية. جريبية، الذي دعا الى ضرورة استخدام تقنيات عصرية في عملية الزرع، والاعتماد على البحث العلمي في المجال، اقترح اللجوء الى السقي المقتصد والسقي التكميلي خاصة بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير، إضافة الى الاعتماد على الزراعة المائية، خاصة وأن فترة التساقط أصبحت خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر بدل الفترة الممتدة ما بين ديسمبر وفيفري، وبذلك الزراعة المائية يمكن أن تكون حسبه حلا مؤقتا بالنظر لنجاعتها من حيث الكم الهائل من الإنتاج الذي توفره. واعتبر المتحدث محاصيل الحبوب والشعير أكثر المنتجات التي ستتأثر بشكل كبير جراء هذه الوضعية المناخية، غير انه أكد إمكانية إنقاذ الموسم الفلاحي في حال تساقط الأمطار خلال الشهر الجاري أو في الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن "المنتجين يعلقون آمالهم على ما سيشهده شهرا مارس وأفريل اللذان عادة ما يعرفان تساقط كميات كبيرة من الغيث، وهي الفترة التي تحدد مصير المحاصيل الفلاحية". قرارات الرئيس ستساهم في كسر أسعار الخضر واللحوم وتوقع رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر، تسجيل استقرار في أسعار الخضر والفواكه واللحوم خلال الأيام المقبلة، بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بتجميد كل الضرائب والرسوم التي تضمنها قانون المالية 2022، على بعض المواد الغذائية، ودعم أسعار الحبوب وتشديد الرقابة على الدعم الفلاحي وتربية المواشي، بما يخدم استقرار الأسعار لفائدة المواطنين، مشيرا إلى أن نتائج هذه القرارات بدأت تظهر للعيان، "حيث انخفض سعر الدجاج من 450 دينار إلى 230 دينار بسوق الجملة، فيما يرتقب إغراق السوق الوطنية باللحوم البيضاء والحمراء خلال الشهر الفضيل الذي تفصلنا عنه أسابيع قليلة. وعن أسباب ارتفاع أسعار البطاطا في أسواق الجملة والتجزئة في الأيام الأخيرة، أرجع جريبية، ذلك إلى تذبذب في الإنتاج نتيجة شح الأمطار الأمر الذي ساهم حسبه في امتناع الفلاحين عن إنتاج هذه المادة الأساسية، إضافة إلى المضاربة التي باتت تميز السوق الجزائرية رغم الإجراءات الردعية التي اتخذتها الحكومة في هذا الخصوص.