أحيت ولاية قسنطينة، أول أمس، اليوم الوطني للمدينة، المصادف ليوم 20 فيفري من كل سنة، والذي يندرج في إطار البرنامج المسطر من أجل تهيئة المحيط العمراني وتحديث المدينة، حيث شهدت هذه الفعالية، التي احتضنتها المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، حملة تشجير كبيرة، مست مشروع الحديقة العائلية الذي ينتظر أن يدخل حيز الاستغلال في رمضان الداخل، والعديد من الوحدات الجوارية. اعتبر الأمين العام لولاية قسنطينة، أخروف السعيد، أن المبادرة ما هي إلا ترجمة فعلية لسياسة الدولة، الرامية إلى تجسيد أهداف التنمية المستديمة، قصد توفير وتحسين الإطار المعيشي المناسب والإمكانيات اللازمة للتهيئة، لتمكين المواطنين من الاستمتاع بمساحات خضراء ومرافق عمومية آمنة، مع ضمان المحافظة على الثروة الطبيعية، فضلا عن تحسين إطارهم المعيشي، عن طريق تحسين وضعية النسيج العمراني للمدن، وإجراء عدة عمليات خاصة بالتهيئة وتدعيمها بكل ضروريات الحياة الكريمة، من شبكات وتجهيزات عمومية ضرورية، زيادة على الاستعمال التدريجي للطاقات المتجددة، من خلال الإنارة العمومية عن طريق الألواح الشمسية على مستوى المدن الجديدة والأقطاب الحضرية، تماشيا مع مخططات تهيئة المدن الجديدة، وفي مقدمتها المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، وعين نحاس. أما عن عملية التشجير التي أشرف المسؤول على انطلاقها، فأكد أنه تم منذ سنة 2019، غرس 8 آلاف شجيرة، فيما برمجت عملية لغرس 4 آلاف أخرى بكل من الوحدة الجوارية 13، 17،14 والوحدة الجوارية رقم 4، وهي الوحدات التي استفادت من عمليات تهيئة واسعة، وإعادة الاعتبار بإشراف من مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، داعيا المواطنين إلى ضرورة الحفاظ على هذه المرافق. وقد استفادت العديد من الوحدات الجوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي، وكذا مشروع الحديقة العائلية بالوحدة الجوارية رقم 13، من حملة تشجير كبيرة، موازاة مع الاحتفالات باليوم الوطني للمدينة، حيث تم غرس أزيد من 300 شجيرة بمختلف الأصناف والأحجام، منها أزيد من 200 شجيرة من الحجم الكبير، تجاوز طولها 5 أمتار من أنواع مختلفة، على غرار شجرة الكاليستيمون والنيتروان الياباني، وكذا البلاتان، فضلا عن شجيرات الورد وغيرها، حيث أكد مدير مؤسسة التهيئة الخارجية لمدينتي عين النحاس وعلي منجلي، سردوك محمد أمين، في تصريح ل"المساء"، أن العملية التي جرت بالتنسيق مع محافظة الغابات ومديرية البيئة، تهدف إلى تعزيز الثروة الغابية والغطاء النباتي عبر إقليم المقاطعة الإدارية، وكذا ترسيخ الثقافة البيئية لدى المواطن. دعا المسؤول الأول عن المؤسسة، التي تقوم حاليا بعمليات واسعة لإعادة الاعتبار لعدد من الوحدات الجوارية التي تشهد وضعا كارثيا، إلى ضرورة مراعاة الجوانب البيئية والثقافية والعمرانية في بناء المدن والأحياء الجديدة، حيث اعتبر أن النظرة الاستشرافية للمدينة تتطلب تدخل كافة الفاعلين، بداية من الإدارة المحلية المتمثلة في الولاة والمنتخبين المحليين، إلى جانب المفكرين والمهنيين والباحثين والخبراء والمتعاملين القائمين على المدينة وتسييرها، ناهيك عن المجتمع المدني والحركة الجمعوية ذات الصلة، التي يجب أن يكون لها دور فعال ومكمل في هذا المجال، مشيرا في السياق، إلى أن الفعالية التي احتضنتها المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، شاركت فيها أزيد من 20 جمعية بيئية ومجتمع مدني وغيرها. أضاف مدير مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، أن مؤسسته تشرف حاليا على 16 عملية تهيئة وإعادة الاعتبار لأزيد من 10 وحدات جوارية، على غرار الوحدة الجوارية 2 ،4 ،5 ،6 ،7 و13، بمبلغ 10.2 مليار دج، منها 15 عملية في طور الإنجاز، وهي العمليات التي شملت التهيئة الخارجية، وإعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي، والإنارة العمومية، وشبكات المياه وغيرها، أما عن نسبة تقدم الأشغال، فبلغت 74 بالمائة، وستمس أزيد من 44 ألف مسكن.