لا تختلف المرأة البليدية عن نظيراتها في مختلف ربوع الوطن، من حيث التحضير لشهر رمضان، هذا الزائر العزيز الذي تحاول ربات البيوت جاهدة لاستقباله استقبالا لائقا، من خلال تنظيف وتعطير المنازل واقتناء مختلف ما تحتاج إليه المائدة الرمضانية من صحون وقدور وتوابل وغيرها. "المساء" رصدت جانبا من هذه التحضيرات على ألسنة عدد من النساء البليديات. تقول السيدة آية حاجي، بأن التحضير لشهر رمضان، من العادات التي اعتادت عليها المرأة البليدية منذ القدم، بالنظر إلى الخصوصية التي تمييز هذا الشهر الفضيل، وعنها، فإن أول ما توليه الاهتمام؛ تنظيف المنزل ومحاولة إعطائه حلة جديدة، من خلال إعادة دهن المطبخ الذي يعتبر المكان الذي تمضي فيه المرأة أكبر وقت، كما تقوم بإعادة طلاء غرفة الجلوس التي تستقبل فيها ضيوفها بعد الإفطار، فضلا عن تغيير الستائر حتى يشعر أفراد العائلة بأهمية هذا الضيف، بعدها تلتفت إلى معدات المطبخ. حيث تقوم باقتناء بعض الأواني، خاصة القدر الذي تحضر فيه شوربة رمضان، إلى جانب التوابل التي تحرص أن تكون جديدة، لضمان نكهة مختلف أطباقها، أما فيما يتعلق بالفلفل الأحمر فتوضح؛ "من العادات المتوارثة في البليدة؛ تحضيره في المنزل، من خلال تنظيفه وتجفيفه وطحنه لإعطاء لون أحمر لشوربة رمضان". من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة بأن السوق الجزائرية اليوم، تحوي بعض معدات الديكور التي تزيد من جمالية المنزل مثل "الفوانيس الصغيرة"، وبعض الأشكال التي يرسم عليها هلال رمضان، كل هذا يتم توفيره لإعطاء نظرة مختلفة لشهر رمضان، وهو ما يزيد من انجذاب الأطفال لهذا الضيف العزيز . من جهتها، أشارت السيدة نوال جدال، إلى أنها شرعت منذ اليوم الأول من شهر شعبان، في تحضير منزلها لاستقبال شهر رمضان، بتنظيفه أولا، ودهن المطبخ الذي تمضي فيه جل وقتها، بعدها تلتفت إلى اقتناء الأواني التي تعتبر عادة متأصلة لا يمكن تجاوزها، خاصة أن الصائم يميل دائما إلى تناول وجبة إفطاره في أطباق جديدة، مشيرة إلى أن أهم ما تحرص عليه فيما يتعلق بالمواد المستخدمة في تحضير مختلف الأطباق؛ التوابل التي تنتقيها بعناية، لأن سر الذوق المميز في شوربة رمضان ومختلف الأطباق الأخرى، هو التوابل المعطرة. لافتة إلى أنها لا تميل إلى تخزين مختلف المواد الغذائية، إنما تحب اقتناء كل الخضر في أوانها، حتى تحافظ على نكهة أطباقها. على صعيد آخر، أوضحت المتحدثة، بأن شأنها شأن مختلف النساء في ولاية البليدة، يحرصن على تأمين بعض المعدات الخاصة بتحضير حلويات رمضان، خاصة ما تعلق منها ب"قلب اللوز"، من أجل ذلك تحرص على تحضير كل لوازمه في المنزل، كالدقيق والسمن وبعض المكسرات. أشارت السيدة شهرزاد بن تركي، من جهتها، إلى أن المرأة البليدة، لا تختلف عن غيرها من النساء في التحضير لشهر الصيام، حيث تحرص على تنظيف وتعطير منزلها وتغيير الأغطية والأفرشة، بما في ذلك الستائر، أما فيما يتعلق بالمطبخ، فتحرص كل الحرص على اقتناء أوان جديدة، خاصة القدر الذي تطبخ فيه شوربة رمضان، كما تحضر أيضا لوازم "اللحم الحلو" والفواكه المجففة، ولعل أهم ما يميز المرأة البليدية؛ تحضير ماء الزهر المقطر الذي يتم إعداده في المنازل بطريقة تقليدية، إلى جانب "الشاربات" المعد بالليمون، الذي تعرف به حقول المتيجة، مشيرة في السياق، إلى أن المرأة البليدة تميل إلى التسوق من الأسواق الشعبية التي يحرص فيها الباعة على توفير كل ما تحتاج إليه ربة البيت في مطبخها.