شهد النشاط التجاري في الجزائر ارتفاعا محسوسا خلال الثلاثي الرابع من سنة 2008 مقارنة بالثلاثي السابق بالنسبة لتجارة الجملة، فيما سجل انخفاض تجارة التجزئة حسبما أفاد به تحقيق للرأي حول التجارة، أنجزه الديوان الوطني للإحصاءات لدى رؤساء مؤسسات القطاع. وأبرز التحقيق الذي خص 533 مؤسسة تجارية منها 255 عمومية و278 خاصة ارتفاعا في نشاط منتوجات العقاقير والخردوات والأجهزة الالكترومنزلية والعطور والوقود وغيرها. وأوضح التقرير مع ذلك أن تجارة المواد الأولية والمنتوجات شبه المصنعة وكذا آلات وعتاد التجهيزات سجلت انخفاضا في حين سجلت الصناعات الغذائية والتجارة المتنوعة استقرارا. ويشكو معظم التجار من طول آجال التموين والبعد وتبعثر موارد التموين وكذا عدم وفرة المنتوجات وبطء الإجراءات. وصرح نحو 9 بالمائة من تجار الجملة و18 بالمائة من تجار التجزئة أنهم سجلوا انقطاعات في مخزون المنتوجات خلال الثلاثي الأخير من سنة 2008، مست على وجه الخصوص الوقود والزيوت ومختلف المنتوجات. كما أن حوالي 86 بالمائة من تجار التجزئة وزهاء 76 بالمائة من تجار الجملة اقتنوا حاجياتهم من المنتوجات لدى القطاع الخاص، لاسيما الصناعات الغذائية وآلات وعتاد التجهيزات. وحسب تجار الجملة والتجزئة سجلت أسعار المواد الأولية وشبه المصنعة انخفاضا مقارنة بالثلاثي السابق أما باقي المنتوجات فقد شهدت ارتفاعا ملحوظا. وحسب رأي 82 بالمائة من تجار الجملة ونحو 52 بالمائة من تجار التجزئة فان نسبة تلبية الطلبات على المنتوجات المعبر عنها فاقت 50 بالمائة. إلا أن نسبة الطلب تبقى أقل من 50 بالمائة بالنسبة للصناعات الغذائية و25 بالمائة بالنسبة لأنواع التجارة الأخرى. وبصفة عامة وصف أغلب تجار التجزئة والجملة الذين أجابوا على تحقيق نوعية المنتوجات بالجيدة باستثناء تجار الأنسجة والملابس الذين يعتبرونها متوسطة. وبخصوص الطلب ترى فئتا التجارأنه انخفض مقارنة بالثلاثي الفارط حيث مس هذا الانخفاض كافة المواد باستثناء الوقود والزيوت ومنتوجات العقاقير والخردوات والأجهزة الالكترومنزلية والعطور والوقود وغيرها. وحسب تجار الجملة فقد انخفضت أسعار البيع في حين يرى تجار التجزئة بأن الأسعار شهدت ارتفاعا طفيفا لكافة المنتوجات باستثناء المواد الأولية ونصف المصنعة. وكشفت نتائج التحقيق أن كافة تجار الجملة يملكون سيارات خاصة غير أن73 بالمائة من تجار التجزئة يواجهون مشاكل النقل لا سيما نشاط الآلات وعتاد التجهيز والوقود. ويرى تجار الجملة أن حالة الخزينة تعد متوسطة بينما يصفها تجار التجزئة بالرديئة لا سيما تجار الآلات وعتاد التجهيز. وأكد أزيد من 75 بالمائة من تجار الجملة وحوالي 90 بالمائة من تجار التجزئة أنهم لجأوا إلى قروض بنكية حيث لقي معظم تجار التجزئة صعوبات في الاستفادة منها. وأفاد التحقيق الذي يترقب استقرارا في أسعار البيع أن النشاط التجاري قد يشهد ارتفاعا حسب تجار التجزئة والجملة.