أطلق الروائي جيلالي خلاص، أوّل أمس، بجناح "دار القصبة" للنشر بسيلا 2022 روايته الجديدة "الرجل الذي يكتب على راحته"، مؤكّدا ل"المساء" أنّها الأولى من نوعها التي تتناول موضوعا عن آثار ومآسي العشرية السوداء المتمثّلة أساسا في أمراض الجنون والصدمات النفسية . أكّد خلاص في حديثه ل"المساء" على هامش توقيعه بالإهداء لروايته الجديدة أنّ "الرجل الذي يكتب على راحته" تحمل جانبا تأريخيا، موضّحا في بداية حديثه على أنّه متعوّد على الكتابة على راحة يده اليسرى منذ الصغر وحتى اليوم، وفي صغره استعان بيده للكتابة لأنّ الورق كان غاليا وبعيد المنال بحكم الفقر والعوز، فلم يكن خلاص الطفل يملك نقودا لشراء كراس أو أوراق يكتب عليها ما يشاء، مؤكّدا أنّ ذلك كان منذ سنة 63 أي مباشرة بعد الاستقلال . وقال خلاص "دخلت المدرسة سنة 63 وبعدها بشهور بلغت ال1 سنة، ذلك أن أبويّ المجاهدين أرادا أن أدرس القرآن الكريم حتى أتخرج "طالبا" كما جدي من أمي وجدي من أبي، لكن عمي سليمان رحمه الله أنقذني في آخر لحظة عندما أغلق الجامع فأدخلني إلى المدرسة الحكومية". عن هذه الرواية، قال إنّها صدرت في ديسمبر 2021 وموضوعها جديد بالنسبة للجزائر مضيفا "ذلك أنني كتبت عن المجانين وكلّ من أصيب بانهيار عصبي بسبب المسلحين أو غيرهم في العشرية السوداء، كما أنها تعالج ظاهرة الانتقام"، ويقول "قتل الكثير من الجزائريين والجزائريات بسبب انتقام جيرانهم أو اخوانهم لعدم الاتفاق الايديولوجي. كانت الشرطة أو رجال الدرك تحسب هذه الجرائم من صنع الإرهابيين بينما الحقيقة أنهم وقعوا ضحايا انتقام معارفهم أو أقاربهم، وكانت النساء والفتيات أكبر ضحايا الانتقام فقد قتل المسلح الفلاني الفتاة أو المرأة التي طلبها عشقا أو طلبها للزواج ورفضته، وكان هذا القاتل المبرمج يأتي بجيشه من المسلحين فيقتلون تلك الفتاة أو المرأة". ويؤكّد خلاص أنّه في الأخير أصبح المجانين كثرا في شوارع المدن الكبرى، ذلك أنّ عائلاتهم طردتهم من المنازل والحكومة نستهم فأصبحوا منبوذين، وقلة من الشعب الجزائري يهتمون – حسب المتحدث- بهم ببعض الصدقات، وغالبيتهم ماتوا ضنكا أو بمرض عضال.