تقدّم دار "الإبصار بالمعرفة"، المختصة في نشر كتب البراي الموجّهة للمكفوفين، في الدورة الجديدة لصالون الجزائر الدولي للكتاب 25، مجموعة مهمة من الإصدارات، في الأدب والدراسات والموسيقى، متواجدة بجناح "الأهقار" بقصر المعارض الصنوبر البحري في العاصمة. يتناول الكتاب الأوّل موضوع تاريخ الكتابة بالبراي، لصاحب الدار الشاعر والموسيقي عبد الرحمان أمالو، بالبراي (عربي وفرنسي)، مهدى للمكفوفين، وهو ملخص مرجع جيلداس بريجان "وضعية المكفوفين في الجزائرالمحتلة 1902- 1941"، ويذكر الكتاب واحدة من المدارس الخاصة في تعليم البراي بعد استقلال الجزائر، وهي مدرسة العاشور، حيث انطلق منها للحديث عن تطوير تدريس البراي في الجزائر. بخصوص الكتاب الثاني، فهو عبارة عن رواية بالأمازيغية عنوانها "زايا" للكاتبة زجيڨجة بلعيدي، وهو أوّل رواية للمؤلّفة، تروي في هذه الرواية قصة زايا، امرأة قبائلية، كان يوم ولادتها حزينا على جدّتها لأنّها أرادت ولداً. وقبل هذا العمل قامت بلعيدي بترجمة مجموعتين من الشعر لعبد الرحمن أمالو تحت عنوان "أوالن ثيلوفا" و"أسفيرش سيفيار". الكاتب الثالث متعدّد الأبعاد، للكاتب سامي عصاد عنوانه "الترحال الأوّل"، فهو فلسفي، شاعري، روائي، سردي، وصفي، وحتى مقارباتي، ويقترح رؤية موضوعية لعالم خاص بالكاتب، بتحليل مواضيع مختلفة منطلقا من أسئلة وجودية ومعنوية، ومواضيع مجتمعية. كما صدر للباحث والموسيقي جمال حسيني مرجعا في الموسيقى، يحمل عنوان "عموميات في هيكلة المجموعات الصوتية"، حيث ينشر دراسته من خلال مجموعة من الأغاني الجزائرية، بمؤلفات بوليفونية تستخدمه المجموعات الصوتية المعروفة أيضا باسم الكورال، وهذه المختارات من الأغاني نهل صاحبها من ألوان موسيقية عديدة على غرار الشعبي والأندلسي والأغاني التراثية، والمالوف العصري، والفولكلور القبائلي والشاوي. ويقدّم هذا الكتاب سير ذاتية لفنانين جزائريين إلى جانب أغانيهم المنتقاة لتكون بمثابة تمارين موسيقية للمحترفين. وبعد سلسلة الكتب التاريخية عن شهداء الثورة التحريرية، بالبراي، عن الشهيدين العربي بن مهيدي وزيغود يوسف، صدر للدار أيضا كتاب عن الشهيد باجي مختار، يمنح للمكفوفين بالمجان. ولدار النشر شراكة مع منشورات "تيفري" لإصدار ألعاب خاصة بالأطفال المكفوفين. ويستقبل جناح دار "الإبصار بالمعرفة" الفنان أمين غوتالي، لعرض لوحاته الفنية المتميّزة، بتقديم مجسّماته التي يصنعها من الحصى البحرية الطبيعية، وستكون فرصة للمكفوفين للتعرّف على موادها ومعانيها من خلال اللمس، ستكون حتما تجربة فريدة للجميع. المناسبة ستكون فرصة لإهداء بطاقات بريدية تعكس موضوع الكفيف الذي تطرّق إليه أمين غوتالي في واحدة من إبداعاته. وتعمل دار "الإبصار بالمعرفة" منذ نشأتها قبل 14 عاما، على إصدار كتب البراي وتقدّمها بالمجان لفئة المكفوفين، بغرض التعلّم أو التسلية، وهي الوحيدة التي تقوم بهذه المبادرة الإنسانية على المستوى العربي، إذ تهدف إلى توعية الناس بضرورة الاهتمام بشريحة المكفوفين، خاصة وأنّ كتب البراي في الجزائر ضعيفة النشر.