أشرفت وزيرة الثقافة الدكتورة مولوجي، أمس، بقصر الثقافة على الافتتاح الرسمي لفعالية شهر التراث تحت شعار "تراثنا غير المادي هوية وأصالة"، أكدت فيه على التزام الدولة بتثمين وحماية التراث الثقافي واستثماره، كما أعلنت عن بعض المشاريع المنجزة وأخرى في طريقها للإنجاز، زيادة على رفع التجميد عن مشاريع خاصة بقسنطينة، وإعادة النظر في السياسات المتخذة للحفاظ على التراث وتطوير الممارسات العلمية والعملية الكفيلة بحمايته. واعتبرت الوزيرة، الحفاظ على التراث يعني الكشف عنه ثم حمايته بالجمع والتدوين والتوثيق ثم بالدراسة والتحليل دون تشويه أو تغيير أو خلفيات، إلى جانب إعادة إنتاجه وتوظيفه، مشيرة إلى أن هناك 3 ملفات تم إيداعها لدى منظمة "اليونيسكو" تتمثل في "المعارف والمهارات التراثية المرتبطة بتقطير ماء الورد وماء الزهر من طرف سيدات قسنطينة" و"أغاني المداحات في وهران، شمال غرب الجزائر" و"النقش على المعادن: الذهب والنّحاس" وهو الملف الذي أودع بتاريخ 31 مارس 2022، أما ملف أغنية الراي فأكدت الوزيرة، أنه موجود حاليا على مستوى منظمة (اليونيسكو) قيد التقييم من أجل تصنيف محتمل في 2022. وذكرت المتحدثة، بأن دائرتها الوزارية تعمل بالتعاون مع المؤسسات البحثية لتحضير عدة ملفات من أجل تقديمها وعرضها على (اليونيسكو) لتسجيلها مستقبلا كتراث عالمي، مثل ملف التويزة والنسيج التقليدي والحناء والشعر الملحون. وأضافت أنها قامت بإيعاز من المصالح المركزية والمؤسسات البحثية التابعة لقطاعها بتاريخ 6 مارس الماضي، بالشروع في تحضير الملف الشامل للألبسة التقليدية بغية اقتراحها للتصنيف، وهنا لفتت الوزيرة، الانتباه إلى أنه تباعا للإجراءات سارية المفعول في "اليونيسكو" لا يمكن مباشرة دراسة أي ملف ترشح جديد إلا بعد دراسة الملفات السابقة، وبالتالي فالجزائر لا تسجل أي تأخر أو تقاعس في تحضير وتقديم الملفات. وتعكف الوزارة، على إعداد قاعدة بيانات خاصة بجرد التراث الثقافي غير المادي بالتنسيق مع مراكز البحث التابعة لها وكذا مديريات الثقافة، كما يتم إنشاء لجنة استشارية ما بين قطاعية لحماية الممتلكات الثقافية غير المادية وهي لجنة تجمع خبراء في التراث وممثلي القطاعات التي لها علاقة به زيادة على المجتمع المدني. وقالت الوزيرة، في هذا الصدد "بعيدا عن المقاربة الفلكلورية أو العاطفية للمادة التراثية يراهن قطاعنا اليوم على دراسات خبرة متقدمة تندرج ضمن استراتيجية استشرافية ذات مخرجات علمية لمعالجة كافة الملفات المتعلقة بالتراث الوطني، وبإشراك كل الكفاءات في مختلف مجالات البحث". من جهة أخرى أعلنت الوزيرة، عن رفع التجميد عن 8 مشاريع ثقافية بمدينة قسنطينة، تتمثل في ترميم بناءات "دار دايخة" ومنزل الشيخ ابن باديس ومطبعته والمطحنة، وتأهيل وترميم أزقة السويقة وفندق الزيات وفندق باشطارزي وفندق الخياطين "بن حماديل". كما تشمل المشاريع، ترميم حمام البطحة وبوقفة وباي نعمان وسوق الغزال وكذا حمام بن طوبال. وهناك أيضا دراسة ومتابعة حول سينوغرافيا وتجهيز المتحف الوطني أحمد باي، والمدرسة الكتانية وترميم الزوايا ومنها التيجانية السفلى والعليا، وعبد الرحمان باشطارزي والعيساوية وسعيدة حفصة والطيبية وبوعبد الله شريف، ثم دراسة ومتابعة بناء الجهة السفلى للسويقة وبساتينها. للإشارة شهد حفل الافتتاح تنظيم ملتقى عن "حماية التراث غير المادي ورهانات الهوية" نشط جلسته الأولى البروفيسور فريد خربوش، مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، والذي أشار إلى أن للجزائر عمقها التاريخي الغابر "وهو ما يتجلى في الحفريات التي أكدت أن بلادنا مهد الإنسانية خاصة في موقع بوشريط بسطيف ب2,4 مليون سنة مع الحضارة الاردوانية"، فيما قدم البروفيسور عبد الحميد بورايو، محاضرة بعنوان "صون التراث غير المادي في الجزائر: حاضر وآفاق" أكد فيها على ضرورة توثيق التراث من خلال إنشاء مركز وطني مستقل، ورصد التراث عبر الولايات والدخول في شراكات دولية فعّالة ووضع استراتيجية خاصة بروائع التراث الجزائري.