دعا الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، قادة الدول العربية والإسلامية إلى التدخل لوقف "المخططات العدوانية" للكيان الصهيوني في المسجد الأقصى. واعتبر عكرمة صبري في بيان أصدره على وقع تصاعد حدة التوتر في القدس جراء الاقتحامات الصهيونية للأقصى، "أن اقتحامات المستوطنين للأقصى تهدف إلى تقسيمه زمانيا ومكانيا دون أدنى اعتبار لمشاعر المسلمين في هذا الشهر الفضيل". وأكد أن المرابطين المقدسيين في المسجد "يقومون نيابة عن الأمة بمهمة حماية الأقصى والدفاع عنه، ولا يكاد يمر يوم إلا وهناك مصادمات ينتج عنها شهداء ومعتقلون ومبعدون". ودعا خطيب المسجد الأقصى، قادة الدول العربية والإسلامية إلى "بذل ما يلزم من جهد كالضغط على الاحتلال الصهيوني من خلال الحراك الرسمي والسياسي والدبلوماسي، لإيقاف هذا الاحتلال عند حده وليتراجع عن مخططاته العدوانية". وشدد صبري على أنه "لا قيمة لأمة الإسلام بدون القبلة الأولى وثالث المساجد الكبرى، التي تشد إليها الرحال"، في إشارة للمسجد الأقصى. ويعيش الأقصى الشريف منذ بداية شهر رمضان المبارك على وقع تصعيد إسرائيلي ممنهج ضد الفلسطينيين باستباحته لمقدسات أولى القبلتين وتنظيمه لزيارات استفزازية للمستوطنين اليهود، بدعوى احتفالهم بعيد الفصح، حيث شهدت باحات المسجد اقتحام العشرات منهم لباحاته وقيامهم بطقوس تلمودية في عز شهر الصيام. وقامت قوات الاحتلال في سياق هذا التصعيد أمس باعتقال 12 فلسطينا في الضفة الغربية بدعوى تنفيذهم عمليات ضد قوات جيش الاحتلال والتي خلفت مصرع 14 مستوطنا وعناصر من قوات جيش الاحتلال في الفترة ما بين 22 مارس و7 أفريل الجاري. وفي ظل أجواء التصعيد الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، أجرى الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، أمس، اتصالين مع الوزير الأول الإسرائيلي نافتالي بينت والرئيس محمود عباس في محاولة لبحث الموقف والدعوة إلى وقف أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشريف. ويأتي تحرك الأممالمتحدة متأخرا في كل مرة عندما يتعلق الأمر بتصعيد الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين وتدنيس مقدساتهم وترحيلهم من منازلهم لإتمام مشاريع استيطانية ضخمة في الضفة والقدس الشريف ضمن خطة مدروسة لإفراغها من سكانها الأصليين. وشدّد الأمين العام الأممي في مكالمته مع مسؤول الكيان المحتل بضرورة المحافظة على الوضع القائم في القدس الشريف في رفض صريح لفكرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والذي تعمل حكومات الاحتلال على تكريسه بزعم حق اليهود في حائط المبكى وهو ما يرفضه الفلسطينيون ويتمسّكون بإسلامية الأقصى الشريف. والمؤكد أن نداء غوتيريس سوف لن يلقى آذانا صاغية من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والتي أكدت منذ البداية على سحق كل ما هو فلسطيني بدليل الضوء الأخضر الذي منحه الوزير الأول نفتالي بينت لقوات الجيش لفعل ما تريد ضد الفلسطينيين بدعوى حماية الأمن الإسرائيلي حيث تتواصل عمليات المطاردة ضد شبان فلسطينيين بمبرر ضلوعهم في العمليات الاستشهادية التي استهدفت قوات جيش الاحتلال ومستوطنين يهود حتى في داخل فلسطين التاريخية.