أضحت برامج "التولك شو" أو الحصص التلفزيونية التفاعلية، أمرا لابد منه على الشبكة البرامجية لمعظم القنوات الجزائرية، مع كل رمضان، حيث تطول جلسات النقاش، وتتجاذب أطراف الحديث عن الأعمال الدرامية التي تبث حاليا، غالبا ما تكون عقيمة، والمتكلمون الدائمون في هذه البلاطوهات يتركون انطباعا سلبيا على المتلقين، إذ أبانوا عن ضعف مستوى فكري وثقافي كبيرين، الشيء الذي يستدعي سؤالا وجوديا، من يختار هؤلاء للحديث والنقد؟. اختيار "لي كرونيكور" أو المتكلمون في جميع هذه البرامج، غالبهم من المشهد الفني، أكثر من الإعلامي، الذي من شأنه أن يقوم بعملية النقد دون حسابات أو حساسيات قد تكون بين الفنانين الممثلين، فضلا عن أنه لم تشهد برامج "التولك شو" في التلفزيونات العربية أو الأجنبية حضورا للممثلين، إلا فيما ندر، والنادر الذي يكون، فهو استثنائي وناجح، وصاحب البرنامج بمستوى فني وثقافي عاليين. بصرف النظر عن برنامج أو اثنين، الباقي يبدو أن هدفهم هو خلق ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي على أساس فوضوي، من خلال تقديم نقاشات صادمة، تصل إلى حد الشجار الصبياني، لا تسمن ولا تغني من أفكار تنويرية مفيدة، من شأنها أن تفيد المشاهد، لكنها في الوقت عينه، تأتي بمشاهدات عالية على مواقع التواصل الاجتماعي. في برنامج تفاعلي يبث على قناة جديدة، مثلا، يقوم الفريق العامل باستجداء المشاهدين، من خلال استعراض حالة من السماجة والضحك دون سبب، والخروج عن موضوع العدد في الكثير من المرات، ويحدث ذلك بشكل مفرط، رغم أن مقدم البرنامج المسمى "تيري كوموند" يقترح مواضيع جيدة، لكن سرعان ما يخرج معظم المتكلمين عن خط المطلوب، أو على الأقل الإجابة على الأسئلة. التكلم دفعة واحدة وفي وقت واحد سمة برامج أخرى، منها "زابينغ رمضان"، بالتالي لا يفهم المشاهد شيئا، علاوة على استدراج حديثهم إلى حالة من الفوضى والشجار التافه، ليظهر مع ذلك تدني المستوى، بتناول بعض المواضيع بسطحية ومرور كريم، وهذا الأمر ربما سببه عدم الاستعداد الجيد والتحضير الكافي لما سيقولون، لاسيما أن هذه البرامج تبث على المباشر. يحفظ برنامج "ما تقول حتى واحد" لسفيان داني، ماء وجه هذه الحصص التلفزيونية التفاعلية، ويعكس حقيقة الجهد وتحضير جدي، من خلال مضمون مختلف، يمزج بين المرح والنقد بلغة بسيطة وسلسلة، يضمن للمشاهد حقا في المعلومة والمتعة.