❊ أهميته حيوية في تحريك وتيرة التنمية محليا ووطنيا ❊ استحداث مناصب عمل جديدة وخلق حركية اقتصادية ينتظر أن يرى مشروع استغلال منجم غار جبيلات في تندوف بالجزائر النور قريبا، بعد أن أعطى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد، أول أمس، الضوء الأخضر لانطلاق المرحلة الأولى من المشروع. ويكتسي المشروع أهمية خاصة بالنظر لما يمثله من مصدر هام لمداخيل البلاد وكذا أهميته الحيوية في تحريك وتيرة التنمية محليا ووطنيا، حيث أمر رئيس الجمهورية بتنفيذ هذا المشروع "الاستراتيجي" ضمن مقاربة "مدمجة وبشكل تكاملي" مع مختلف المشاريع الصناعية والبنى التحتية المرتبطة به وذلك في إطار أجندة زمنية محددة. وشدّد الرئيس تبون في هذا الإطار على الأهمية الاستراتيجية للمشروع فيما يتعلق بعمليات الإنتاج والتصدير وتقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية، مؤكدا على "مساهمة المشروع في استحداث مناصب عمل جديدة وخلق حركية اقتصادية". وأمر رئيس الجمهورية في سياق مواكبة المشروع بتحديث شبكة النقل وفق معايير خاصة، عبر الطرقات وتسريع الانطلاق في إنجاز خط للسكة الحديدية يربط بين ولايتي تندوف وبشار. ويولي رئيس الجمهورية أهمية خاصة لهذا المشروع، حيث سبق وأن أكد في مناسبات عديدة على ضرورة "حشد واستغلال القدرات المنجمية للبلاد، كونه واحدا من أضخم المناجم النائمة على معدن الحديد في العالم" حيث تقدر احتياطاته بأكثر من 3 ملايير طن. ويرى مختصون أن هذا المشروع يندرج في إطار التوجه الجديد للجزائر الجديدة، القاضي بتثمين واستغلال الثروات المعدنية الوطنية، كونه سيساهم في تحرير الاقتصاد من التبعية للمحروقات، بحيث يمكن إنتاج ما يقارب أكثر من 56% من قدراته في المرحلة الأولى، أي ما يقارب 1.7 مليار طن واستحداث نحو 3 آلاف منصب شغل كما يسمح بتوفير ما يقارب 10 مليارات دولار . وينتظر أن يشرف على أشغال إنجاز خطّ سكة الحديد، الشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية، حيث تم الاتفاق على تشكيل فريق عمل من إطارات وزارتي الطاقة والمناجم والنقل، والشركة الصينية لوضع خريطة عمل لتجسيد هذا المشروع. كما سيتم إنجاز عدة هياكل ومنشآت قاعدية لإنتاج الحديد والصلب في إطار هذا المشروع، فضلا عن منشآت لتخزين المعدن الخام المجمع من مواقع الاستغلال، قبل شحنها عبر شاحنات كهربائية نحو وهرانمستغانم، لإعادة التحويل والتصدير نحو الخارج. وسيساهم مشروع استغلال منجم الحديد غار جبيلات بولاية تندوف في إعطاء نفس قوي للتنمية، فضلا عن أنه سيفك العزلة عنها من خلال مشروع خط للسكك الحديدية بطول 1000 كلم لنقل الإنتاج نحو المصانع، ويربط تندوف بولايتي أدرار وبشار اللتين تعدان قطبين منجميين بامتياز. وبرأي مراقبين، فإن مشاريع البنية التحتية التي ستنجز بالموازاة مع بعث استغلال منجم غار جبيلات، تندرج ضمن مشروع طريق الحرير الذي أطلقته الصين مطلع عام 2019. وقبل إعادة بعث المشروع بالشراكة مع الصين، بقي مشروع استغلال منجم غار جبيلات حبرا على ورق طيلة 60 عاما، فمنذ اكتشاف المنجم في سنة 1952 إبان فترة الاستعمار الفرنسي، لم تتمكن أي سلطة في البلاد من كسب تحدي غار جبيلات، بسبب صعوبة تضاريس الموقع. كما أرجع خبراء اقتصاديون سبب تأخر استغلال هذا المورد الاستراتيجي، إلى الأزمات المالية التي مرّت بها الجزائر منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.